سكان غزة منهكون مع دخول الحرب أسبوعها الثالث عشر

لا شيء في الأفق ينبئ بأن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة ستتوقف في ظل تلويح إسرائيل بمواصلة الحرب إلى موعد غير معلوم، ورفض حماس مناقشة صفقة رهائن أخرى دون وقف تام لإطلاق النار. ومع استمرار القصف والمواجهات يعيش الناس يوميا على وقع الرعب.
قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) - يواصل الجيش الإسرائيلي حملته المدمرة على حركة حماس في قطاع غزة حيث بات السكان منهكين مع دخول الحرب أسبوعها الثالث عشر دون أن تلوح أي بادرة من بوادر الحل.
وكان الدخان يتصاعد السبت فوق خان يونس كبرى مدن جنوب قطاع غزة، بعدما استهدفتها ضربات إسرائيلية خلال الليل. وفي مدينة رفح على الحدود مع مصر كان السكان، ومن بينهم العديد من النازحين، يبحثون عن ملجأ للاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل.
وأكد مراسل لوكالة فرانس برس تواصل القصف المدفعي على رفح وخان يونس خلال الليل. وفي اليوم الخامس والثمانين للحرب لا يظهر أي مؤشر على تراجع القصف والمعارك رغم الخسائر البشرية الفادحة والمتزايدة والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وقالت أم لؤي أبوخاطر (49 عاما) التي نزحت بسبب القتال إلى مخيم مؤقت للاجئين في رفح "كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماما. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد". وتابعت "الناس يستعدون للاحتفال بالسنة الجديدة، فيما نحن ننتظر الصواريخ. القنابل تتساقط علينا باستمرار ليل نهار".
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن العمليات العسكرية متواصلة في مناطق عديدة من قطاع غزة. وأفاد في بيان بأن "القوات تخوض معارك ضارية مع الإرهابيين. الجيش يضرب الخلايا والبنى التحتية الإرهابية والبحرية الإسرائيلية تساند القوات على الأرض بنيران من البحر".
◙ لا وجود لأي مؤشر على تراجع القصف والمعارك رغم الخسائر البشرية الفادحة والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار
وأكد البيان "تفكيك مجمّعين عسكريين لحماس" في بيت لاهيا (شمال) وقتل العشرات من "الإرهابيين" في مدينة غزة. ويسود وضع إنساني كارثي في القطاع المحاصر الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة اضطر 85 في المئة منهم إلى الفرار من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوته إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري” فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية بين سكان القطاع.
وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة عبر منصة إكس إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدسون على "قطعة أرض تزداد صغرا". وكتب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان أن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عدة عقبات لوجستية". وقال أحمد الباز (33 عاما) الذي نزح أيضا إلى رفح “2023 هي أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".
وأضاف "نريد فقط أن تنتهي الحرب وأن نبدأ السنة الجديدة في منازلنا مع وقف إطلاق النار". ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا في نوفمبر الماضي، أتاحت إطلاق سراح 80 رهينة و240 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وموقع أكسيوس الأميركي أن الوسطاء القطريين أبلغوا إسرائيل بأن حماس "وافقت مبدئيا" على استئناف المباحثات من أجل إطلاق سراح أكثر من أربعين رهينة مقابل هدنة في المعارك.
ووصل وفد من حركة حماس الجمعة إلى القاهرة لبحث مقترح مصري لوقف إطلاق النار بثلاث مراحل، ينص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن العشرات من الرهائن والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى وقف الأعمال القتالية.
ولم يصدر حتى الآن عن إسرائيل أي تعليق على المقترح المصري، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد الخميس لعائلات الرهائن أن إسرائيل "على اتصال" مع الوسطاء المصريين.
وتؤجج الحرب في غزة التوتر في الشرق الأوسط ولاسيما على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان التي تشهد منذ اندلاع الحرب تبادل إطلاق نار شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران والحليف لحركة حماس، فيما تحدث قائد الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع عن احتمال "توسيع المعارك".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الجمعة “نفذنا خلال اليومين الماضيين سلسلة عمليات واسعة النطاق استهدفت مواقع لحزب الله بطائراتنا المقاتلة ودباباتنا ومدفعيتنا (...) جنوب لبنان لن يعود كما كان".
وبُعيد منتصف الليل أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربات في سوريا بعد سقوط صاروخين أطلِقا من هذا البلد على مناطق حدودية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. من جهة أخرى أعلنت الإدارة الأميركية الجمعة أنها وافقت "بشكل طارئ"، دون المرور بالكونغرس، على بيع ذخائر مدفعية من مخزون الجيش الأميركي لإسرائيل بقيمة 147.5 مليون دولار، تتضمن قذائف من عيار 155 ملم ومعدات أخرى.