قلق الدوحة من تبعات هجوم حماس يدفعها إلى تغيير لهجتها تجاه التطرف

التصعيد اللفظي الأردني يجد تجاوبا إسرائيليّا.
الاثنين 2023/12/11
منتدى الدوحة فرصة للترويج لمواقف قطر الجديدة

الدوحة- أدلى رئيس الوزراء القطري الشيخ  محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الأحد، خلال منتدى الدوحة، بتصريحات لافتة تضمّنت تحذيرات من انتشار التطرف في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب في غزة، وهو ما أثار استغراب محللين من تغير لهجة الدوحة التي كانت تنظر إلى التطرف كحالة موجودة يمكن التعامل معها، وربطوا هذا التغير المفاجئ بقلق الدوحة من تبعات هجوم حماس.

وبينما بدا خطاب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قريبا من الموقف القطري، عكست تصريحاته خلال المنتدى حرصا أردنيا على التصعيد اللفظي تجاه إسرائيل، وهو ما قوبل بتجاوب إسرائيلي.

 وقال رئيس الوزراء القطري إن جيلا بأكمله في الشرق الأوسط معرض لخطر التطرف بسبب الحرب في غزة، لافتا إلى أن الحرب والأزمة أظهرتا حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي.

الشيخ محمد بن عبدالرحمن: جيل بأكمله في الشرق الأوسط معرّض لخطر التطرف
الشيخ محمد بن عبدالرحمن: جيل بأكمله في الشرق الأوسط معرّض لخطر التطرف

وأضاف رئيس الوزراء القطري، خلال افتتاح منتدى الدوحة الأحد، أنه “لا بد لنا من وقفة أمام من يريد إعادة صياغة الصراع على شكل حرب دينية، هذا الصراع كان ومازال قضية احتلال ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير”.

وتعكس هذه التصريحات قلقا قطريا متزايدا منذ هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في أكتوبر الماضي وقتل 1200 إسرائيلي، من بينهم مدنيون، حيث تتساءل تقارير إعلامية غربية عن دور قطر في ما جرى باعتبارها تحتضن القيادات السياسية للحركة التي من المفترض أن تكون قد خططت للهجوم من الدوحة.

وتبدو الدوحة كما لو أنها تستبق موقفا غربيا واضحا ضدها؛ إذ أن الغرب عموما وإسرائيل بشكل خاص يربطان قطر بالمتطرفين وخاصة حركة حماس.

وتبدي قطر مرونة في التعاطي مع المجموعات الإسلامية، سواء التي ترفع شعار الاعتدال مثل جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر حماس فرعها في الأراضي الفلسطينية أو حتى القاعدة وطالبان.

وكثيرا ما اتُّهِمت قطر من قبل جيرانها الخليجيين، خاصة خلال المقاطعة التي بدأت سنة 2017 وانتهت في 2019، بدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

واحتضنت قطر محادثات بين حركة طالبان والولايات المتحدة، ودعت في أكثر من مناسبة إلى ضرورة احتواء الحركة التي استضافت قادتها في 2011 وحتى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

وتتضح مرونة قطر حيال التطرف والمتطرفين  أكثر من خلال أذرعها الإعلامية، وخاصة قناة الجزيرة التي ظلت تصف المجموعات المتشددة في عدد من البلدان -ولاسيما في سوريا وليبيا- بـ“الثوار”.

أما داخليّا فتُتَّهم قطر بتغذية التطرف اجتماعيا من خلال مناهجها التعليمية غير المتسامحة مع الديانات الأخرى.

ومنذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي تلعب قطر دور الوسيط بين حماس وإسرائيل، ونجحت جهود بقيادتها في فرض هدنة سابقة تسعى الآن لتجديدها.

وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في منتدى الدوحة إنّ “جهودنا كدولة قطر مع شركائنا مستمرة. ولن نستسلم”، مضيفا أن “استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى تضييق هذا المجال أمامنا”.

أيمن الصفدي: إسرائيل تتحدى العالم وتنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب
أيمن الصفدي: إسرائيل تتحدى العالم وتنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب

وتابع رئيس الوزراء الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية “سنواصل (جهودنا)، نحن ملتزمون بإطلاق سراح الرهائن ولكننا ملتزمون أيضًا بوقف الحرب”، واستدرك بقوله لكننا “لا نرى نفس الرغبة عند كلا الطرفين” المتحاربين.

وكان لافتا خطاب الصفدي خلال حضوره منتدى الدوحة، حيث بدا متماهيا تماما مع الخطاب القطري.

 وقال الصفدي إن أهداف الحرب الإسرائيلية “تشمل خلق واقع جديد على الأرض يؤدي إلى مستقبل فيه المزيد من الكراهية والمزيد من المشاكل في هذه المنطقة والعالم”.

ويحرص الأردنيون منذ بداية الحرب على التصعيد اللفظي تجاه إسرائيل، وهو ما يجد تجاوبا من حكومة بنيامين نتنياهو.

وأضاف الصفدي “إسرائيل تتحدى العالم وتنتهك القانون الدولي وترتكب جرائم حرب في حربها المستمرة على قطاع غزة المحاصر”، مؤكدا أن “هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها لأن إسرائيل تعرضت لهزيمة إستراتيجية”.

ونقلت قناة “المملكة” عن الصفدي قوله إنه “يمكن وصف الحرب في غزة بالمجهود الممنهج لإفراغ قطاع غزة من سكانه”، مشيرا إلى أن “سياسة الاحتلال الإسرائيلي تصر على المضي في إخراج أهل غزة من القطاع”.

ورفض متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأحد اتهام وزير الخارجية الأردني لإسرائيل ووصف الاتهام بأنه “سافر وكاذب”.

وأضاف “إسرائيل تقاتل للدفاع عن نفسها من الوحوش الذين ارتكبوا مذبحة السابع من أكتوبر، وهدف حملتنا هو تقديم هؤلاء الوحوش إلى العدالة والتأكد من أنهم لن يتمكنوا من إيذاء شعبنا مرة أخرى”.

1