هل استبقت الاستخبارات التركية هجوما إسرائيليا متزامنا مع اغتيال العاروري

بإعلان رصدهم للجواسيس، يقول الأتراك للإسرائيليين إننا نخترقكم في الداخل كما تخترقون العالم، وإن الأمن موضوع لا نساوم فيه.
الخميس 2024/01/04
الأمن التركي قيد الاختبار

أنقرة- يظهر حديث الأتراك عن هرب عدد من “الأوروبيين” ممن كانوا على قائمة من سيتم اعتقالهم من الجواسيس الإسرائيليين نجاح أنقرة في إفشال هجوم إسرائيلي كان سيتم تنفيذه في تركيا ضد قيادات من حماس بشكل متزامن مع استهداف القيادي في الحركة صالح العاروري في تفجير بالضاحية الجنوبية لبيروت.

واعتماد جوازات لجنسيات أوروبية مختلفة هو غطاء معروف لحركة ضباط الموساد في عمليات سابقة، لكن الأتراك كشفوهم هذه المرة في عملية استباقية محكمة.

وبرصدهم أمر الجواسيس، وخصوصا موضوع هروب حاملي جوازات السفر الأوروبية، يرسل الأتراك رسالة للإسرائيليين  مفادها أننا نخترقكم في الداخل كما تخترقون العالم، وأن الأمن موضوع لا تساوم فيه تركيا.

ويهدف الإعلان التركي عن توقيف الجواسيس خاصة من حيث سرعته وتفاصيله إلى منع أزمة أكبر مع إسرائيل لو نفذ جهاز الموساد العملية ونجحت، أو فشلت، خصوصا وأن الأتراك أطلقوا تحذيرا صريحا للإسرائيليين.

الإعلان التركي عن توقيف الجواسيس يهدف إلى منع أزمة أكبر مع إسرائيل لو نفذ جهاز الموساد العملية ونجحت، أو فشلت

وتحتضن تركيا عددا من قيادات حماس وعائلاتهم، وسبق أن اتهمت الإدارة الأميركيةُ أنقرة بأنها تمثل أحد مراكز جمع التمويلات المالية لحماس.

وقال مسؤول تركي كبير الثلاثاء إن السلطات ألقت القبض على 34 شخصا للاشتباه في صلتهم بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) واستهدافهم لفلسطينيين يعيشون في تركيا. وأضاف المسؤول أن الموساد جند كذلك أفرادا في تركيا.

وحذر مسؤولون أتراك إسرائيل الشهر الماضي من “عواقب وخيمة” إذا حاولت ملاحقة عناصر من حركة حماس خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تركيا. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن هذا سيكون “خطأ جسيما”.

وجاءت التحذيرات على خلفية تصريحات أطلقتها إسرائيل وهددت فيها بملاحقة قادة حماس في الخارج. وصرح رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار في تسجيل بثته هيئة البث العامة الإسرائيلية، في ديسمبر الماضي، بأن إسرائيل ستلاحق قادة حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

وقال المسؤول إن الشرطة داهمت مواقع في ثمانية أقاليم في إطار تحقيق أطلقته المخابرات التركية ومكتب مكافحة الإرهاب التابع لمكتب النائب العام في إسطنبول.

وأضاف “يجند جهاز المخابرات الإسرائيلي أفرادا لاستخدامهم في أعمال ضد الفلسطينيين المقيمين في بلادنا وأسرهم”. وقال إن الجهاز استخدم إعلانات توظيف على مواقع التواصل الاجتماعي لبدء التواصل ثم استخدم لاحقا منصات رسائل مشفرة لمواصلة اتصالاته.

pp

وذكر وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا أن الشرطة التركية داهمت 57 موقعا، منها مواقع في إسطنبول، في إطار إحدى العمليات، مضيفا أن المشتبه بهم يُعتقد أنهم سعوا لرصد ومراقبة ومهاجمة وخطف مواطنين أجانب يعيشون في تركيا. وقال المسؤول إن المشتبه بهم ينشرون أيضا أخبارا كاذبة ومعلومات مضللة وينفذون عمليات سطو وابتزاز لصالح المخابرات الإسرائيلية. وأضاف أن الموساد رتب اجتماعات وتدريبات للمشتبه بهم في الخارج.

وقال وزير الداخلية التركي إن السلطات عثرت خلال المداهمات على مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي، من بينها نحو 150 ألف يورو (165100 دولار) وسلاح ناري غير مرخّص إضافة إلى مواد رقمية.

ونشر يرلي قايا صورا للعملية تظهر الشرطة وهي تداهم منازل وتصفد أيدي المشتبه بهم وتقتادهم إلى مركبات الشرطة.

وبعد الإعلان عن التوقيفات الثلاثاء قال أردوغان في تصريح نقلته القنوات التلفزيونية “هناك عملية ماكرة ومحاولات تخريبية ضد تركيا ومصالحها”.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الأتراك عن توقيف جواسيس للموساد، ففي يوليو الماضي كشفت الاستخبارات التركية عن اعتقال سبعة جواسيس بمدينة إسطنبول يعملون لصالح الموساد.

وقالت وسائل إعلام تركيا حينها إن الجواسيس كانوا “أتراكا ومواطنين عربا مقيمين في تركيا، تلقوا تعليماتهم من الخارج، وخضعوا لدورات أونلاين من قبل مسؤولي الموساد”، وإنهم “عملوا على جمع المعلومات عن الأجانب المقيمين في البلاد ووضع أجهزة تعقب على سياراتهم، وتحديد أجهزة إنترنت المستهدفين في عناوين سكنهم وفك تشفير هذه الأجهزة”.

1