تراجع في أعداد الصحافيين المقتولين في 2023 رغم "مأساة" الشرق الأوسط

منظمة "مراسلون بلا حدود" تدعو إلى فتح معبر رفح الحدودي أمام الصحافيين.
الجمعة 2023/12/15
آلة القتل لا تفرق

برلين - قتل 45 صحافيا خلال أدائهم مهنتهم في 2023 في حصيلة أدنى بقليل من العام 2022 رغم “مأساة” الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي قضى ما لا يقل عن 17 صحافيا فيها بينهم 13 في قطاع غزة، على ما أفادت منظمة “مراسلون بلا حدود” الخميس.

وقتل العام الماضي 61 صحافيا في العالم بحسب الحصيلة السنوية لهذه المنظمة.

وحصيلة العام الحالي هي الأدنى منذ أكثر من عشرين عاما عندما قتل 33 صحافيا في 2002. وأكثر من ثلث قتلى العام 2023 مرتبط بالنزاع في الشرق الأوسط من بينهم 13 في قطاع غزة.

وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف دولوار لوكالة فرانس برس “نسجل تراجعا منتظما (في القتلى) بعيدا جدا عن 140 صحافيا قتلوا في 2012 ومن ثم 2013” جراء الحرب في سوريا والعراق خصوصا، “لكن ذلك لا يخفف بشيء من المأساة في غزة”.

وأوضحت المنظمة أن الحصيلة العالمية التي تحصي القتلى حتى الأول من ديسمبر “لا تشمل الصحافيين الذين قتلوا خارج إطار أداء مهامهم أو الذين لم يُستهدفوا بصفتهم صحافيين أو أولئك الذين لا تزال ظروف مقتلهم مجهولة”.

"مراسلون بلا حدود" أحصت مقتل 13 صحافيا سقطوا "بنيران إسرائيلية" في غزة منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس

وأحصت “مراسلون بلا حدود” مقتل 13 صحافيا سقطوا “بنيران إسرائيلية” في غزة منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في السابع من أكتوبر. وأدت هذه الحرب إلى مقتل ثلاثة صحافيين في لبنان. وقتل آخر في إسرائيل بنيران حركة حماس.

وفي نوفمبر، تقدمت منظمة “مراسلون بلا حدود” بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب “جرائم حرب” في حق الصحافيين القتلى في غزة والصحافي الإسرائيلي.

وأظهر تحقيق أجرته وكالة فرانس برس ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي حول القصف الذي أدى في الثالث عشر من أكتوبر إلى مقتل الصحافي في وكالة رويترز باسم عبدالله وإصابة ستة آخرين بينهم المصورة في فرانس برس كريستينا عاصي التي أصيبت بجروح بليغة، أنّ الضربة نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.

وتعليقا على نتيجة التحقيق، أفاد الجيش الإسرائيلي وكالة فرانس برس بأن القصف حصل في “منطقة قتال نشطة”.

ورأى كريستوف دولوار أن هذا التعليق “غير مرض”، مشددا على “وجود الكثير من العناصر التي من شأنها أن تضع إسرائيل أمام مسؤولياتها”.

أما النزاع في أوكرانيا فقد سقط فيه صحافيان العام 2023 أحدهما مراسل وكالة فرانس برس أرمان سولدين “الصحافي الوحيد الذي قتل في بلد غير بلده” خلال السنة الحالية. وقد قتل 11 صحافيا في المجموع منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

وتتميز الحصيلة العامة للعام 2023 بـ”تراجع ملحوظ” في عدد الصحافيين القتلى في أميركا اللاتينية مع مقتل ستة صحافيين في مقابل 26 في 2022.

في المكسيك التي شهدت أكبر عدد من القتلى وراء غزة، سقط أربعة صحافيين في العام 2023 في مقابل 11 العام الماضي. لكن التقرير أشار إلى أن ذلك لا يعني أن أمن الصحافيين تحسن “كما تظهر عمليات الخطف الثلاث والهجمات المسلحة على أربعة صحافيين في نهاية العام 2023”.

