خامنئي يؤم صلاة جنازة قيادي في الحرس الثوري اغتالته إسرائيل وسط وعيد بالانتقام

طهران - تجمع الآلاف من أنصار الحكومة الإيرانية اليوم الخميس لحضور مراسم تأبين القائد الإيراني البارز سيد رضى موسوي، الذي تقول طهران إنه قُتل في هجوم جوي إسرائيلي في سوريا.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المرشد الأعلى آية الله على خامنئي كان ضمن الكثير من الساسة ومسؤولي الشرطة البارزين الذين حضروا المراسم في موقع ديني شيعي في طهران حيث قام بامامة الصلاة.
وكان موسوى، القائدة بالحرس الثوري الإيراني، قد قُتل الاثنين الماضي في هجوم جوي إسرائيلي على ضاحية بالعاصمة السورية دمشق. وتعهدت السلطة في طهران بالانتقام لمقتله.
وكرر حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني التهديدات القديمة ضد إسرائيل خلال خطاب أثناء المراسم.
ونقلت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية " ارنا" عن سلامي القول " انتقامنا دائما ما يكون أكثر عنفا. ولكن أي انتقام لاستشهاد السيد رضي لن يكون أقل من محو النظام الصهيوني من صفحات التاريخ".
وقد طالبت دمشق الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بوضع حد "للسياسات العدوانية الإسرائيلية" التي قالت إنها "تنذر بإشعال المنطقة" بعد مقتل موسوي.
واعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن أن "العدوان" الإسرائيلي الذي أدى الى "استشهاد" موسوي "يشكّل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" الخميس.
وطالبت مجلس الأمن "بتحمل مسؤولياته في وضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي".
ويزيد مقتل موسوي من منسوب التوتر في الشرق الأوسط، حيث صعدت جماعات مدعومة من إيران هجماتها منذ شنّت حماس هجوما ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.
وكان موسوي "المسؤول اللوجستي لمحور المقاومة" في سوريا، وفق الحرس الثوري. وتنضوي في المحور الذي تقوده طهران فصائل فلسطينية وعراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني.

ويعد موسوي أكبر قائد في فيلق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري، يُقتل خارج إيران، بعد قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إسرائيل "ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة".
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ولكن أيضا مواقع للجيش السوري.
ونادراَ ما تعلق إسرائيل على الضربات، لكنها تؤكد دائما أنها تتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وقد كثفت من ضرباتها في سوريا مستهدفة خصوصا مواقع لحزب الله منذ بدء الحرب في قطاع غزة.
وتعيد عملية اغتيال موسوي الجدل بشأن دور الإيرانيين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وخاصة حرب غزة.
ونفى سلامي ان تكون عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية ضد إسرائيل انتقاما لسليماني الذي اغتالته القوات الأميركية بقصف جوي قرب مطار بغداد في يناير 2020 وذلك ردا على تصريح مسؤول بارز في الحرس الثوري وتجنب احراج الفصائل الفلسطينية التي اكدت بأن العملية هي لرد الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وضد سياسة الاستيطان ومحاولة لتحرير الاسرى في سجون الاحتلال.
وأوضح سلامي الاربعاء ان العملية فلسطينية بالكامل وان الفلسطينيون هم من خططوا ونفذوا العملية مشيرا الى ان إيران هي من ستنتقم لقاسم سليماني.
وكانت حماس نفت بدورها الأربعاء ضلوع إيران في الهجوم الذي شنّته على إسرائيل بعد تصريح لمسؤول في الحرس الثوري وضعه في إطار الرد على اغتيال اللواء قاسم سليماني.
وقال المتحدث باسم الحرس رمضان شريف خلال مؤتمر صحافي في طهران الأربعاء، إن عملية "طوفان الأقصى"، وهي التسمية التي أطلقتها حماس على هجومها، كانت "إحدى عمليات انتقام محور المقاومة لاغتيال الشهيد القائد سليماني".
وسليماني كان قائد فليق القدس الموكل العمليات الخارجية في الحرس الثوري، وأحد أبرز مهندسي السياسة الإقليمية لطهران خصوصا عبر ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، في إشارة الى إيران ودول وفصائل حليفة لها في الشرق الأوسط، ومنها حركة حماس.
وفي تباين نادر في العلن، نفت حماس في بيان "صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العميد رمضان شريف، فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها".
وأضافت "أكدنا مرارا دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى"، مشددة على أن "كل أعمال المقاومة الفلسطينية، تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا".
وخلال الأسابيع الماضية، أشاد عدد من المسؤولين الإيرانيين بعملية "طوفان الاقصى"، لكنهم نفوا ضلوع طهران فيها.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي في تشرين الأول/أكتوبر إن "أنصار النظام الصهيوني وآخرين نشروا إشاعات في اليومين أو الثلاثة أيام الماضية بما في ذلك أن إيران الإسلامية تقف وراء هذه العملية. إنهم على خطأ".
كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريحات سابقة إن اتهام طهران بالضلوع في العملية "يستند إلى دوافع سياسية"، مؤكدا أن طهران لا تتدخل "في قرارات الدول الأخرى، بما فيها فلسطين".
لكن تصريح رمضان شريف أحرج بالفعل حماس وكذلك السلطات الإيرانية التي تتعرض لاتهامات إسرائيلية بالوقوف وراء الهجوم في حين تقول واشنطن ان لا دليل على ذلك فيما يأتي موقف شريف ردا على عملية اغتيال الجنرال رضي موسوي، "أحد المستشارين الأكثر خبرة" في سوريا.
وقال شريف "على الإسرائيليين أن يعلموا أن الحرس الثوري يعرف سبب قتل رضي موسوي وسيرد بطريقة مناسبة على ذلك"، وفقا لما ذكره موقع إيران إنترناشيونال.