قناة بريطانية تكشف محاولة الحرس الثوري اغتيال صحافيين معارضين

إيران تنفي تقرير قناة "آي.تي.في" قائلة إنه "فاقد للقيمة" رغم تقارير الشرطة لبريطانية التي تؤكد جدية التهديدات.
السبت 2023/12/23
تهديدات وترهيب

لندن - ذكرت قناة "آي.تي.في" البريطانية أن عملاء الحرس الثوري الإيراني عرضوا في أكتوبر 2022 على أحد المتاجرين بالبشر قتل فرداد فرحزاد مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، وسيما ثابت الصحافية السابقة بالقناة في منزليهما بسكين مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة حيث كان عميلا مزدوجا.

وتغطي القناة على وجه الخصوص التظاهرات التي اندلعت في إيران منذ وفاة مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عاما بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في طهران من قبل شرطة الأخلاق لمخالفة قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية ولاسيما ارتداء الحجاب.

وكثيرا ما أزعجت القناة السلطات الإيرانية بتسليط الضوء على قمع الاحتجاجات التي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ ثلاث سنوات بشكل دموي، حيث قتل نحو 200 شخص وفقا لتعداد لمنظمة غير حكومية مقرها خارج إيران.

ونفى القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لندن مهدي حسيني متين ما تضمنه تقرير قناة “آي.تي.في” حول محاولة جواسيس إيران اغتيال الصحافيَيْن في قناة “إيران إنترناشيونال” قائلا إن تقرير القناة البريطانية “فاقد للقيمة”، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن تهديدات ومخاطر جدية على حياة الصحافيين العاملين في هذه القناة.

◙ سيما ثابت الصحافية السابقة التي كانت مهددة بالقتل مقابل 200 ألف دولار
سيما ثابت الصحافية السابقة التي كانت مهددة بالقتل مقابل 200 ألف دولار

وسبق أن تلقى صحافيان إيرانيان يعملان في قناة “إيران إنترناشيونال” التلفزيونية الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، تهديدات بالقتل من طهران حسبما أفادت المجموعة المالكة للقناة.

وقالت “فولانت ميديا” في بيان إن “الصحافيين الإيرانيين البريطانيين العاملين في المملكة المتحدة تلقيا تهديدات بالقتل من الحرس الثوري”. وبحسب المجموعة تلقى الصحافيان “تحذيرات وتهديدات ذات مصداقية” الأمر الذي دفع شرطة لندن إلى “إبلاغ الصحافيين رسميا بأن هذه التهديدات تشكل خطرا داهما وموثوقا وكبيرا على حياتهما وأفراد أسرتيهما”. وبحسب “فولانت ميديا”، “أبلغت شرطة لندن مباشرة صحافيين آخرين في القناة نفسها بهذه التهديدات”.

كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، في نوفمبر 2022 استدعاء القائم بالأعمال الإيراني بسبب “تعرض الصحافيين الذين يعيشون في المملكة المتحدة إلى سلسلة من التهديدات الخطيرة”. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن قرار استدعاء الدبلوماسي الإيراني تم اتخاذه من أجل “توضيح أننا لا نتسامح مع التهديدات للحياة والترهيب من أيّ نوع تجاه الصحافيين، أو أيّ فرد يعيش في المملكة المتحدة”.

وأضاف أن “النظام الإيراني رد على الاحتجاجات الداخلية الواسعة بقمع حرية التعبير واستهداف وسائل الإعلام العاملة في إيران”، وتابع أنه تم اعتقال واحتجاز أكثر من 40 صحافيا. وذكر الوزير عبر موقع إكس “استدعيت القائم بالأعمال الإيراني اليوم بعد أن تعرض صحافيون يعملون في المملكة المتحدة لتهديدات من إيران”.

وقالت شرطة العاصمة لندن إنها أحبطت 15 مؤامرة منذ بداية عام 2022 إما لخطف أو قتل أفراد مقيمين في بريطانيا ينظر إليهم على أنهم أعداء للنظام الإيراني. وأفاد المدير العام للشبكة محمود عنايات “لا أستطيع أن أصدق أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد”. وأضاف “تسببت دولة أجنبية في تهديد كبير للجمهور البريطاني على الأراضي البريطانية لدرجة أننا مضطرون لاتخاذ إجراء”. وتابع “لنكن واضحين، هذا ليس مجرد تهديد لمحطتنا التلفزيونية، ولكن للجمهور البريطاني بشكل عام”.

ونقل مسؤولون أمنيون إسرائيليون تقارير إلى بريطانيا في فبراير الماضي تفيد بأن “إيران تعتزم إيذاء صحافيين من قناة ’إيران إنترناشيونال’” الناطقة باللغة الفارسية والتابعة للمعارضة الإيرانية، والتي تبث من لندن وتوظف حوالي 300 إيراني، حيث تم إغلاق بث القناة في لندن على الفور ونقلها إلى واشنطن، بحسب ما كشفت عنه القناة الإسرائيلية (12).

◙ قناة "آي.تي.في" كثيرا ما أزعجت السلطات الإيرانية بتسليط الضوء على قمع الاحتجاجات التي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ ثلاث سنوات بشكل دموي

وعلّقت القناة عملها في بريطانيا بسبب التهديدات التي يتعرض لها صحافيوها المقيمون في لندن. وقالت إن القرار يرجع إلى “تصعيد كبير في تهديدات مدعومة من الدولة تصل من إيران”. وأضافت أن “التهديدات تزايدت إلى درجة الشعور بأنه لم يعد من الممكن حماية موظفي القناة”.

وفي أكتوبر، أعلنت الحكومة الإيرانية فرض عقوبات على “إيران إنترناشيونال” و”بي.بي.سي نيوز” الفارسية، متهمةً إياهما بـ”التحريض على أعمال الشغب” و”دعم الإرهاب” بسبب تغطيتهما للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت البلاد.

وتحظر السلطات الإيرانية دخول طواقم القناتين، لكن هيئة لمراقبة حرية الصحافة تقول إنهما من بين المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات في بلد تتعرض فيه وسائل الإعلام المستقلة والصحافيون للاضطهاد باستمرار.

وفي نوفمبر 2022، قال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب إن طهران صنّفت قناة “إيران إنترناشيونال” كمنظمة “إرهابية”، وإن جميع أشكال التعاون والروابط معها ستعتبر تهديداً للأمن القومي، وأنه سيتم ملاحقة “عملائها”، حسبما ذكرت “وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية” الإيرانية. كما اتهم المملكة المتحدة بنشر دعاية ضد المؤسسة الدينية الإيرانية، وحذر من أنها “ستدفع ثمن إجراءاتها لخلق انعدام الأمن".

5