وأضافت المنظمة “نظرا إلى العدد القياسي لأعمال العنف المسجلة العام 2022 بات عدد من الصحافيين يقيّم المخاطر التي يتعرضون لها، بطريقة منهجية أكثر ما يعني المزيد من الرقابة الذاتية”.

وكشف التقرير أن ثلث الصحافيين المفقودين في العالم وعددهم 84، هم مكسيكيون.

وتراجع عدد الصحافيين المسجونين من 569 في 2022 إلى 521 خلال السنة الراهنة فيما انضمت بيلاروس إلى الصين وبورما “كواحدة من أكبر ثلاثة سجون في العالم”.

ولفت التقرير إلى أن تركيا وإيران تزجان صحافيين في السجون بشكل متكرر.

ويحتجز 54 صحافيا رهينة في الوقت الراهن مقارنة بـ62 في 2022.

ودعت منظمة “مراسلون بلا حدود” الخميس إلى فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر أمام الصحافيين للسماح بخروج الراغبين وإتاحة دخول آخرين لتغطية الحرب بين إسرائيل وحماس.

ومعبر رفح هو المنفذ البري الوحيد للقطاع الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، ويخضع لإشراف مصر والجانب الفلسطيني.

مراسلون بلا حدود: إسرائيل توجه الصحافيين الذين نزحوا من شمال (القطاع) للتجمع عند الحدود مع مصر، من دون أن يتمكنوا من عبورها

ودعت المنظمة السلطات الإسرائيلية والمصرية إلى “فتح أبواب” المعبر ليتمكن “كل الصحافيين من التحرك ذهابا وإيابا بين جانبي الحدود”.

وأوضحت أن “إسرائيل توجه الصحافيين الذين نزحوا من شمال (القطاع) للتجمع عند الحدود مع مصر، من دون أن يتمكنوا من عبورها. في المقابل، يُمنع الصحافيون

الأجانب من الدخول” إلى القطاع الذي أطبقت إسرائيل بعد اندلاع الحرب، الحصار الذي تفرضه عليه منذ العام 2007.

وتابعت “خلال شهرين من الحرب، لم يتم السماح لأي مراسل بدخول قطاع غزة عبر رفح، ما يطال بوضوح قدرة وسائل الإعلام على تغطية هذا النزاع”، مشيرة إلى أن “58 صحافيا قتلوا في ضربات إسرائيلية في غزة، من بينهم 14 كانوا يؤدون مهامهم (الصحافية)”.

من جهتها، أبدت النقابات وجمعية الصحافيين في وكالة فرانس برس في رسالة الخميس، قلقها من “الظروف الرهيبة” التي يعمل فيها الصحافيون في غزة، مطالبة بـ”إجلائهم”.

وكتبت جمعية الصحافيين التابعة لفرانس برس و”الاتحاد العام للعمل” (CGT) و”النقابة الوطنية للصحافيين” (SNJ) و”متّحدون، موحّدون، ديموقراطيون” (SUD) و”القوة العاملة” (FO) و”الاتحاد الفرنسي للإدارة – الاتحاد العام للمديرين التنفيذيين” (CFE-CGC)، أنّ هؤلاء الصحافيين “اضطرّوا إلى مغادرة منازلهم في ظروف كارثية منذ شهرين تقريبا” ويعيشون مع عائلاتهم “بدون ماء أو كهرباء في شقق مكتظّة” في جنوب قطاع غزة.

وأضاف الموقّعون على هذه الرسالة “في نهاية الأسبوع الماضي، أطلقوا نداء استغاثة بينما لا يزال زملاؤنا عالقين بالقرب من رفح، باستثناء (زميل) واحد”، في وقت يتكثّف فيه القصف الإسرائيلي.

ودعت الأطراف “الحكومة الفرنسية إلى القيام بشكل عاجل بكل ما هو ضروري مع السلطات الإسرائيلية والمصرية للسماح” بإجلائهم وعائلاتهم، أو حتى استقبالهم في فرنسا “لمن يرغب”.

5