"بلا عنوان" محاولة لفهم الأمراض النفسية عبر يوميات حقيقية

تونس - قدّم مؤخرا، بفضاء الريو في العاصمة التونسية العرض الأول لمسرحية "بلا عنوان" للمخرجة التونسية مروة المناعي، والتي تطلّ في عملها الجديد بتجربة مختلفة عما سبقها.
تفتح المسرحية، التي تؤديها كل من لبنى مليكة ونادية بالحاج، الباب أمام تساؤلات وجودية، من خلال الغوص في عوالم عميقة، وسبر أغوار النفس وما تعتريها من مشاعر متناقضة.
والمسرحية التي عُرضت في تونس للمرة الأولى، السبت وأعيد عرضها الأحد، هي من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بأريانة، تولّت مروة المناعي كتابة النّص عن قصة "يوميات سارة الجربي" فيما تولت أيضا السينوغرافيا والإخراج.
وتقوم المسرحية على "يوميات سارة الجربي" التي كتبتها الأخيرة خلال إقامتها المتقطعة في مستشفيات "سانت آن" و"هنري إي" للأمراض النفسية في باريس في عامي 2015-2016.
واختارت لها كاتبة النّص والمخرجة عنوانا لافتا مغرقا في الحيرة والتساؤلات وهو "بلا عنوان" (untitled)، فيما تنقل المسرحية تجربة موجعة وتقدم نظرات متناثرة ولمحات عابرة إلى دواخل الروح المؤلمة.
المسرحية بطلتها سارة الفتاة التي عانت اضطرابات نفسية وتلاحق أسباب ذلك رفقة طبيبتها، اضطرابات تسحبها شيئا فشيئا من واقعها إلى عالم الخيال والهوس وصولا إلى اللحظة الأخيرة التي تقرر فيها الخروج من جسدها وإنهاء حياتها، بينما تجسد المخرجة المشهد من خلال ثوب ملقى على الأرض بينما الشخصية في جانب الخشبة، وهو ما يدل على التخلص من أثقال ما يلبسنا إياه المجتمع والعائلة من ضغوطات قد تؤدي إلى الانهيار النفسي.
ويدفع هذا العمل المسرحي إلى طرح تساؤلات حول ما الذي سيحدث عندما ننظر إلى المرآة لفترة ما، وكيف يمكن أن يتصور الإنسان ذاته من الداخل؟ ما خلق نوعا من التماهي بين الممثل والجمهور، فكلاهما في سفر، في رحلة البحث عن الذات، ليس من خلال التصور والخيال فحسب، وإنما من خلال تجربة جسدية ومؤقتة وحقيقية تحدث على خشبة المسرح.
وسارة الجربي التي كتبت مذكراتها وكانت منطلقا لهذا العمل المسرحي، هي صديقة المخرجة، وقد احتفظت بهذه النصوص خلال إقامتها المتقطعة في مستشفيات "سانت آن" و"هنري إي".