أداء السياحة في دبي يتجاوز مؤشرات ما قبل الجائحة

دبي - أظهرت بيانات نشرتها دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي الجمعة أن أداء القطاع السياحي في 2023 تخطى المؤشرات، التي تم تسجيلها قبل الأزمة الصحية بفضل الخطط المدروسة لإنعاش صناعة تشكل أحد أعمدة اقتصاد الإمارة.
وتجاوز نمو قطاع هذا العام المستويات المسجلة قبل الجائحة العالمية في مجالي السفر والضيافة، حيث حققت دبي رقما قياسيا عند 13.9 مليون زائر دولي بين يناير وأكتوبر الماضيين بالمقارنة مع 13.5 مليون زائر خلال الفترة ذاتها من عام 2019.
وأكد ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، خلال “اللقاء الدوري مع الشركاء” الذي تنظمه الدائرة، أن القطاع يمثل رافدا رئيسيا من روافد اقتصاد دبي، ومحورا مهما من محاور أجندتها الاقتصادية.
وقال الشيخ حمدان، الذي يرأس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن الجهود الحثيثة تقف “وراء تلك النتائج وتعكس حرص دبي على أن تكون دائما في مقدمة الوجهات السياحية الأكثر تفضيلا في العالم”.
13.9
مليون زائر في أول 10 أشهر من 2023 مقارنة مع 13.5 مليون في الفترة ذاتها من 2019
وأضاف “نعتز بالشراكة القوية التي تجمعنا مع كبرى الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في مجالات السفر والضيافة ونؤكد استمرارنا في العمل مع شركائنا من أجل تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي سواء محليا أو عالميا”.
واستأثرت منطقتا دول الخليج العربي، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بنسبة 29 في المئة من الزوار الدوليين الذين استقبلتهم دبي، ومنطقة أوروبا الغربية بنسبة 19 في المئة، ومنطقة جنوب آسيا 18 في المئة.
وساهمت منطقة أوروبا الشرقية وروسيا ورابطة الدول المستقلة بنسبة 13 في المئة من إجمالي الزوار، لتحقق زيادة ملحوظة عما تم تسجيله في عام 2019 والبالغة 8 في المئة.
كما أسهمت منطقة دول شمال وجنوب شرق آسيا بنسبة 8 في المئة، لتحقق زيادة مضاعفة مقارنة بالعام الماضي، الذي سجلت فيه 4 في المئة فقط.
وقال هلال المرّي، المدير العام للدائرة، “تؤكد إنجازاتنا في الأشهر العشرة الأولى من 2023 أننا على المسار الصحيح لتحقيق أهدافنا التي تتماشى مع رؤية الحكومة لتعزيز مكانة الإمارة لتصبح واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم”.
وأضاف “لمن المهم جدا في هذه المرحلة المحورية من رحلة القطاع، أن نسلط الضوء على الشراكة القوية بين القطاعين العام والخاص والتنسيق والتعاون المثمر بينهما، والذي تجلى بهذا الأداء الاستثنائي ما ساهم في تمكين السياحة من إحراز التقدم عالميا”.
وحافظت دبي على مستوى الإشغال المرتفع لفنادقها خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري عند معدل 76 في المئة مقارنة مع 74 في المئة للفترة ذاتها من العام 2019.
ويكتسب هذا الإنجاز أهمية خاصة بالنظر إلى ما سجّلته الإمارة من نمو ملحوظ وبنسبة 13 في المئة في عدد المنشآت الفندقية، و22 في المئة في عدد الغرف الفندقية المتوفرة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2019.

وذكرت مؤسسة أس.تي.آر، المتخصصة في الأبحاث والاستشارات الفندقية، في تقريرها المحدّث لرصد توجهات أداء الفنادق حول العالم أنّ دبي حلّت بالمركز الرابع عالميا من حيث نسبة الإشغال، بعد وجهات عالمية أخرى مثل نيويورك ولندن.
وبحسب أس.تي.آر جاءت الإمارة وبفارق ضئيل لم يتجاوز 0.01 في المئة عن باريس التي حلّت في المركز الثالث.
وفي نهاية أكتوبر الماضي، سجّل قطاع الفنادق في دبي نموا بأكثر من 149 ألف غرفة في 818 منشأة فندقية، بالمقارنة مع نحو 122.1 ألف غرفة في 724 منشأة فندقية خلال الفترة ذاتها من عام 2019.
وأشارت التحليلات إلى أنّ عمليات البحث والحجوزات الخاصة بدبي خلال الربع الثالث من هذا العام تجاوزت المستويات المسجلة قبل الجائحة، ما يؤكد الجاذبية العالمية للمدينة، فضلا عن تعدد الخيارات المتاحة للاستكشاف عند التخطيط لزيارة الإمارة.
وخلال اللقاء سلطت دائرة الاقتصاد والسياحة الضوء على مكانة الإمارة كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للعيش، لاسيما في ظلّ ما سجّلته المدينة من إشادات تؤكد مكانتها كأفضل مدن العالم للزيارة والعيش والعمل.
وتوّجت دبي بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من تريب أدفايزر للعام الثاني على التوالي.
كما تصدرت قائمة المدن التي يرغب الأشخاص من جميع أنحاء العالم في الانتقال إليها، بناءً على نتائج استبيان نشرته شركة ريميتلي، وهي خدمة تحويل الأموال الرائدة عبر الإنترنت.
كما صُنفت دبي كأفضل المدن عالميا للعمل عن بعد وفقاً لمؤشر الموظفين والمديرين العاملين عن بعد لعام 2023 الصادر عن سَفِلز للاستشارات العقارية.
إلى جانب ذلك، تبوأت دولة الإمارات المركز الثاني في مؤشر أكثر بلدان العالم أمانا بحسب موقع نومبيو، أكبر قاعدة بيانات مجانية في العالم للبيانات التي يساهم بها المستخدمون حول المدن والبلدان.