ماغوباني مصوّر جنوب أفريقي وثق الحياة في فترة التمييز العنصري

جوهانسبرغ - توفي عن عمر 91 عاما الاثنين المصور الصحافي الجنوب أفريقي الأسود بيتر ماغوباني الذي وثّق طوال عقود عنف نظام التمييز العنصري، وهو نظام شهدته دولة جنوب أفريقيا من عام 1948 إلى مطلع التسعينات، وخصوصا انتفاضة طلاب سويتو عام 1976.
وعندما أُطلق سراح رمز مكافحة التمييز العنصري نيلسون مانديلا عام 1990، أصبح ماغوباني مصوره الرسمي حتى انتخابه بعد أربع سنوات أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عقب تحوّلها إلى الديمقراطية.
وأعلنت هيئة "سانيف" التي تمثّل الصحافة في جنوب أفريقيا أن ماغوباني "توفي بسلام، محاطا بعائلته". وعلقت ابنته فيكيلي على قناة "إس إيه بي سي" العامة قائلة إنه "كان مصورا يعمل بضمير ومجتهدا في العمل". وأضافت أنه "كان شغوفا، وكانت مهنته أولويته القصوى".
◙ عندما أُطلق سراح نيلسون مانديلا عام 1990 أصبح ماغوباني مصوره الرسمي حتى انتخابه بعد أربع سنوات أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا
ولاحظ وزير الثقافة زيزي كودوا في منشور على شبكة إكس أن "جنوب أفريقيا فقدت مناضلا بارزا من أجل الحرية وراويا ومصورا". وذكّر بأن “بيتر ماغوباني وثّق مظالم التمييز العنصري بلا خوف”.
بيتر المولود في عام 1932، شرع في التقاط الصور منذ أن كان طفلا لكنه بدأ حياته المهنية سائقا في إحدى المجلات العصرية المكرسة للثقافة الحضرية السوداء، ثم انتقل إلى العمل في معمل للصور قبل أن يمتهن التصوير.
وتُظهِر إحدى صوره الأكثر شهرة، ويعود تاريخها إلى عام 1956، فتاة بيضاء صغيرة على مقعد مكتوبة عليه عبارة "مخصص للأوروبيين" فيما مربيتها السوداء تجلس على الجانب الآخر من المقعد في إحدى ضواحي جوهانسبرغ. ووثّق ماغوباني الحياة اليومية في ظل التمييز العنصري وعددا من اللحظات المهمة الرئيسية في الكفاح ضده.
وأوقف عام 1969 أثناء تصويره المتظاهرين أمام السجن الذي كانت الناشطة ويني مانديلا وراء قضبانه، وأمضى 586 يوما في الحبس الانفرادي وحُكم عليه عند إطلاق سراحه بوقف كل أنشطة التصوير الفوتوغرافي لمدة خمس سنوات. وفي عام 1971 أوقف مجددا وسُجِن لأشهر عدة بتهمة عصيان هذا الأمر.
وأمّن تغطية واسعة النطاق للانتفاضة الطالبية في سويتو عام 1976، فالتقط مجموعة كبيرة من الصور الأكثر بروزا والتي أكسبته شهرة في مختلف أنحاء العالم. ونشر بيتر ماغوباني نحو 15 كتابا مُنع بعضها في ظل نظام التمييز العنصري.
بعد ذلك توقف ماغوباني عن العمل في التصوير الصحفي وركز لاحقًا على التصوير الفني، حيث قام بتوثيق الطرق القبلية الباقية في جنوب أفريقيا ما بعد التمييز العنصري بالألوان. وتم نشر الصور تحت شعار “سلسلة التراث الأفريقي”.