إسرائيل ماضية في حربها على غزة مع الدعم الدولي أو دونه

الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى بأغلبية 153 صوتا قرارا غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" في غزة.
الخميس 2023/12/14
الكل مستهدف

تل أبيب - أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الأربعاء أن حرب غزة ستتواصل “مع أو دون الدعم الدولي” في وقت يكّثف حلفاء الدولة العبرية الضغوط عليها لوقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.

ومع دخول الحرب شهرها الثالث، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 18600 من الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن العديد من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ومساء الثلاثاء، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتا من أصل 193 قرارا غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة، حيث تسببت الحرب في إغراق مئات الآلاف من الفلسطينيين في وضع إنساني يائس.

ورغم التصويت، تواصل القصف الجوي والقتال البري في أنحاء قطاع غزة، خصوصا في خان يونس ورفح في الجنوب وفي مدينة غزة في الشمال.

مستشار الأمن القومي جيك ساليفان سيزور إسرائيل الخميس والجمعة. وسيلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

وفي الأثناء تساقطت أمطار على مختلف أنحاء القطاع وهبطت درجات الحرارة، ما فاقم مصاعب الكثيرين ممن تركوا منازلهم ويقيمون حاليا في خيام مؤقتة مع نقص في الإمدادات الحيوية من الطعام ومياه الشرب والأدوية والوقود.

وجلس أمين عدوان (58 عاما) في خيمة بجانب مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط القطاع) موضحا “ذهبنا لنشتري غطاء من النايلون، لم نجده في السوق” بعد غرق خيمته.

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الأربعاء يومها الثامن والستين بعدما بدأت بهجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر على المستوطنات انطلاقا من قطاع غزة.

وأسفر الهجوم عن سقوط 1200 قتيل قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتُجز حوالي 240 رهينة.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال. ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية. وبحسب الجيش، لا يزال 135 رهينة أحياء أو قتلى في قطاع غزة.

وتعهّدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007 لكن محللين عسكريين يرون أن إمكانية تحقيق هذا الهدف تكاد تكون صفرية.

وبالإضافة إلى القصف الجوي المدمّر، يشنّ الجيش هجوما بريا في قطاع غزة تركّز بداية في الشمال حيث سيطر على قطاعات عدة، ثم امتد إلى بقية أنحاء المنطقة.

والثلاثاء، صوّتت إسرائيل والولايات المتحدة ضد القرار الذي تم تبنيه في الأمم المتحدة ولا يدين حماس.

ورغم دعمه القوي لإسرائيل، انتقد الرئيس الأميركي جو بايدن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمعارضتها حل “الدولتين” مع الفلسطينيين، وحذّر من خسارة الدعم الدولي لحربها.

وفي خطابه، أكّد الرئيس الأميركي أنّه “ليس هناك أيّ شكّ في ضرورة القضاء على حماس”. وخلال تجمع لجمع تبرّعات لحملته الانتخابية في واشنطن، قال بايدن إنّ إسرائيل تحظى اليوم بدعم “أوروبا” و”معظم دول العالم” بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس عليها انطلاقا من غزة.

وأضاف “لكنّهم (الإسرائيليين) بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي”. والأربعاء، أعلن البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي جيك ساليفان سيزور إسرائيل الخميس والجمعة. وسيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و”حكومة الحرب” الإسرائيلية، وكذلك الرئيس إسحاق هرتسوغ.

كما أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الأربعاء مجموعة عقوبات جديدة على مسؤولين في حماس وأشخاص مرتبطين بها، مؤكدتين أنّهما تريدان مكافحة تمويل الحركة الإسلامية.

وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب في قطاع غزة حيث نزح 85 في المئة من السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، شبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”.

وفي قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي منذ العام 2007 وحصار كامل منذ التاسع من أكتوبر، أسفر القصف الأخير عن مقتل أكثر من 50 شخصا ليل الثلاثاء – الأربعاء في مدينة غزة وخان يونس ورفح، وكذلك في النصيرات ودير البلح (وسط)، بحسب وزارة الصحة.

الهدنة التي استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر أتاحت إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا

وبعد الفرار من منازلهم في شمال القطاع ثم من ملاجئهم في خان يونس، انتقل عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر والتي تحوّلت إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

وقال “أوتشا” إن عشرات الآلاف من النازحين الذين وصلوا إلى رفح “يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل الملاجئ وخارجها (…) كما أن غياب المراحيض يزيد من خطر انتشار الأمراض”، خصوصا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وقال الفلسطيني إيهاب أبوجوف (23 عاما) “غمرت المياه كل الخيم. لا نعرف ماذا نفعل. الظروف هنا صعبة جدا”.

ورغم وجود هؤلاء النازحين في المكان، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف رفح حيث أسفرت عمليتا قصف على منزلين عن مقتل 24 شخصا الثلاثاء.

وفي جنيف، أكد لازاريني أنّ سكان قطاع غزة “لم يعد لديهم الوقت أو الخيارات”. وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين “في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه الفلسطينيون أحلك فصل في تاريخهم منذ العام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم”.

وقال توفيق أبوبريق، أحد الناجين من بين الأنقاض، “هم (الجيش الإسرائيلي) بأنفسهم قالوا إن الجنوب آمن، رفح آمنة. أين الأمن في رفح؟ كل يوم هناك قصف على رفح”.

2