تضخم أسعار الغذاء ينهي 2023 بانخفاض كبير في أسواق العالم

روما- أنهى مؤشر الأسعار العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) العام الماضي بانخفاض كبير عن مستواه في 2022، مع تراجع القيم في ديسمبر الماضي أيضا عن شهر نوفمبر السابق، مما ساعد على تخفيف المخاوف بشأن تضخم أسعار الغذاء العالمية.
وأفادت منظمة فاو في مذكرة الجمعة بأنّ أسعار المواد الغذائية العالمية انخفضت بنسبة 13.7 في المئة خلال 2023 مقارنة بالعام السابق، مع تسجيل انخفاض ملحوظ في أسعار الزيوت النباتية والحبوب.
وشهد مؤشر المنظمة، الذي يقيس التغير في الأسعار الدولية لسلّة من السلع الغذائية الأساسية، انخفاضا بنسبة 15.4 في المئة على أساس سنوي بالنسبة إلى الحبوب.
وتقول فاو إن هذه النتيجة “تعكس المخزون الكبير للأسواق العالمية”، لكن تتناقض مع “الارتفاع الذي شهدته الأسعار في عام 2022 بسبب الحرب في أوكرانيا”.
ويبرز التراجع بصورة أكبر في أسعار الحبوب وأهمها القمح والذرة، في حين ارتفع مؤشر أسعار الأرز بنسبة 21 في المئة خلال هذه الفترة.
13.7
في المئة نسبة انخفاض أسعار المواد الغذائية العالمية خلال 2023 مقارنة بالعام السابق
وتعود هذه النتيجة بصورة كبيرة إلى المخاوف المرتبطة بالتأثير المحتمل لظاهرة النينيو المناخية على الإنتاج العالمي، بالإضافة إلى القيود التي فرضتها الهند على عمليات التصدير.
ويحذّر المحللون من العبء المتزايد على الإنتاج الزراعي في السنوات القادمة نتيجة الاحتباس الحراري، حيث يواجه معظم المنتجين في المناطق الرئيسية منغصات نقل المياه وقلة الدعم من الحكومات وقيود التصدير.
ولا تزال المخاوف تساور الاقتصاديين بشأن إعادة بناء المخزونات في الوقت الذي يصعب فيه ربط تغير الطقس بنمط مناخي طويل الأجل، كما أن الضبابية التي تلف اتفاق نقل الحبوب من منطقة البحر الأسود لها دور بارز في ذلك. وشهدت الزيوت النباتية الانخفاض الأكبر بالأسعار إذ وصل إلى حوالي 32.7 في المئة سنة 2023 على أساس سنوي.
واستمر الانخفاض في ديسمبر الماضي، حيث “تأثر زيت فول الصويا تحديدا بتباطؤ الطلب في قطاع الديزل الحيوي وبتحسن الظروف المناخية في مناطق النمو الرئيسية في البرازيل”، بحسب فاو.
وانخفضت أسعار اللحوم بنسبة واحد في المئة في ديسمبر مقارنة بنوفمبر، وانخفض بنسبة 1.8 في المئة على أساس سنوي، في حين ارتفع مؤشر أسعار الألبان في ديسمبر بنسبة 1.6 في المئة على أساس شهري، لكنه انخفض بنسبة 16.1 في المئة عن العام السابق.
والسكر هو المنتج الوحيد الذي لم تشهد أسعاره انخفاضا على أساس سنوي، بل ارتفعت بنسبة 26.7 في المئة، إلا أنّ مؤشر أسعاره شهد في ديسمبر انخفاضا بواقع 16.6 في المئة مقارنة بشهر نوفمبر، ليصل بذلك إلى “أدنى مستوى له في تسعة أشهر”. وأكدت فاو أن انخفاض أسعار السكر يُعزى “أساسا إلى وتيرة الإنتاج الثابتة في البرازيل، بالإضافة إلى خفض استخدام قصب السكر لإنتاج الإيثانول في الهند”.