ستار خضير: الممثل العراقي لا يختار أدواره بل يؤدي ما يسند إليه

خضير يرى أن الفن لا يورث مطلقا، بدليل أن الكثير من أبناء الفنانين دخلوا مجال الفن لكنهم فشلوا ولم يحققوا نجاحا لافتا.
الاثنين 2023/12/18
"بنات صالح" عرف الشباب بالفنان

بغداد - انطلقت موهبة الممثل العراقي ستار خضير الفنية منذ كان في مرحلة الدراسة الابتدائية إذ اختير للمشاركة في عمل مسرحي، يعتبره الشرارة الأولى التي أضاءت طريقه الفني الصعب الذي منحه فرصا كبيرة وحرمه أخرى.

وقال الفنان “الشرارة الأولى لموهبتي كانت في الصف الخامس الابتدائي، حيث كنت أقلد بالصوت والحركات الأشخاص الذين يأتون إلى بيت جدي، وعلى إثرها تعرضت لصفعة لأول مرة في حياتي من والدي حين علم بأنني أقلد أحد الضيوف قبل أن يرحل من البيت”.

وأضاف “حين علم معلم اللغة العربية بأنني أمتلك موهبة الأداء اختارني لأمثل في عمل مسرحي اسمه ‘التلميذ الشاطر’. كانت لحظة صعبة بالنسبة لي، كوني أقف لأول مرة على مسرح وأمام جمهور في مدرسة الموكب الواقعة في محافظة بابل. كان والدي جالسا مع الجمهور يشاهد أدائي، من هنا كانت البوابة الرئيسية التي قادتني نحو الفن الذي لم أختره بل هو اختارني دون تخطيط مسبق لأكون فنانا”.

وتابع “كان شريط حياتي متوزعا ما بين الديوانية حيث مسقط رأسي وبابل وذي قار ومن ثم بغداد، كون والدي كان عسكريا وكنا نذهب معه حيثما يذهب، لذلك هذا التنقل عبر المحافظات زادني معرفة وثقافة عن خصوصية كل محافظة من محافظات العراق”.

أعمال خضير العربية انعطافة مهمة في مسيرته الفنية التي أنصفته، خلافا لأعماله المحلية التي ظلت حبيسة الدائرة المحلية

وأضاف “أنا الابن الوحيد لأسرتي، لذلك كانت طفولتي جميلة ورائعة مع وجود الضوابط والمتابعة من قبل الأسرة، فلم أكن مدللا بالمطلق بل كانت هناك حدود لكل شيء”.

أما عن تجربته في الدراما التلفزيونية فقال “أول مرة أقف أمام الكاميرا في عمل تلفزيوني كان من خلال اشتراكي في مسلسل ‘البحث عن حامد’، حينها كنت في المرحلة الثانية في كلية الفنون الجميلة، إذ رشحني المخرج المصري حسين حامد للعمل الذي جاء مع الفنانة فوزية الشندي لمشاهدة مسرحيتي فاختارني للمشاركة في المسلسل، ومن ثم اشتركت في مسلسل ‘الإضبارة’ من تأليف الفنان الراحل طه سالم، ورشحني للدور الفنان الكبير خليل شوقي، الذي عاملني كابنه في إرشادي نحو الطريق الصحيح”.

وبيّن أن ” تجسيده لشخصية الملك ‘غازي’ في فيلم سينمائي عام 1995 كان من الأعمال الخالدة والراسخة في ذاكرة الجمهور حتى الآن، وتجسيده لهذه الشخصية قد وثق اسمه الفني في خارطة الفن العراقي السينمائي”.

لكن خضير يرى أنه دفع ضريبة باهظة من هذا النجاح، إذ يقول “دفعت ضريبة نجاحي في فيلم الملك غازي بعد عرضه، بالعزلة الفنية لمدة سنتين، حيث استبعدت عن الكثير من الأعمال الفنية، ظنا من صانعي تلك الأعمال بأني لن أشترك بعمل أقل أهمية وتأثيرا بعد أدائي لشخصية الملك غازي”، مستدركا بالقول إن “هذا اعتقاد خاطئ جدا، كون الفنان يؤدي جميع الأدوار من دون استثناء”.

