عروض من خمسة بلدان عربية في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

الشارقة- تنطلق فعاليات الدورة السابعة لـ”مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي” في الثامن من ديسمبر الجاري، بمشاركة خمسة عروض من الإمارات ومصر والأردن وسوريا وموريتانيا.
أعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته مؤخرا إدارة المسرح بدائرة الثقافة في قصر الثقافة تحدث خلاله صالح الطنيجي رئيس اللجنة الإعلامية ومريم المعيني المنسقة العامة للمهرجان وسارة محكوم رئيسة لجنة الإشراف.
وتحتفي عروض المهرجان بالحكايات والسير والأشعار التي أبدعتها المجتمعات الصحراوية العربية، وتقدمها في قوالب فنية تتداخل فيها الأنماط الأدائية الحديثة والشعبية.
وصمم فضاء المهرجان في هيئة قرية صحراوية، في مساحة ممتدة بمنطقة الكهيف، وأعدت منصة العروض في موقع تحيطه الكثبان والوديان والخيام، وجهزت بكافة المستلزمات الصوتية والضوئية.
ويشاهد الجمهور في الليلة الافتتاحية العرض الإماراتي “الناموس” تأليف سلطان النيادي، وإخراج محمد العامري، وتقدمه فرقة مسرح الشارقة الوطني، وبمشاركة نخبة من أبرز فناني المسرح في الإمارات. وفي الليلة الثانية يقدم العرض الموريتاني “ملحمة أولاد العالية” تأليف وإخراج سلي عبدالفتاح، وقد أشرف على إعداده المخرج التونسي حافظ خليفة، وتجسده فرقة إيحاء للفنون الركحية.
ويجيء العرض الأردني في الليلة الثالثة وهو بعنوان “منيفة” تأليف أحمد الطراونة ومن إخراج فراس المصري، وتجسده فرقة المسرح الحر. أما في الليلة الرابعة فيكون الجمهور على موعد مع العرض السوري “الذيب” تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، وتقدمه فرقة تجمع أشجار للمسرح الحر.
ويختتم برنامج عروض المهرجان في الثاني عشر من ديسمبر الجاري بالعرض المصري “الخروج إلى النهار.. ترنيمة الصحراء” من إعداد وإخراج انتصار عبدالفتاح، وتقدمه فرقة المسرح الصوتي.
وفي تصريح سابق حول الحدث قال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة إن المهرجان “يرتكز على المرجعية الثقافية العربية واستعادة لما تكتنزه من أنماط حكائية وأدائية ثرية، ويسلط الضوء على ما تضمنه من قيم وتقاليد وأعراف النبل والأصالة، وذلك عبر الاشتغال المسرحي البنّاء والرشيد، ومن خلال الوسائل والأدوات المبتكرة، التي تعمق من وقع جمالياتها ودلالاتها وتحببها لجمهور اليوم وتضمن لها مكانها ومكانتها في فرجات عصرنا”.
وبيّن بورحيمة أن فكرة المهرجان “وجدت ترحيبا واسعاً من قبل الفاعلين المسرحيين في كل مكان، وخاصة المتطلعين منهم إلى استكشاف إمكانيات وتحديات جديدة تثري الممارسة المسرحية المعاصرة”.
والمهرجان الذي ينظم على مدار أربع ليال ما هو إلا مناسبة أخرى تتبناها الشارقة، وتجمع عبرها أهل المسرح من الأقطار العربية، للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في تطوير وتحفيز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية، ويرفدها بالمغايرة والاختلاف، ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة.
وترتكز فكرة التظاهرة، التي تمزج الفني والاجتماعي والفلكلوري، على احتفاء وإيمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما ألهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرسامين، بفضائها الواسع، وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.
وتتمحور عروض المهرجان في بنيتها على الحكاية والشعر والأداء، وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة طولا وعرضا في المشرق والمغرب من جغرافية الوطن العربي.
وعلاوة على العروض ينظم المهرجان مسامرات نقدية يومية تسلط الضوء على الجوانب الفنية للعروض المشاركة وتناقش موضوعاتها وتقنياتها.
ويشمل البرنامج المصاحب لليالي المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات، لتبادل المعارف والرؤى ومد جسور التواصل والتفاعل بين المشاركين والضيوف، حيث تنظم مسامرة فكرية تحت عنوان “تحديات الأداء التمثيلي في المسرح الصحراوي”، بمشاركة الفنان عبدالله راشد (الإمارات)، والأكاديميين عصام عبدالعزيز ومحمد أمين عبدالصمد من مصر، ورشيد بناني وعبدالمجيد أهرى من لبنان، والجزائرية طامر أنوال والباحث كريم رشيد من السويد.
وستتطرق المداخلات إلى التحديات التي يفرضها الفضاء الواسع والمفتوح لعروض المسرح الصحراوي، على آليات اشتغال الممثل، وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر في حضوره وإيقاعه، وكيف يمكن أن يتكيف معها أو يغالبها.