القضاء التركي يقرر حبس 15 مشتبها في علاقتهم بالموساد

محكمة صلح الجزاء في إسطنبول تقضي بترحيل ثمانية وإطلاق سراح أحد عشر مشتبها فيهم بشرط الرقابة القضائية.
السبت 2024/01/06
الأمن التركي يستبق اغتيال قادة حماس في بلاده

إسطنبول – أفادت قناة "تي آر تي خبر" الرسمية بأن محكمة تركية أصدرت، الجمعة، أمرا رسميا باعتقال 15 شخصا وترحيل ثمانية آخرين يشتبه في صلتهم بجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد، واستهداف الفلسطينيين الذين يعيشون في تركيا.

واعتقلت السلطات التركية 34 شخصا في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن حذرت إسرائيل من "عواقب وخيمة" إذا حاولت مطاردة أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الذين يعيشون خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تركيا.

وذكرت القناة أن محكمة صلح الجزاء في إسطنبول قررت إطلاق سراح أحد عشر شخصا بشرط الرقابة القضائية.

وجاء القرار القضائي بعد مطالبة النيابة العامة بحبس 26 من أصل 34 شخصاً بتهمة "التجسس السياسي أو العسكري".

وتركيا، على عكس معظم حلفائها الغربيين وبعض الدول العربية، لا تصنف حماس منظمة إرهابية.

وداهمت الشرطة مواقع في ثمانية أقاليم للقبض على المشتبه بهم في إطار التحقيق الذي يجريه جهاز المخابرات التركية ومكتب مكافحة الإرهاب التابع للمدعي العام في إسطنبول.

وذكر وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن الشرطة التركية داهمت 57 موقعا، منها مواقع في إسطنبول، في إطار إحدى العمليات، مضيفا أن المشتبه بهم يُعتقد أنهم سعوا لرصد ومراقبة ومهاجمة وخطف مواطنين أجانب يعيشون في تركيا.

وقال وزير الداخلية التركي إن السلطات عثرت خلال المداهمات على مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي، من بينها نحو 150 ألف يورو (165100 دولار) وسلاح ناري غير مرخّص إضافة إلى مواد رقمية.

في إطار تحقيقات كل من شعبة مكافحة الإرهاب بإسطنبول والاستخبارات التركية تم الحصول على معلومات تفيد بنية الموساد القيام بأنشطة من قبيل المراقبة والتعقب والاعتداء والاختطاف ضد الرعايا الأجانب المقيمين في تركيا لأسباب إنسانية.

وتحتضن تركيا عددا من قيادات حماس وعائلاتهم، وسبق أن اتهمت الإدارة الأميركيةُ أنقرة بأنها تمثل أحد مراكز جمع التمويلات المالية لحماس.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وجّه تحذيرا شديد اللهجة لإسرائيل مؤخراً، قائلا إنها ستدفع "ثمنا باهظا" إذا حاولت استهداف قادة من حركة حماس على الأراضي التركية.

ونقل تلفزيون "تي آر تي" عن أردوغان قوله ردا على سؤال عن احتمال قيام إسرائيل بعملية تستهدف قادة من حماس في تركيا "على من يفكر في فعل مثل هذا الأمر ألا ينسى أن عواقبه ستكون وخيمة. ليس في العالم من لا يدرك ما حققته أجهزة الاستخبارات والأمن في تركيا من إنجازات".

وجاءت التحذيرات على خلفية تصريحات أطلقتها إسرائيل وهددت فيها بملاحقة قادة حماس في الخارج. وصرح رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار في تسجيل بثته هيئة البث العامة الإسرائيلية، في ديسمبر الماضي، بأن إسرائيل ستلاحق قادة حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

وتدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

واستدعى أردوغان سفير أنقرة لدى تل أبيب، وطالب بمحاكمة القادة والزعماء السياسيين الإسرائيليين بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.