أيعمد الأردن إلى النفخ في صورة المهربين للفت أنظار الخليج

توالت الإعلانات من الجانب الأردني عن مواجهات مع مهربين قادمين من الجنوب السوري، آخرها الاثنين، حيث كشف الجيش عن اشتباكات استمرت لساعات وأسفرت عن إصابات في صفوف حرس الحدود، ويرى مراقبون أن هناك نوعا من المبالغة في تضخيم ما يجري، وقد يكون في علاقة برغبة المملكة في إيصال رسالة إلى دول الخليج بأنها تواجه عدوا مشترك نيابة عنها.
عمان- قدم الأردن نظرته الخاصة لتصاعد نسق عمليات التهريب والمواجهات المسلحة مع العصابات المنظمة العابرة للحدود والتي تنشط في الجنوب السوري، واعتبرت الحكومة الأردنية أن ما يجري جزء من حرب تشنها ميليشيات مدعومة من قوى إقليمية.
وقال مهند المبيضين وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة في تعليق على آخر الصدامات المسلحة على الحدود الأردنية – السورية، والتي جدت الاثنين واستمرت لساعات، بأن بلاده تحارب “ميليشيات مدعومة من قوى إقليمية” في تلميح غير مباشر إلى مجموعات مسلحة عراقية ولبنانية مدعومة من إيران وتنتشر في الجنوب السوري على مقربة من الحدود الأردنية.
ويرى مراقبون أن هناك عملية تضخيم لما يجري في المنطقة الحدودية، لافتين إلى أن ظاهرة العصابات الناشطة على الحدود ليست جديدة، وتعاني منها معظم الدول، وأن الأردن ليس استثناء خصوصا وأن الدولة الجارة تعاني من حالة انفلات أمني.
ويلفت المراقبون إلى أن عملية التضخيم قد تكون في علاقة برغبة في التسويق لدول المنطقة ولاسيما لدول الخليج العربي بأن المملكة في خط الدفاع الأول عن أمنها القومي، وبالتالي لا بد من إيلاء العلاقة والتعاون معها الأهمية التي تستحقها.
ويواجه الأردن تحديات كبيرة في المنطقة جراء تراجع دوره في عدد من الملفات ومنها تلك المرتبطة بإسرائيل بعد تطبيع عدد من الدول الخليجية للعلاقات معها، ويقول المراقبون إن المملكة تبحث عن دور وظيفي جديد، كتضخيم صورة عدو مشترك مثل العصابات العابرة للحدود الناشطة في جنوب سوريا.
وتتهم دول إقليمية نافذين سوريين ومسؤولين في حزب الله بإغراق المنطقة بمخدر الكبتاغون، لكن تراجع وتيرة الحرب الأهلية في سوريا دفع قادة ميليشيات من طرفي الصراع أيضا إلى بيع كميات من الأسلحة الخفيفة والتي تجد طريقها إلى أسواق غير شرعية للسلاح في الأردن والسعودية.
وأعلن الجيش الأردني عن ضبط أسلحة ومخدرات بعد اشتباكات مع مهربي مخدرات مسلحين على الحدود مع سوريا في ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين، وقال مسؤولون إن المسلحين على صلة بجماعات مسلحة موالية لإيران.
وقال الجيش إن المتسللين فروا عبر الحدود بعد إصابة عدد من أفراد الجيش، وأضاف في بيان أن الأسلحة المضبوطة شملت بنادق آلية وصواريخ.
واعتبر وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة أن ما يحدث على الحدود مع سوريا ناجم عن “الفوضى الموجودة وانفلات السلطة الذي يؤدي إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات التي تقود حربا إقليمية وتصدر المخدرات إلى الأردن وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية”.
وأفادت مصادر أن الأسلحة التي حاولت المجموعات تهريبها كانت عبارة عن أسلحة من نوع “آر بي جي” وهي المرة الأولى التي تحاول فيها هذه المجموعات تهريب هذا النوع من الأسلحة إلى الأردن.
◙ الجيش الأردني يعلن عن ضبط أسلحة ومخدرات بعد اشتباكات لساعات مع مهربي مخدرات على الحدود مع سوريا
وأضاف مبيضين بالقول، تعليقا على حدوث الاشتباكات، “الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات. هي إشكالية كبرى ليست أردنية فقط بقدر ما هي مشكلة إقليمية وجزء من الصراع الذي تقوده هذه الميليشيات المدعومة من قوى إقليمية وهي تستهدف للأسف أمن الأردن واستقراره”.
وفيما كان الجيش قد أعلن في بداية العام 2022 عن تغيير قواعد الاشتباك على الحدود الشمالية، قال مبيضين إنه منذ إعلان الأردن عن تغيير قواعد الاشتباك سجلت “خسائر فادحة وقتلى في صفوف المهربين”، منوها إلى “استشهاد أحد منتسبي القوات المسلحة الأردنية على الحدود” الأسبوع الماضي.
وقال الوزير الأردني “هذا كان نتيجة استغلال المهربين للظروف الجوية والمناخية التي يرافقها الضباب في أوقات متأخرة من الليل وحتى الفجر للقيام بعمليات التهريب، وباستخدام تقنيات كبيرة”.
وأوضح أن الآونة الأخيرة شهدت محاولات تسلل للمهربين “كجماعات” يخوضون اشتباكات مع قوات حرس الحدود ما يؤدي إلى وقوع خسائر.
وأكد الوزير أن الأردن “مصرّ على خوض هذه الحرب ضد المخدرات”، وما قال إنه “اجتثاث هذه الحرب ومقاومتها لأنها حرب عابرة وتستهدف بنية المجتمع الأردني وقواه”، وأضاف “لا هوادة في مواجهتها”.
وقال الجيش في بيان الاثنين إن “الأيام الماضية شهدت ارتفاعا في عدد هذه العمليات وتحولها من محاولات عمليات تسلل وتهريب إلى اشتباكات مسلحة، بهدف اجتياز الحدود بالقوة من خلال استهداف قوات حرس الحدود”.
وأضاف البيان أن الجيش “يتابع تحركات هذه المجموعات وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وسيقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت”.