إسرائيل تبدأ تنفيذ خطة التصفيات: اغتيال العاروري وتوقيفات تركية لعملاء الموساد

اغتيال العاروري في قلب الضاحية الجنوبية رسالة متعددة الأوجه لحزب الله عن حجم الاختراق الاستخباري في بيئة الحزب.
الأربعاء 2024/01/03
هل تتسع دائرة التصفيات

بيروت – يحمل اغتيال صالح العاروري في لبنان، وهو شخصية قيادية مهمة في حماس، إشارة واضحة إلى أن إسرائيل قد بدأت حملة تصفيات ضد قادة حركة حماس المؤثرين في الخارج بالتوازي مع سعيها لاستهداف قادة الداخل وعلى رأسهم يحيى السنوار.

ويتزامن الاغتيال مع إعلان تركيا عن كشف شبكة من عناصر الموساد كانت تخطط لتنفيذ عمليات ضد عناصر أجنبية على الأراضي التركية، في إشارة إلى قادة حماس الذين دأبوا على زيارة تركيا في الأشهر الأخيرة بالرغم مما قيل من أن أنقرة قد طلبت منهم مغادرة أراضيها. وقالت إسرائيل في تحذيرات سابقة إنها ستلاحق قادة حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر.

ووضعت إسرائيل العاروري على قائمة عاجلة للتصفية تضم ستة من أبرز قادة حماس في الداخل والخارج. ووصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي نشرت القائمة، العاروري بأنه “الرجل الثاني في حماس، والمسؤول عن أنشطة ذراعها العسكرية في الضفة الغربية”، وهو ما قد يفسر أولوية تصفيته قياسا بأسماء أخرى موجودة في الخارج مثل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وخالد مشعل رئيس مكتبها السياسي في الخارج.

33

شخصا تم اعتقالهم في تركيا للاشتباه في تنفيذهم نشاطات "تجسس دولية" لصالح جهاز الموساد

ولا يُعرف ما إذا كانت إسرائيل ستنفذ تهديداتها ضد قادة حماس الذين تحتضنهم قطر بضوء أخضر من الولايات المتحدة لتأمين التواصل مع الحركة، في وقت زار فيه وفد من الموساد الدوحة أكثر من مرة بهدف إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.

ويحمل اغتيال العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت رسالة متعددة الأوجه لحزب الله بشأن حجم الاختراق الاستخباري في بيئة الحزب الأهم ويشي بقدرة إسرائيل على توجيه ضربات نوعية إلى قيادات كلّما اختارت أن تفعل ذلك وبمحدودية القدرات التقنية للحزب بعد أن تمكنت طائرة مسيرة من الوصول إلى هدف في منطقة يفترض أنها الأكثر تحصينا من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله.

واغتالت إسرائيل العاروري واثنين من قادة كتائب القسام في تفجير بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بأن “مسيّرة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبا لحماس في (منطقة) المشرفية، ما أدى إلى سقوط 6 شهداء”.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن “إسرائيل اغتالت صالح العاروري”، فيما أكدت حماس اغتيال العاروري واثنين من قادة كتائب القسام (لم تسمهما)، بحسب وكالة “الرأي” الحكومية في غزة.

ووصف عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق في بيان مقتل العاروري بأنه “اغتيال جبان”، مضيفا أنه “لن ينال من استمرار المقاومة”.

وترددت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بإلغاء كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله المقررة الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. لكن الحزب نفى ذلك.

pp

وكانت وزارة الخزانة الأميركية أدرجت العاروري ضمن قوائم الإرهاب لديها عام 2015. ورصدت في نوفمبر 2018 مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه إضافة إلى قياديين في حزب الله اللبناني.

وضمن مسار التصفيات الذي شرعت فيه إسرائيل لاستهداف قادة حماس ونشطائها في الخارج، كشفت السلطات التركية الثلاثاء عن اعتقال 33 شخصا للاشتباه في تنفيذهم نشاطات “تجسس دولية” لصالح جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، استهدفت أجانب.

وجاءت الاعتقالات بعملية أمنية تم تنفيذها في ثماني ولايات تركية في إطار تحقيقات أطلقها مكتب الإرهاب والجرائم المنظمة في النيابة العامة بإسطنبول ضد 46 مشتبها فيهم.

وكشفت التحقيقات أن جهاز الموساد كان يهدف إلى القيام بنشاطات مثل المراقبة والتتبع والاعتداء والاختطاف ضد مواطنين أجانب مقيمين في تركيا. ولم يتّضح على الفور ما إذا كان الموقوفون إسرائيليين أم أتراكا يعملون لصالح الموساد.

وحذر مسؤولون أتراك إسرائيل الشهر الماضي من “عواقب وخيمة” إذا حاولت ملاحقة عناصر من حركة حماس خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك تركيا. وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن هذا سيكون “خطأ جسيما”.

وجاءت التحذيرات على خلفية تصريحات أطلقتها إسرائيل وهددت فيها بملاحقة قادة حماس في الخارج. وصرح رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار في تسجيل بثته هيئة البث العامة الإسرائيلية، في ديسمبر الماضي، بأن إسرائيل ستلاحق قادة حركة حماس في لبنان وتركيا وقطر، حتى لو استغرق الأمر سنوات.

pp

وتحتضن تركيا عددا من قيادات الحركة الفلسطينية، وسبق أن اتهمت الإدارة الأميركيةُ أنقرة بأنها تمثل أحد مراكز جمع التمويلات المالية لحماس.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا إن “السلطات الأمنية عثرت خلال المداهمات على مبالغ كبيرة من النقد الأجنبي، من بينها نحو 150 ألف يورو (165105 دولارات)، وسلاح ناري غير مرخص، إضافة إلى مواد رقمية”.

ونشر يرلي قايا صورا للعملية تظهر الشرطة وهي تداهم منازل وتصفد أيدي المشتبه فيهم وتقتادهم إلى مركبات الشرطة. وتدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

ووجه الرئيس التركي تصريحات لاذعة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد شبّهه الأسبوع الماضي بالزعيم النازي أدولف هتلر، مطالبا الدول الغربية بوقف دعمها للدولة العبرية.

وردّ نتنياهو معتبرا أن “أردوغان الذي يرتكب مجزرة بحق الأكراد ويسجل الرقم القياسي العالمي لسجن الصحافيين الذين يعارضون نظامه، هو آخر من يمكنه أن يعظنا بالأخلاق”.

 

اقرأ أيضا:

     • تلويح نتنياهو بالسيطرة على محور فيلادلفيا يوتر العلاقة مع مصر

     • ما الذي يمكن لإسرائيل أن تتعلمه من إخفاقات المخابرات الأميركية

     • حرب غزة ومآلاتها الإقليمية والدولية

     • نتنياهو: شكرا حماس

1