"بطولات" أبوعبيدة الافتراضية تستفز الناشطين العرب: أفي الأنفاق هو أم خارج غزة؟

جدل على الشبكات الاجتماعية حول حقيقة الناطق باسم كتائب القسام.
الأربعاء 2023/12/13
من يكون

اكتسب الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شهرته بسبب هالة الغموض التي صنعها عبر تغطية وجهه بالكوفية الحمراء، وأثار الجدل والتكهنات حول شخصيته الحقيقية، التي لم تعد تشكل فارقا لأهالي غزة الذين يعيشون تحت القصف وفي مواجهة يومية مع الموت.

غزة - انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للداعية الإسلامي صهيب الكحلوت، قال ناشروها إنها تعود إلى أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إضافة إلى تداول تصريح منسوب إليه ويقول "نعم أنا خارج فلسطين ولكنني مع غزة بقلبي ومشاعري".

وأثارت الصور المتداولة ضجة كبيرة لأن لا أحد يعرف هوية أبوعبيدة بالضبط، ودائما يظهر في تسجيلات الفيديو ووجهه مغطى بالكوفية الحمراء، ويقف إلى جانب آية قرآنية تظهر على الشاشة وهو يعلن سير العمليات العسكرية وتفاصيلها.

ولفت أبوعبيدة الأنظار بظهوره المتكرر كممثل للحركة على وسائل التواصل الاجتماعي مع هالة الغموض التي تحيط به كشخص ملثم لا يكشف عن هويته. لكن أكثر ما أثار الجدل هو وجود أبوعبيدة خارج غزة للحديث عن "بطولات" حماس وكتائب القسام، بينما القذائف تدك المدنيين وتنهال على النساء والأطفال. وانهال الهجوم على أبوعبيدة من مختلف الدول العربية، معتبرين أنه وقادة حماس الآخرين المختبئين في الأنفاق مسؤولون عن الموت والدمار في قطاع غزة، وقال ناشط:

صورة

 

وجاء في تعليق:

 

وقال إعلامي سعودي:

وقال معلق:

واعتبر آخر في نفس السياق:

 

وتداول ناشطون مقاطع فيديو لأهالي غزة ومدى الغضب الذي ينتابهم تجاه من سبب لهم كل هذه المعاناة، وكتب ناشط:

 

وينشر أبوعبيدة خطاباته عبر قناته على تطبيق تلغرام ولا توجد لديه أي منصة تواصل اجتماعي أخرى معروفة. ويُجرى تداول خطاباته المسجلة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تبثها الكثير من القنوات الإخبارية، ومؤخرا أصبحت تبثها قناة الجزيرة القطرية بصفة حصرية.

وعرف أبوعبيدة لأول مرة عام 2002 كأحد المسؤولين الميدانيين في القسام. ويتحدث إلى وسائل الإعلام وهو مغطى الوجه، مقلداً أسلوب زعيم القسام السابق عماد عقل، الذي اعتقلته إسرائيل عام 1993. وفي عام 2006 عُيّن أبوعبيدة متحدثا رسميا باسم كتائب القسام. وكان أول ظهور علني له في 25 يونيو عام 2006، عندما قامت حماس بمداهمة موقع عسكري إسرائيلي بالقرب من الحدود مع غزة.

وخلال الغارة أسرت الجماعات الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وقتلت جنديين آخرين، كما أصيب جنديان آخران، من بينهم شاليط. وقد أطلِق سراح شاليط في عام 2011، بعد أن توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق تم بموجبه إطلاق سراح أكثر من 1000 فلسطيني. ومنذ ذلك الوقت اكتسب أبوعبيدة شعبية واسعة.

ولم تعلن أي جهة تأكيدا حول شخصية أبوعبيدة الحقيقية فيما ازداد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ما إذا كان صهيب الكحلوت أم لا، وتحول ذلك إلى معارك افتراضية للدفاع عنه أو مهاجمته، حيث يسوق كل فريق الدلائل والبراهين حول هذه الشخصية، وقال أحدهم:
 

وقال صحافي عماني:
 

وتحيل الكنية التي يستخدمها الناطق باسم حماس إلى أبي عبيدة بن الجراح، الصحابي والقائد العسكري المسلم وأحد الصحابة، وقد أصبح أبوعبيدة شخصية معروفة بعد أن أعلن قائد كتائب القسام محمد الضيف عن بدء “عملية طوفان الأقصى”.

