السوداني يطمئن الميليشيات الإيرانية بقرب خروج التحالف الدولي من العراق

بغداد - أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، أن بلاده ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي في بلاده، مشيرا إلى أن الحكومة ترفض الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية، في محاولة على ما يبدو لطمأنة الفصائل الشيعية الموالية لإيران والتي لم تتوقف عن المطالبة بمغادرة القوات الأجنبية للعراق.
وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي مشترك اليوم مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، في القصر الحكومي وسط العاصمة بغداد إن "اللقاء مع رئيس الوزراء الإسباني تضمن حديثا أكثر تفصيلا يتعلق بوضع التحالف الدولي، خصوصا وأن إسبانيا جزء من هذا التحالف"، مشيراً إلى "دور التحالف وإسبانيا في دعم جهود العراق بمواجهة داعش الإرهابي، والتي انتصر فيها العراق".
ولفت السوداني إلى أن "الحكومة العراقية في طور إعادة ترتيب العلاقة في ظل قوات عراقية متمكنة"، مؤكداً أن "الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود قوات التحالف الدولي الذي يضم مستشارين أمنيين يدعمون القوات الأمنية في مجالات التدريب والمشورة والتعاون الاستخباري".
وتعكس تصريحات السوداني المعين من طرف الإطار التنسيقي الشيعي محاولة لطمأنة القوى والفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تطالب بين فترة وأخرى بمغادرة القوات الأجنبية العراق، معتبرة أن حضورها يهدّد أمن المنطقة.
ولم يحدد السوداني موعد خروج القوات الأجنبية من البلاد، لكن خطابه موجها بالأساس إلى الداخل العراقي في ظل الضغوط المسلطة على حكومته من الفصائل الداعمة لها في وقت يسعى هو إلى احتواء التصعيد.
ووجدت الفصائل العراقية الحرب على غزة مناسبة أخرى لتجديد المطالبة بإنهاء وجود التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة في البلاد.
وجاءت آخر سلسلة المطالبات على لسان رئيس تحالف "نبني" هادي العامري خلال المهرجان الانتخابي للتحالف في محافظة واسط هذا الشهر حيث قال "لا نحتاج لقوات التحالف الدولي في العراق ويجب ان يخرجوا فوراً"، مطالبا "الحكومة العراقية بإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة للبلاد".
وشارك الجيش الأميركي ضمن تحالف دولي في الحرب التي دارت ضدّ تنظيم داعش في العراق بين سنتي 2014 و2017، قبل أن يخفض قوّاته تدريجيا وصولا إلى الإعلان عن سحب جميع القوات القتالية والإبقاء على حوالي 2500 عنصر من المستشارين والمدرّبين المكلّفين بمساعدة القوات العراقية على مواجهة الإرهاب.
وكان البرلمان العراقي قد صوت في الخامس من كانون الثاني من العام 2020 على قرار يطالب بموجبه بغداد بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وجاء القرار بعد يومين من اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
وقال السوداني خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الإسباني "حصلت مؤخراً، اعتداءات على القواعد العسكرية العراقية والبعثات الدبلوماسية، وأكدنا موقف الحكومة الرسمي والواضح الرافض لهذه الاعتداءات التي نعتقد بأنها أعمال عدائية تضر بالمصلحة الوطنية للعراق وتؤثر في أمن واستقرار البلد".
وانتقد السوداني الضربات الأميركية على مواقع لميليشيات كتائب حزب الله وفصائل أخرى قائلا "أكدنا على أهمية الالتزام بالتفويض القانوني الممنوح من قبل الحكومات العراقية السابقة لهذا الوجود، والذي يجب أن يكون ضمن إطار الدعم للقوات الأمنية في مجالات التدريب، وأن لا يتجاوز حد القيام بأعمال عسكرية كونها تمثل مساسا بالسيادة العراقية وهو أمر مرفوض".
ولفت إلى أن "الحكومة العراقية واعية وملتزمة وقادرة على القيام بواجباتها لحفظ أمن البعثات الدبلوماسية وأماكن وجود المستشارين الأمنيين".
وكان الجيش الأميركي قد نفّذ ضربات جوية الاثنين في العراق رداً على هجوم بطائرة مسيرة في وقت سابق من نفس اليوم شنه مسلحون، أدى إلى دخول جندي أميركي في حالة حرجة وإصابة اثنين آخرين.
وقال الجيش الأميركي إن ضرباته في العراق "قتلت على الأرجح عدداً من مقاتلي كتائب حزب الله" ودمرت منشآت تستخدمها الجماعة.
ودان الجيش العراقي، الاثنين، الهجوم بطائرة مسيرة مفخخة على قاعدة عسكرية تضم قوات التحالف الدولي، قرب مطار أربيل المدني، مما أدى إلى وقوع إصابات.
وأحصت واشنطن حتى الآن 103 هجمات ضد قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، حسب حصيلة نقلتها فرانس برس عن مسؤول عسكري أميركي.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية، أن العمل توقف في المطار، بعد إسقاط الطائرة.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق طائرة مسيرة على قاعدة تضم قوات تابعة للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، قرب مطار أربيل شمالي العراق.
وتعرضت السفارة الأميركية في بغداد في 8 ديسمبر، لهجوم بعدة صواريخ لم يسفر عن ضحايا، لكنه الأول الذي يطال السفارة مذ بدأت الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي، إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وتعترض الفصائل الحليفة لإيران على الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد حماس، والتي اندلعت بهجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر.