بكين – تعتزم تسلا سحب أكثر من مليون سيارة في الصين لتحديث برمجية تحمل “مخاطر على السلامة”، في ضربة قاسية للشركة الأميركية التي تفوقت عليها منافستها الصينية بي.واي.دي في مبيعات السيارات الكهربائية.

وقالت هيئة تنظيم السوق الصينية الجمعة إن عملية السحب هذه “تهدف إلى تصحيح عيوب في البرمجيات الخاصة بأنظمة المساعدة على القيادة، وكذلك في أنظمة قفل باب السيارة”.

ويتعلق هذا الإجراء بدفعتين من السيارات المنتجة بين عامي 2014 و2023، ويتضمن إجمالي 1.6 مليون سيارة من طراز أس.

وهذا العيب في التصنيع “يزيد من خطر الاصطدام بالمركبة ويشكّل مشكلة تتعلق بالسلامة”، حسب تقديرات الهيئة التنظيمية الصينية.

وسبق لتسلا أن سحبت في ديسمبر الماضي مليوني سيارة في الولايات المتحدة بسبب خطر مرتبط بنظام المساعدة على القيادة الخاص بها.

وتُعد الصين السوق الأكثر أهمية للعلامة التجارية، حيث تمتلك مصنعا في شنغهاي، وهو الأكبر خارج الولايات المتحدة.

وأنتجت الشركة الأميركية المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك أكثر من 900 ألف سيارة في مصنعها الصيني خلال عام 2023، بحسب وكالة أنباء شينخوا الصينية.

وزار ماسك الصين في نهاية مايو الماضي للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب القيود الصحية، التي فرضتها البلاد لمكافحة جائحة كورونا، والتي حدّت بشدة من السفر.

وهناك التقى بوزير الخارجية الصيني السابق تشين غانغ، الذي يعود آخر ظهور علني له إلى أغسطس الماضي.

وتواجه تسلا منافسة شرسة في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، حيث تتسابق الكثير من العلامات التجارية المحلية التي تطرح ابتكاراتها على صعيد المركبات الكهربائية. وأخطر منافِسة للشركة في هذا المجال هي بي.واي.دي.

وأطاحت الشركة الصينية بمنافستها الأميركية عن عرش أعلى مبيعات السيارات الكهربائية في العالم خلال الربع الأخير من 2023، في مؤشر على ديناميكية الشركات المصنّعة الصينية في هذه السوق.

ومع ذلك احتفظت تسلا بموقع الصدارة في قائمة أكثر المبيعات على مدى العام برمّته.

وأصبحت بي.واي.دي في العام الماضي أول شركة مصنعة في العالم تجتاز العتبة الرمزية المتمثلة في بيع 5 ملايين مركبة نظيفة بما يشمل مبيعات المركبات الهجينة والكهربائية مجتمعة.

وفي نوفمبر الماضي كانت الشركة الصينية لا تزال في مركز الصدارة على صعيد مبيعات المركبات الكهربائية في ثاني أكبر اقتصاد عالمي، أي أكثر من 300 ألف سيارة مباعة، متقدمة بفارق كبير عن تسلا بأكثر من 80 ألف سيارة، وفق الاتحاد الصيني لمصنعي السيارات الفردية.

ومن المتوقع إصدار الأرقام المحددة للسوق الصينية بشأن شهر ديسمبر الماضي ولعام 2023 بأكمله في الأيام المقبلة.

وبدأت الصين، وهي أكبر منتج للغازات المسببة لمفعول الدفيئة بالقيمة المطلقة، التحول إلى الطاقة الكهربائية في وقت مبكر للغاية.

وأدّت محفزات حكومية سخية للراغبين في شراء المركبات الكهربائية إلى زيادة المبيعات، بينما ظهر مصنعون محليون من أصحاب المشاريع الابتكارية لدعم هذا التحول في الصين. وكان هذا السياق أكثر من مناسب لبي.واي.دي.

وفي نهاية عام 2022 قدّرت الحكومة الصينية الدعم والإعفاءات الضريبية بأكثر من 200 مليار يوان (28.16 مليار دولار) لشراء السيارات الكهربائية فقط.