إسرائيل في سباق مع الوقت لتحقيق أهداف بعيدة المنال في غزة

الضغوط الدولية تحاصر نتنياهو الذي ليس لديه هامش كبير من الوقت للاستمرار في العدوان الجاري منذ نحو شهرين.
الاثنين 2023/12/11
حرب بلا أهداف واضحة

تل أبيب - تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في سباق مع الوقت لتحقيق مكاسب تبدو صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة في حربها على قطاع غزة، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس. ورغم أن إسرائيل نجحت في التملص من مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لدواع إنسانية، بسبب الفيتو الأميركي، لكن محللين يرون أن الضغوط الدولية تشتد على حكومة بنيامين نتنياهو وأنه ليس لديه هامش كبير من الوقت للاستمرار في العدوان الجاري منذ نحو شهرين.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد الدعوات الدولية إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها لا تتسق مع دعم هدف الحرب المتمثل في القضاء على حركة حماس. وصرح نتنياهو في إفادة أمام حكومته بأنه أبلغ زعماء فرنسا وألمانيا ودول أخرى بأنه “لا يمكنكم دعم القضاء على حماس من ناحية ومن ناحية أخرى الضغط علينا لإنهاء الحرب وهو ما من شأنه الحيلولة دون القضاء على الحركة”.

وتخوض إسرائيل حربا غير مسبوقة على قطاع غزة المحاصر، منذ هجوم حماس على المستوطنات الجنوبية في السابع من أكتوبر الماضي، وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، ودمرت البنية التحتية للقطاع. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الهدف من الحرب على غزة هو القضاء على حركة حماس، لكن الكثير يتشككون في إمكانية أن تحقق إسرائيل هدفها المعلن، والذي يعتقد أن يخفي أيضا أهدافا خطيرة أخرى على أمن واستقرار المنطقة، كإجبار الغزيين على النزوح إلى مصر.

بنيامين نتنياهو: الضغوط لإنهاء الحرب لا تتسق مع هدف القضاء على حماس
بنيامين نتنياهو: الضغوط لإنهاء الحرب لا تتسق مع هدف القضاء على حماس

ويعتقد المحللون أن مسار الحرب الجارية لا يشي بأن إسرائيل قادرة عمليا على تحقيق أهدافها المعلنة أو الخفية، مشيرين إلى أنها تصطدم في ذلك بعامل الوقت الذي لا يصب في صالحها، وبتلاشي الدعم الدولي، فضلا عن المقاومة الشديدة التي تلقاها من حماس وباقي الفصائل الفلسطينية.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، الأحد، إن جيشهم “يدرك أن تدمير حماس في قطاع غزة لن يتم خلال أشهر قليلة، نظرا لاستعداداتها على مدى الأعوام الماضية”، مشددا على أن الجيش “مندهش” من قوة وتسليح الحركة. وتحدث زيتون، في تحليل نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، عن مهلة ضمنية أميركية لإسرائيل كي تنهي الحرب “في نهاية ديسمبر الجاري أو حتى نهاية يناير المقبل، إذا سارت الأمور على ما يرام، دون وقوع حدث صادم يوقف الزخم“.

وأوضح المحلل الإسرائيلي “على الأرض، يندهش الجيش كل يوم من مدى قوة حماس، هو جيش (…) حقيقي تم تأسيسه على بعد 50 دقيقة من تل أبيب على مدى السنوات الماضية“. وملقيا الضوء على قدرات حماس في مواجهة الجيش الإسرائيلي، قال زيتون إن “لديهم مئات الآلاف من الأسلحة، بينها قذائف آر.بي.جي بمختلف أنواعها والتي تعتبر سلاحهم الرئيس“.

وأردف “لديهم أيضا قاذفات الصواريخ المتقدمة، والطائرات بدون طيار المتفجرة، والطائرات بدون طيار الهجومية التي تم إنتاجها كنسخة من طائرة ‘سكاي ريدر’ بدون طيار التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي سقطت في قطاع غزة في العقد الماضي“. وقال زيتون إن “المعارك الضارية في بيت حانون، يمكن أن تشير إلى أن تطهير غزة من العدو سيستغرق أشهرا عديدة، وهذا ليس مكانا تتواجد فيه أقوى قوات حماس“.

وبشأن الشجاعية شرقي مدينة غزة، نقل زيتون عن ضابط كبير في لواء النخبة "غولاني"، قوله إن "حماس وضعت أقوى كتيبة لها هناك، المسلحون الذين ولدوا ونشأوا في الحي مرتبطون به ولن يهربوا (..) ومن الناحية العملية، سنحتاج إلى حوالي 6 أشهر لتطهير الشجاعية بالكامل". ونقلت إذاعة "كان ريش بيت"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، عن مسؤولين لم تسمّهم، قولهم إن الحرب على غزة بزخمها الحالي، ستستمر شهرين إضافيين.

واستبعد المسؤولون أن يكون هناك وقف لإطلاق النار خلال هذين الشهرين، بل عمليات محددة بمساعدة قوات تبقى في قطاع غزة. ونقلت صحيفة معاريف عن وزير الطاقة يسرائيل كاتس قوله إنه "لا حدود زمنية للعملية البرية ويجب أن نمنح الجيش الإسرائيلي الوقت الذي يحتاج إليه". وأضاف كاتس أن "العامل الذي يقرر هو الحاجة الإسرائيلية إلى إخضاع حماس".

2