شركات الطيران متفائلة بمستقبل السفر العالمي

الشركات تتوقع أن يتجاوز عدد المسافرين في العام المقبل المستويات التي تم تسجيلها قبل جائحة كورونا.
السبت 2023/12/09
تفاؤل بمستقبل السفر العالمي

جنيف - تتوقع شركات الطيران أن تسجل رقما قياسيا في أعداد المسافرين خلال العام المقبل رغم أن عودة الحرب في الشرق الأوسط شكلت صدمة كبيرة لأوساط قطاع السفر في العديد من البلدان، في ظل بروز آفاق غامضة لحركة النقل الجوي عالميا.

وذكر اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) في تقرير حديث نشره هذا الأسبوع أن الشركات متفائلة بأن يتجاوز عدد المسافرين في العام المقبل المستويات التي تم تسجيلها قبل جائحة كورونا مع تجاوز القطاع لأزمة الجائحة.

وقال في مراجعته التقليدية لاتجاهات القطاع مع اقتراب العام من نهايته إن "من المتوقع أن يسافر حوالي 4.7 مليار شخص في عام 2024، وهو رقم قياسي يتجاوز مستوى ما قبل الجائحة البالغ 4.5 مليار شخص والمسجل في 2019".

ورفع إياتا أيضا توقعاته للأرباح، مرجحا أن تحقق شركات الطيران صافي أرباح بقيمة 23.2 مليار دولار في العام الحالي، أي أكثر من ضعف توقعاته في يونيو الماضي والبالغة 9.8 مليار دولار.

وأشار إلى بيانات المسح الذي قام به، والتي تظهر أن ما يقرب من نصف عادات السفر لدى الناس عادت إلى مستويات ما قبل الجائحة. وأفاد ثلث المستطلعة آراؤهم بأنهم يسافرون أكثر، بينما قال 18 في المئة فقط إنهم مازالوا يسافرون أقل.

وكذلك رفع إياتا توقعاته لأرباح القطاع بشكل كبير. وقال "كان التحسن مدفوعا كلّه بقطاع الركاب الذي شهد زيادة قدرها 96 مليار دولار في الإيرادات مقارنة بالتوقعات السابقة وصولا إلى 642 مليار دولار".

♦ 4.7 مليار مسافر يتوقع نقلهم جوا في 2024، وهو أعلى من مستويات ما قبل الجائحة
♦ 4.7 مليار مسافر يتوقع نقلهم جوا في 2024، وهو أعلى من مستويات ما قبل الجائحة

ومن المتوقع أن تصل إيرادات الشحن إلى 134.7 مليار دولار، أي بانخفاض عن نحو 142.3 مليار دولار التي كانت متوقعة في يونيو. ولم يكشف الاتحاد عن إحصائيات دقيقة عن تأثيرات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي اندلعت قبل شهرين والتداعيات التي ستترتب عليها في المستقبل.

وتراجع الطلب العالمي على السفر منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في مطلع أكتوبر الماضي، ونفذت إسرائيل بعد ذلك ضربات جوية وعمليات برية على غزة.

وانخفضت حجوزات الطيران الدولية من الأميركتين بنحو 10 في المئة في الأسابيع الثلاثة التي تلت السابع من أكتوبر 2023 مقارنة بعدد التذاكر الصادرة قبل ثلاثة أسابيع من الهجوم، وفقا لبيانات تذاكر الطيران من فوروارد كيز.

كما تقهقرت حركة السفر في الشرق الأوسط مع انخفاض تذاكر الطيران الدولية الصادرة في المنطقة بنسبة تسعة في المئة في الفترة نفسها قبل عام. وتشير الأرقام أيضا إلى انخفاض حجوزات الطيران الدولية للسفر إلى المنطقة بنسبة 26 في المئة في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت الهجوم.

وانخفضت حجوزات الطيران الدولية بنسبة خمسة في المئة عبر المناطق، مما أثر على تعافي حركة السفر عالميا بعد الجائحة.

ورغم تراجع أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا وعدم توسع الصراع إلى المناطق الرئيسية المنتجة للنفط، مازالت شركات الطيران تتوقع خطر ارتفاع سعر هذه السلعة التي عادة ما تمثل أكبر نفقاتها.

وتقوم شركات الطيران عموما بالتحوط من زيادة قيمة فواتير الوقود الخاصة بها من خلال مجموعة متنوعة من أدوات المشتقات، بما في ذلك عقود الخيارات والمقايضات.

ولا تخلو هذه الإستراتيجية من المخاطر، فخلال الجائحة خسرت شركات مليارات الدولارات بسبب هذه الممارسة، إذ أدى تدهور السفر العالمي إلى تكبدها خسائر ضخمة من مراكز المشتقات التي اتخذتها، ولم تستطع تعويض فواتير الوقود مع توقف الرحلات الجوية.

وتسببت الخسائر التي تكبدتها الكثير من شركات الطيران، وخاصة الأوروبية، في بطء عودتها إلى السوق ودفعتها إلى تقليص مراكز التحوط الخاصة بها. وحتى قبل أزمة الجائحة أدت الخسائر إلى تخلي البعض من الشركات في الولايات المتحدة عن هذه الممارسة.

◙ جميع الرحلات متوفرة
◙ جميع الرحلات متوفرة

11