غياب الشريك يحول الكآبة النفاسية إلى اكتئاب ما بعد الولادة

الكآبة النفاسية تقلبات مزاجية وشعور بالإرهاق وتراجع الشعور بالفرح بشأن المولود الجديد.
الخميس 2024/01/04
الزوج ركيزة أساسية في استعادة نشاط الزوجة وتحسين نفسيتها

برلين - تشعر الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة بقلق شديد إلى درجة تعيق قدرتهن على الفرح بوجود الطفل الجديد والتمتع بحياتهن. ويمكن لاكتئاب ما بعد الولادة أن يصعّب على الأم العناية بنفسها وبطفلها.

وقالت أليسون ستوبي، متخصصة في طب الأمهات والأجنة وأمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، “أعتقد أنه من المهم أن يفهم الناس أن هذا العارض ليس مجرد شعور بالحزن أو انخراط في البكاء؛ فهو أيضاً شعور بالعجز تقريباً والخشية من حدوث شيء سيء محتمل للطفل، وهذا أمر يؤلم الأم كثيرا".

ويمكن لغياب الشريك أن يحول الكآبة النفاسية إلى اكتئاب ما بعد الولادة ويزيد من معاناة الأمهات. وقالت المؤسسة الألمانية لمساعدة مرضى الاكتئاب إن الكآبة النفاسية عبارة عن تقلبات مزاجية وشعور بالإرهاق وتراجع الشعور بالفرح بشأن المولود الجديد، مشيرة إلى أن هذه الحالة النفسية غالبا ما تحدث في الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى بعد الولادة، وعادة ما تختفي من تلقاء نفسها دون علاج.

الكآبة النفاسية هي تراجع الشعور بالفرح بشأن المولود الجديد وهذه الحالة تحدث في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة
◙ الكآبة النفاسية هي تراجع الشعور بالفرح بشأن المولود الجديد وهذه الحالة تحدث في الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة

وأضافت المؤسسة أنه إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أطول من ذلك فستعاني الأم مما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة، والذي يرجع إلى أسباب عدة تتمثل في تغيرات أو مضاعفات جسدية أو كيميائية حيوية أثناء الحمل أو المرور بتجربة ولادة مؤلمة، بالإضافة إلى العوامل الشخصية مثل غياب الشريك والوضع المالي السيء. كما أن النساء المُعرضات بشكل عام لمشاكل نفسية ومزاج اكتئابي أكثر عُرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

وحذرت المؤسسة من أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يسبب مشاكل في النمو لدى الطفل، والتي يمكن أن تكون ذات طبيعة معرفية وعاطفية. وفي الحالات البسيطة والمتوسطة يمكن مواجهة اكتئاب ما بعد الولادة من خلال العلاج النفسي، على سبيل المثال العلاج السلوكي المعرفي. وفي الحالات المتأخرة يمكن اللجوء إلى الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب.

وعادة يجلب إنجاب طفل جديد معه الكثير من المشاعر الجياشة، كالحب والفرح والحماسة والإحباط والقلق، إضافة إلى مشاعر أخرى. ومن المتوقع أن تتأرجح هذه العواطف بين الإيجابية والسلبية خلال الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة نظراً للتغيرات العاطفية والبدنية الكبيرة التي تصاحب إنجاب طفل صغير والعناية به. ولكن بالنسبة إلى العديد من الأمهات يمكن للشعور بالاكتئاب والقلق أن يطغى على بهجة العضو الجديد في الأسرة.

ويعد الزوج الركيزة الأساسية في استعادة نشاط الزوجة وتحسين نفسيتها في فترة النفاس لأنها غير قادرة على طلب الاهتمام ولكنها تنتظره من كل المحيطين بها وخصوصاً زوجها.

ويقول استشاريو العلاقات الأسرية "يجب على الزوج التعامل بشكل دقيق حيال حالة زوجته النفسية خلال فترة النفاس، فمن أهم قواعد التعامل في هذه اللحظات أن يكون التعامل بطريقة إيجابية خالية من الشد والجذب لأن الزوجة في هذه الفترة تكون مرهفة الإحساس، وقد يتفاقم الوضع إذا كانت الزوجة أما لأول مرة فهي تحتاج إلى المساعدة من كل المحيطين بها". وأيضا لا يطلب منها أن تكمل فترة نفاسها عند والدتها إلا إذا طلبت هي من الزوج ذلك.

15