مصر تدعو رعاياها إلى مغادرة السودان فورا

الخرطوم – أثارت دعوةُ وزارة الخارجية المصرية جميعَ رعاياها إلى مغادرة السودان فورا، وعدم التوجه إلى البلد الجار تحت أي ظرف، نقاط استفهام كبرى حول دواعي ذلك الآن، وهل للأمر علاقة برصد تحركات لفلول النظام السابق من أجل تحويل الصراع إلى نزاع أهلي موسع عبر دعوات تسليح المدنيين، بعد النجاحات التي أحرزتها قوات الدعم السريع؟
وطالبت وزارة الخارجية المصرية جميع رعاياها في السودان بكافة الولايات، بما في ذلك التي لم تطلها الاشتباكات المسلحة، بمغادرة السودان فورا، وعدم سفر أي من المواطنين المصريين إلى السودان في المرحلة الحالية تحت أي ظرف حفاظا على سلامتهم.
جاء ذلك بعد أن أجلت مصر عددا من الطلاب العالقين في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة. وذكرت وزارة الخارجية أن سفارة مصر في السودان نجحت “في إجلاء 18 طالباً وطالبة وبعض من أولياء أمورهم من العالقين في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة التي امتدت إليها الاشتباكات المسلحة مؤخراً”.
وتابعت أنه “تم التنسيق مع السلطات السودانية لتأمين إجلاء الطلاب المصريين من المدينة ووصولهم سالمين إلى مقر القنصلية المصرية في بورتسودان وتسفيرهم إلى الحدود المصرية وصولاً إلى أرض الوطن”.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل الماضي حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع التي نجحت في السيطرة على العديد من المناطق وآخرها ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
ويقول متابعون إن الإنجازات العسكرية التي راكمتها قوات الدعم تدفع الطرف المقابل، أي قادة الجيش ومن خلفهم فلول النظام السابق، إلى خيارات انتحارية كالعمل على توسيع الصراع ليتحول إلى حرب أهلية.
وسجلت في الأيام الأخيرة حملات تدعو إلى تسليح المدنيين في ولايات الشمال والشرق، واتهمت قوى الحرية والتغيير ومنظمات المجتمع المدني عناصر النظام السابق وموالين له بالوقوف خلف الحملة والدعوة لتحويل الحرب إلى مواجهات قبلية.
وقال عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير علاء الدين نقد في تصريحات صحفية إن “هناك حملة منظمة وقوية للتسليح والتجييش تدور حاليا”.
وكشف أن الحملة يقودها تنظيم الإخوان المسلمين من تركيا ودولاً خليجية وأوروبية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر نقد أن هذه الحملة تدعو إلى تحشيد السودانيين وتسليحهم، خاصة في الولاية الشمالية والشرق، مضيفا “يجب تفويت هذه الفرصة عليهم”.