حزب الله يرد على اغتيال الطويل والعاروري بهجوم بمسيرات

بيروت/ غزة – تشهد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية اليوم الثلاثاء تصعيدا جديدا من جانب حزب الله الذي أعلن أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي"في إطار الرد" على اغتيال القيادي العسكري البارز في صفوفه وسام الطويل ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، بينما تواصل تل أبيب توجيه ضربات مؤلمة للجماعة المتحالفة مع إيران بقتل ثلاثة من عناصرها.
ويأتي هذا في وقت تستمرّ فيه المساعي والاتصالات الدبلوماسية لوضع حدّ للتصعيد، في ظلّ تحذيرات مستمرة من إمكانية توسّعها لتطاول كلّ لبنان.
وقال الحزب في بيان إنه استهدف "مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية".
ووضع الاستهداف "في إطار الردّ على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه المجاهدين (..) وجريمة اغتيال القائد الشهيد الأخ المجاهد وسام الطويل".
وقتل العاروري مع ستة آخرين الثلاثاء الماضي بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وقالت السلطات اللبنانية وحزب الله وحماس وواشنطن إن إسرائيل نفّذت العملية، فيما لم تعلق الدولة العبرية رسميا.
وكان الحزب أعلن السبت استهداف قاعدة مراقبة جوية في شمال إسرائيل في إطار "رد أولي" على اغتيال العاروري ورفاقه.
ونعى حزب الله الإثنين القيادي العسكري وسام الطويل بعد مقتله باستهداف اسرائيلي لسيارته في بلدة خربة سلم. ويعد الطويل القيادي العسكري الأبرز في حزب الله يُقتل بنيران إسرائيلية منذ بدء التصعيد عند الحدود مع إسرائيل بعيد اندلاع الحرب في غزة.
وفي نبذة نشرها عنه الإثنين، قال الحزب إن الطويل التحق بصفوفه عام 1989، وتدرّج في مراحل التدريب العسكري "وصولًا لأعلى مستوياته". وشارك في عمليات عدّة نفذها حزب الله ضد مواقع إسرائيلية إبان الاحتلال في جنوب لبنان حتى العام 2000، وأخرى في ما بعد الانسحاب منها عملية أسر جنديين إسرائيليين عام 2006، والتي أدت الى اندلاع حرب مدمرة بين الطرفين.
وقال الحزب إن الطويل "قاد العديد من العمليات النوعية التي استهدفت مواقع وانتشار جيش العدوّ الإسرائيلي" عند الحدود منذ بدء التصعيد جنوباً.
وقبيل الهجمة بالمسيرات التي نفذها حزب الله باتجاه إسرائيل تجدد القصف الإسرائيلي لمواقع حزب الله في مناطق جنوبي لبنان.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز إن ثلاثة أعضاء في الجماعة اللبنانية المتحالفة مع إيران قُتلوا اليوم الثلاثاء في ضربة استهدفت سيارتهم في بلدة الغندورية بجنوب لبنان. ولم يحدد المصدران بعد هوية قتلى.
وكانت وسائل إعلام لبنانية أفادت بسقوط إصابات جراء قصف مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه سيارة في جنوب لبنان.
ووفق ما أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام"، "نفذت مسيّرة معادية صباح اليوم عدوانا استهدف سيارة رابيد على طريق الغندورية بصاروخ موجه"، مشيرة إلى أن فرق الإسعاف توجهت إلى المكان حيث أفيد عن إصابات .
ولفتت الوكالة إلى أن "أطراف حولا وميس الجبل تعرضت لقصف مدفعي معادٍ"، موضحة أن "طائرات العدو الحربية استهدفت بالغارة التي نفذتها على كفركلا صباحا، منزلا مؤلفا من ثلاث طبقات وسوّته بالأرض".
وأعلن حزب الله اللبناني "استهداف موقع المالكية وإصابته إصابة مباشرة".
وكان "الطيران الحربي المعادي" استهدف منازل في بلدة كفركلا، حيث أغار مرتين على أربعة أهداف مختلفة، كما تعرضت أطراف بلدات عيترون وعيتا الشعب، ويارون ومارون الراس في قضاء بنت جبيل لقصف مدفعي إسرائيلي .
وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا إلى مشارف مدينة صور، وبعمق وصل إلى فوق مجرى نهر الليطاني، بالتزامن مع إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في قضائي صور وبنت جبيل.
وقصفت المدفعية الإسرائيلية الثقيلة، بعد منتصف الليل، أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب ورامية والجبين والضهيرة وعيتا الشعب وشحين بقذائف المدفعية الثقيلة، كما سمعت أصوات تردد صداها في المنطقة ناتجة عن انفجار لصاروخ إسرائيلي ٍ من القبة الحديدية فوق بلدة الناقورة، أطلقت اثره القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) صفارات الإنذار.
كما طال القصف المتقطع جبل اللبونة في محيط بلدة الناقورة ، وفجرا قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدات الناقورة ويارين والجبين والضهيرة وعيتا الشعب وشيحين.
ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية "إسناداً" لغزة، بينما يردّ الجيش بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وتصاعدت الخشية توسّع نطاق التصعيد بعد مقتل العاروري في بيروت.
وحذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء إسرائيل من مغبّة شنّ حرب على لبنان. وقال "حتى الآن، نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولذلك ندفع ثمنا من أرواح شبابنا".
ونبّه من أنه "إذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان فسيكون قتالنا بلا سقوف وبلا قواعد وبلا حدود وبلا ضوابط"، مضيفاً "لسنا خائفين من الحرب ولا نخشاها".
وتشهد بيروت في الفترة الأخيرة زيارات لدبلوماسيين غربيين يحضّون على ضبط النفس وتجنّب حصول تصعيد إضافي بين إسرائيل ولبنان، والدفع باتجاه إيجاد حلول قد تشمل تسوية الخلاف الحدودي البري بين البلدين.