وأوضح قائلا “جسدت الكثير من الشخصيات الفنية المختلفة التي ما زالت راسخة في ذاكرة الجمهور، إلا أن شخصية شبيب في مسلسل ‘بيت البنات’ كانت تشبهني في الواقع كثيرا”.

وأردف “دائما أجسد الشخصيات الإيجابية الهادئة المحبوبة في التلفزيون، ويبدو لي أن تقاسيم وجهي وملامحي الجادة قد وضعتني في خانة معينة من الأدوار التي أحبها الجمهور على مدى عقود من الزمن”.

ستار خضير: ما زلت أنتظر أن أجسد شخصية رئيسة مركبة تتحداني في التلفزيون
ستار خضير: ما زلت أنتظر أن أجسد شخصية رئيسة مركبة تتحداني في التلفزيون

واستطرد “هناك أدوار فنية جسدتها ولست مقتنعا بها لأسباب كثيرة، وأهم تلك الأسباب هي حاجتي إلى المال، منها مسلسل ‘سبع خوات’، إلا أن الغريب في الأمر أن الشخصية التي جسدتها قد نالت الشهرة واستحسان الجمهور”.

وتابع “بشكل عام الممثل العراقي لا يختار أدواره مطلقا، بل يؤدي ما يطلب منه أو ما يسند إليه من أدوار، وله حرية الاختيار في القبول أو الرفض، أما في البلدان العربية فالحال يختلف، فيمكن للممثل العربي أن يختار الدور الذي يناسبه على الأغلب”.

وأوضح “بعد التجربة الفنية التي وصلت إلى 46 عاما، ما زلت أنتظر أن أجسد شخصية رئيسة مركبة تتحداني في التلفزيون”.

واعتبر الفنان ستار خضير أنه “من الفنانين المحظوظين، لكن في الوقت نفسه تعرض إلى إجحاف فني ما جعله يغّيب عن الشاشة في 22 مسلسلا تلفزيونيا عراقيا خلال موسم رمضان في إحدى السنوات”.

وقال “لدي عدد من الأعمال العربية المهمة بمشاركة نجوم الفن العربي منها مسلسل ‘نبض’ ومسلسل ‘يوما ما’، فضلا عن تجسيد شخصيات مختلفة باللهجة العراقية التي كانت محبوبة ومستساغة لدى الجمهور العربي”.

وأكد أن أعماله العربية تمثل انعطافة مهمة في مسيرته الفنية التي أنصفته كفنان عراقي له اسمه وشأنه، خلافا لأعماله المحلية التي ظلت حبيسة الدائرة المحلية المقيتة.

وعن دوره في مسلسل “بنات صالح”، قال خضير “دوري في المسلسل جسدت فيه شخصية جمال وهي من الشخصيات المهمة في العمل، عرفتني على جيل الشباب من الذين لم يعرفوا ستار خضير ولم يشاهدوا أعمالي الفنية، لذلك كنت سعيدا بأدائي الشخصية كونها قربتني منهم”.

وأضف أنه “في طور التحضير والعمل لمسلسل ‘وطن’ في جزئه الثاني، وانتهيت قبل فترة من تصوير مسلسل اسمه ‘حين تموت الأمنيات’ الذي سيعرض في الأيام المقبلة”.

من ناحية أخرى، يرى الممثل العراقي أن “الفن لا يورث مطلقا، بدليل أن الكثير من أبناء الفنانين دخلوا مجال الفن لكنهم فشلوا ولم يحققوا نجاحا لافتا، وهناك من استطاع أن ينجح، لكن بصفة عامة الفن لا يورث، بل هو موهبة فطرية داخل الإنسان”.

14