ومنذ ذلك الوقت يرغب الكثيرون في الكشف عن هويته، وفي 25 أكتوبر نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مقطع فيديو على تويتر يظهر صورة لرجل يقول إنه أبوعبيدة.
وقال أدرعي إن الاسم الحقيقي للرجل هو “حذيفة سمير عبدالله الكحلوت”، ولم تعلق حماس ولا القسام على هذه الادعاءات.وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أبوعبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 2013. وأضافت أنه أعدّ أطروحة بعنوان “الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام”، وأنه كان يستعد للحصول على درجة الدكتوراه.

وبحسب الصحيفة نفسها فإن أبوعبيدة ينحدر في الأصل من قرية نعليا في غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1948. ويعيش الآن، بحسب التقارير، في جباليا شمال شرق غزة.
وأضافت أن منزله تعرض للقصف الإسرائيلي أكثر من مرة في عامي 2008 و2012، بالإضافة إلى قصفه في العملية الحالية في قطاع غزة.

◙ أبوعبيدة ينشر خطاباته عبر قناته على تطبيق تلغرام ولا توجد لديه أي منصة تواصل اجتماعي أخرى معروفة

وبعد غيابه لمدة أسبوعين ظهر أبوعبيدة في تسجيل صوتي له الأحد الماضي، معلنا أن الكتائب تمكنت من تدمير 180 آلية عسكرية إسرائيلية، منذ نهاية الهدنة المؤقتة قبل 10 أيام.
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن غياب الناطق الرسمي باسم القسام ربما يعود إلى إصابته أو مقتله خلال الحرب الدائرة في غزة. وذكر أبوعبيدة في التسجيل الصوتي أنه جرى تسجيله الأحد، في اليوم الـ65 للحرب والـ10 بعد انتهاء الهدنة الإنسانية.

وقال إن مقاتلي القسام تصدوا للقوات الإسرائيلية في محاور ما قبل حدود الهدنة المؤقتة، أو تلك القوات التي توغلت في محاور جديدة، في شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه. وهاجم مقاتلو القسام الآليات الإسرائيلية بالقذائف المضادة للدروع من طراز “الياسين 105” وقذائف “التاندوم” وعبوات “شواظ” و”العمل الفدائي”.

وتحدث خلال التسجيل عن بطولات كبيرة لم يلحظها أهالي غزة الذين يعانون من القصف المتواصل، قائلا إنه تم “تنفيذ عدد كبير من العمليات النوعية ضد القوات الإسرائيلية الغازية خارج الآليات، تنوعت بين مهاجمة القوات الراجلة خارج البنايات بالقذائف المضادة للتحصينات ونصب الكمائن ومهاجمة الدوريات الرجلة بالعبوات والإغارة عليها من مسافة صفر بالأسلحة الرشاشة”.

وأضاف “نفذ مقاتلو القسام العشرات من عمليات القنص وتفجير حقول الألغام وتفخيخ فوهات الألغام وإيقاعها في مصائد معدة مسبقا، وأسفرت هذه العمليات عن عدد كبير من القتلى والجرحى من القوات الإسرائيلية”.

وأثار غضب الناشطين حديث أبوعبيدة عن الانتصارات بقوله “فشلت إسرائيل في شمال قطاع غزة وجنوبه، وستفشل أكثر فأكثر كلما استمرت حربها في القطاع. أثبتت الهدنة المؤقتة صدق ما كنا نعلن عنه في البداية، وفي المقابل (أثبتت) كذب قيادة العدو ومتحدثيه، فأسراه لن يخرجوا إلا بالإفراج المشروط الذي أعلناه في بداية المعركة. لن تستطيع إسرائيل أخذ أسراها أحياء، بدون تفاوض”.

5