مهرجان نواة في تونس يرفع شعار "المقاومة وتعبيراتها"

تونس - يواصل "مهرجان نواة" الذي ينعقد في تونس، نهجه في الاهتمام بالقضايا المحلية والعربية والدولية، في ظل أوضاع أمنية حرجة يمر بها قطاع غزة، حيث خصص دورته الثالثة هذا العام لموضوع "المقاومة وتعبيراتها"، حيث فتحت المنصة فضاءها لكل متابعي ومتابعات الحدث الثقافي البديل والمتنوع، بفضل وجود مبدعين ومبدعات يتقاسمون مع نواة قيم العدالة والحرية.
هذا المهرجان تنظمه منصة نواة لصحافة المواطن والصحافة البديلة، والتي أطلقت نسخته التأسيسية عام 2021، وتهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على قضايا مسكوت عنها، تخصّ الفئات المهمَّشة في المجتمع التونسي والعالم. وتناولت الدورة الأولى من المهرجان مواضيع الإعلام، والفصل العُنصري، والحدود، والهجرة، كما خصّصت فعاليات لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومنها جدار الفصل العنصري، قبل أن تُخصّص الدورة الثانية، التي أُقيمت العام الماضي، لثيمة "كسر الحدود".
"المقاومة وتعبيراتها" هو موضوع الدورة الثالثة التي انطلقت فعالياتها الجمعة واختتمت الأحد، وحضرت عبر فعاليات موسيقية وسينمائية، وعروض رقص ومعرض صور، تجمع بين البعد الجمالي والطابع النضالي بطريقة تجعل من الفضاء العامّ مساحة للثورة والتعبير الحرّ. وشملت الدورة الثالثة حلقات نقاشية تناقش موضوع النساء والمقاومة ضدّ أشكال العنف المسلَّط عليهن، إضافة إلى عروض موسيقية وسينمائية وكوريغرافية ومعرض صور، وورشة تدريبية في فنون الشارع.
كما تضمّن البرنامج عرض أفلام ضمن "سينما المقاومة"؛ حيث جرى اختيار أفلام فلسطينية وعربية تناولت الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم لمخرجين مثل ميشيل خليفي وقاسم حول ورشيد مشهراوي وأمين نايفة. كما تم تنظيم معرض فوتوغرافي للمصّور التونسي شاهين ضحاك، بعنوان "تشرّد"، يُضيء فيه على الحركات الاجتماعية في تونس "بطريقة تجمع بين البُعد الجمالي والطابع النضالي، وتجعل من الفضاء العامّ مساحة للثورة والتعبير الحر"، وفق بيان المنظّمين.
واهتم المهرجان هذا العام أيضا بموضوع البيئة وتغير المناخ. وأوضح بيان المنظمين أنه “من عمق بحار بنزرت إلى واحة جمنة مرورا بأرخبيل قرقنة، تعرض برمجة وثائقيات 'الشاشة الخضراء' أبرز الإشكاليات البيئيّة التي تعرفها تونس، بين التلوّث البحري إلى الانجراف والمنوال التنموي القائم على الصناعات الاستخراجية واستخدام البلاستيك بكثافة في حياتنا اليومية، وغيرها من المواضيع التي تمّ التطرّق إليها ضمن مقاربة صحفيّة خلاّقة تدفع إلى التساؤل حول مصادر مواردنا وكيفيّة استغلالها". لهذا الغرض، عرض مهرجان نواة ثلاثة أشرطة وثائقيّة في إطار الدورة الأولى لمهرجانها، وهي على التوالي "قرقنبوليس" و"الواحة" و"بلاستيكراسي".
وتضمّن اليوم الثاني من المهرجان نقاشًا يطرح إشكالية تتعلّق بـ”نظام 25 جويلية (يوليو): قطيعة أم استمرار؟” وهي فرصة للتساؤل ما إذا كان الغرض من التدابير الاستثنائية – التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو 2021 - القطع مع الفساد والزّبونيّة والتهميش، أم هي ظاهرة عابرة تنضوي ضمن الممارسة السياسية السلطويّة المتجذّرة في تونس. ويحضر كلّ من المحامي والقاضي السابق أحمد صواب والناشط السياسي فوزي الدعّاس والناشطة المستقلة نورس الدوزي الزغبي في هذا النقاش الذي أداره الصّحافي محمّد ياسين الجلاصي.
وطيلة أيّام المهرجان، وفر ركن الواقع الافتراضي لزائريه فرصة لمتابعة الحياة اليوميّة للعاملات في القطاع الفلاحي والحِرَفيّين والصيّادين وغيرهم. وتعتمد هذه السلسلة الّتي أعدّها كلّ من سليم الحربي ومحمد العربي صوالحيّة على الواقع الافتراضي كأداة تسمح بنقل استثنائي لما يحدث في أوساط مهنيّة مُغيَّبة.
وتحضر الموسيقى البديلة في برنامج المهرجان، من خلال عرضَين يجمعان أصنافا مختلفة من الموسيقى، و"يكشفان الزخم الموسيقي في الساحة الفنّية التونسية"، كما تُعرض أفلام عبر تقنية 360 درجة "تُمكّن المتابعين والمتابعات من الانغماس في رحلة من قلب القرية الأمازيغية زوارة، الواقعة في الجنوب التونسي"، حسب البيان. وتضمّن البرنامج أيضا عرضا كوريغرافيا لفاتح الخياري وحسام بوعكروشة بعنوان "صباح الخير!"، وعرضا للفيلم التجريبي القصير "ذكريات الإسمنت" لياسر الجريدي، وعروضا للموسيقيين جهاد الخميري ويوسف سلطان وخليل الهنتاني ووداد مجمع، وورشة تدريبية حول فنون الشارع.