هدى بيوتي هدفا لحروب المقاطعة بتهمة كراهية اليهود

تحتدم حروب المقاطعة للشركات العالمية بسبب الحرب المستمرة على غزة، وينخرط فيها الناشطون المؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لإسرائيل لكتم أصوات المؤثرين مثل هدى قطان مالكة شركة هدى بيوتي العالمية التي أعربت عن استمرارها بموقفها المناهض لإسرائيل رغم كل حملات التهديد.
دبي - تواجه خبيرة التجميل ورائدة الأعمال الأميركية من أصل عراقي هدى قطان المشهورة بهدى بيوتي، حملات مقاطعة إسرائيلية لمنتجاتها، بعد نشرها قصة على حسابها بمنصة إنستغرام تخبر فيها متابعيها بأن إسرائيل تقتل الصحافيين عمداً في غزة، على خلفية استشهاد حمزة الدحدوح، في أحدث جولة من حروب المقاطعة التي لجأ إليها الناشطون من كلا الطرفين للتأثير على المحتوى المتدفق على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الصراع.
وقام مؤيدو إسرائيل من المؤثرين والمعلقين بتهديد سلسلة متاجر شركة التجميل الفرنسية “سيفورا” بمقاطعتها، إذا ما واصلت بيع منتجات شركة مستحضرات التجميل هدى بيوتي، موجهين لها اتهامات بـ”كراهية اليهود” و”معاداة السامية”. بعد إعلان موقفها الداعم لغزة وتنديدها المتواصل بالعدوان الإسرائيلي على الأطفال والنساء، معتبرين إعلان خبيرة التجميل يمثل رسائل كراهية ومعاداة للسامية.
وعلى حسابها بمنصة “تيك توك” نشرت المؤثرة روشيل ليا، مقطع فيديو تنتقد فيه هدى بيوتي؛ لوصف الأخيرة الصهيونية بالنازية الجديدة، وشاركت مقاطع عدة من حساب نجمة التدوين في عالم التجميل على “إنستغرام” قائلةً “نادراً ما رأيت شخصاً يكره اليهود ويكره إسرائيل مثل هدى قطان، ولا تزال سيفورا تبيع جميع منتجاتها في متاجرها”.
مؤثرون مؤيدون لإسرائيل يهددون متاجر شركة {سيفورا} بمقاطعتها، إذا ما واصلت بيع منتجات شركة هدى بيوتي
وأعلن مستخدمون آخرون توقيع عريضة لإزالة منتجات هدى، كما اتصلوا بسلسلة مستحضرات التجميل لتقديم نفس الشكوى في حملة ممنهجة ضدها. وكتبت إحدى المتابِعات “طالما أنهم يبيعون منتجات هذه المجنونة الهائجة، فسأشتري مكياجي في مكان آخر”.
وهدّد حساب آخر “إنها ليست خائفة من خسارة أي شيء؟ حان الوقت لتخسر كل أعمالها وأموالها”. وواجهت هدى قطان حملات مقاطعة إسرائيلية لمنتجاتها بعد إعلان موقفها من الحرب على غزة منذ بدء العدوان، حيث وقّع أكثر من 14 ألف شخص عريضة تطالب شركة سيفورا أحد أشهر متاجر لبيع مستحضرات التجميل بإزالة جميع منتجات هدى بيوتي في الولايات المتحدة.
وقالت قطان البالغة من العمر 40 عاماً “إنها تلقت تهديدات بسبب نشرها لآرائها المناهضة لإسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي”، مضيفة “أنها تتقبل المخاطرة بمستقبل عملها البالغ قيمته 1.2 مليار دولار بسبب آرائها المساندة للفلسطينيين ضد إسرائيل”.
ونشرت مقطع فيديو عبر حسابها الشخصي على إنستغرام، قائلة “تلقيت الكثير من رسائل التهديد بخصوص عملي في كل اتجاه، ولا أعرف إلى أين ستتجه الأمور. هم الآن يحاولون استخدام قوتهم، لا أعتقد أنهم يدركون أن هناك ثورة بدأت بالفعل، لن يؤدي أي شيء إلى التراجع. ولا يمكن أن نخاف من خسارة أي شيء”.
وأضافت “علينا أن نثق في أننا إذا فقدنا شيئا سيأتي إلينا شيء آخر بالطريقة الصحيحة لأننا نقوم بعمل جيد، علي أن أؤمن بذلك من كل قلبي. وأنا على استعداد للمخاطرة بعملي بأكمله وكل ما أملك من أجل ذلك وبحثًا عن الحقيقة والعدالة. علينا أن نكون على استعداد للقيام بذلك لأننا إذا لم نضع كل شيء على المحك، فسوف نهان ونطمس”.
وتملك هدى قطان ثروة تقدر بـ400 مليون دولار، حسب مجلة “فوربس” التي أوردتها في قائمتها للعصاميات الأميركيات لعام 2022، وجاءت في المرتبة 69.
وعلى الضفة المقابلة تستمر دعوات المقاطعة لمنتجات وشركات عالمية، بدعوى “دعمها لإسرائيل في حرب غزة”، لكن العلامات التجارية التي تشملها المقاطعة تواجه الحملات بطريقة أخرى، فالعديد منها لجأ لتقديم عروض وتخفيضات استثنائية لتجاوز آثار الأزمة بينما لجأت شركات أخرى إلى القضاء.
ورفعت شركة ماكدونالدز الماليزية دعوى قضائية ضد مجموعة مؤيدة للفلسطينيين مطالبة بمبلغ 1.3 مليون دولار، بسبب دعواتها إلى مقاطعة شركات تتهمها بدعم إسرائيل. وقالت سلسلة الوجبات السريعة في بيان إن الدعوى المدنية المرفوعة ضد الحركة الماليزية الداعية إلى المقاطعة تهدف إلى حماية “حقوقنا ومصالحنا وفقا للقانون”، مؤكدة أنها “لا تدعم ولا تؤيد النزاع الحالي في الشرق الأوسط”. وأوضحت “ماكدونالدز” في بيانها “نتفهم ونحترم فكرة أن المقاطعة هي قرار فردي، لكننا نعتقد أنه يجب أن تستند إلى حقائق وليس إلى ادعاءات كاذبة”.
وحاول وكلاء الشركات الغربية في الدول العربية التخفيف من آثار المقاطعة من خلال رفع أعلام فلسطين، أو كتابة شعاراتٍ مؤيدةٍ للقضية الفلسطينية على واجهات مطاعم الوجبات السريعة، حتّى إنّ أحدّ فروع سلسلة “ماكدونالدز” وزع دمى تمثّل القائد القسامي أبوعبيدة مع وجبات الأطفال. وكان فرع الشركة في الكويت قد أعلن في بيانٍ نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، التبرع بنحو 160 ألف دولار للشعب الفلسطيني في غزّة، أما فرع “ماكدونالدز” في قطر فقد تبرع بنحو 275 ألف دولار، في حين تعهد فرع الشركة في مصر بتقديم 650 ألف دولار دعمًا لأهالي غزّة.