"عدد الضحايا ثمن مستحق".. جدل واسع لمقارنة حماس ما يجري في غزة بالثورة الجزائرية

رفض جزائري لتذرع حماس بثورة المليون شهيد في مواجهة الانتقادات.
الثلاثاء 2023/12/05
قتل عبثي

وجد أعضاء حماس في الثورة الجزائرية المعروفة بثورة المليون شهيد حجة لتبرير الخسائر الهائلة في غزة بسبب عملية طوفان الأقصى، معتبرين أن مقتل الآلاف من الضحايا يأتي في سبيل نصرة القضية.

الجزائر - دخل ناشطون جزائريون في سجال مع فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن المقارنة بين الثورة الجزائرية وعملية طوفان الأقصى التي بدأتها حركة حماس في أكتوبر الماضي بالهجوم على إسرائيل، وتستمر تداعياتها اليوم بمقتل الآلاف من الفلسطينيين في غزة مع تواصل القصف.

وثار الجدل حول أعداد الضحايا المرتفعة لاسيما أن الحركة الفلسطينية تواجه انتقادات واسعة بشأن مسؤوليتها عن العملية التي تتسبب اليوم بحرب مدمرة على غزة يدفع ثمنها المدنيون الذين لم يتخذوا قرار الحرب.

من بين الفلسطينيين أنفسهم كان هناك من رفض المقارنة أو القول بأن المقاومة في غزة تسير على نهج ثورة الجزائر

وخرجت العديد من الأصوات داخل حركة حماس للقول إن معركة طوفان الأقصى تسير على خطى ثورة التحرير الجزائرية، بكل ثبات ويقين وإصرار، بما يسجله أهل قطاع غزّة من صمود وتضحية وثبات على الأرض ورفض التهجير، وبما تقوم به كتائب القسّام والمقاومة الفلسطينية من التصدّي للجيش الإسرائيلي والرّد على جرائمه ضد المدنيين العزّل من الأطفال والنساء.

ويعتبر هؤلاء أن مقتل الآلاف من الفلسطينيين في هذه الحرب يأتي ضمن الخسائر الإنسانية لنصرة القضية.

ووفق مصادر طبية تابعة لحركة حماس الحاكمة في غزة، فإن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 15523 شخصا وأكثر من 41316 مصابا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

لكن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من الجزائر رفضوا الطرح وتشبيه ما يجري في غزة بما جرى في الجزائر في نوفمبر من عام 1954، ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية، وأعرب أحد الناشطين عن استغرابه من المقارنة قائلا:

saadaouisofi@

وجاء في تعليق:

moslimsword@

الثورة الجزائرية لم تكن فيها أحزاب ولا جماعات ومن يقارن الثورة الجزائرية بحماس الشيعية فهذا تدليس. الجزائر لم تعط 2 مليون قتيل! بل ضحت بأكثر من 5 ملايين نحسبهم عند الله من الشهداء. مليون ونصف، هذا في سبع سنوات فقط، ولكن قبلها كانت تقوم مقاومات شعبية يقتل فيها الآلاف من الطرفين.

وذهب موالون لحماس في ردهم على الانتقادات المتواصلة الموجهة إليهم من الناشطين العرب والفلسطينيين، إلى مقارنة الحركة مع الثوار الجزائريين، قائلين إن المحتلين دأبوا عبر التاريخ على وصف المقاومة وحركات التحرّر الوطني بالإرهاب، كما كان مع مقاومي جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم، حيث سارع الاحتلال وداعموه من الولايات المتحدة الأميركية والغرب المنحاز لهذا الاحتلال بوصف حركة “حماس” بالإرهاب. واعتبروا أن هذه الصفة لا تليق إلاّ بالاحتلال الصهيوني، ولم ولن يفلح بتشويه حقّ المقاومة الشرعي المستند إلى كل المواثيق والأعراف الدولية، في النضال من أجل الحرية وتقرير المصير.

غير أن هذا الطرح لم يعجب البعض أيضا، وقال حساب جزائري:

Oran31_Bethioua@

وحتى من بين الفلسطينيين أنفسهم كان هناك من رفض المقارنة أو القول بأن المقاومة في غزة تسير على نهج ثورة الجزائر.

وجاء في تعليق:

sultan2277@

قالوا: الثورة الجزائرية أعطت مليوني قتيل.

ونقول: ومن قال لكم إن الثورة الجزائرية هي منهاجنا وقدوتنا في مثل هذه المسائل العظيمة؟ قدوتنا في النوازل المدلهمة أقوال محمد وأفعاله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه قال عليه الصلاة والسلام: من رغب عن سنتي فليس مني.

وأثارت هذه التدوينة غضب الكثير من الجزائريين الذين ردوا على هذا الرأي، وقال أحدهم:

AhmadDaoud14@

قرأت تغريدة لشخص اليوم يقول فيها إن #الثورة_الجزائرية ليست مرجعا يقاس به، تأملت حاله، شفقت عليه، تأسفت على ضحالته، ثم حمدت ربي أن عافاني مما ابتلى به كثيرا من خلقه!

وقال آخر:

SamiAtta@

ونقلت مواقع جزائرية مقالا لأحد أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يقارن فيه بين الثورة الجزائرية وعملية طوفان الأقصى، قائلا إنه كما كانت ثورة الأول من نوفمبر محطة لتحرير الجزائر واستقلالها، مؤمنون بأنّ طوفان الأقصى سيكون معبرا لتحرير فلسطين وإقامة الدول الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

واعتبر أن “شعبنا الفلسطيني يستلهم من هذه الثورة الجزائرية المباركة، (1854 – 1962)، كل معاني الجهاد والمقاومة والتضحية والإصرار على تحقيق تطلعاته في الحريّة والاستقلال، وانتزاع الحقوق المشروعة، مهما بلغت التضحيات، فارتقاء الشهداء لن يزيدنا إلا المضي قدما في طريق المقاومة والنضال، ولن يفلح في كسر الإرادة وإخماد جذوة المقاومة”.

غير أن الواقع يخالف ما يقوله قادة حماس، فقد كشف استطلاع للرأي بشأن ثقة سكان قطاع غزة بحماس عن نتيجة صادمة، فقد أظهر أن الثلثين لا يثقون بحماس وأنهم يحمّلونها مع إسرائيل مسؤولية الحصار الذي يعيشون فيه.

ويأتي هذا الاستطلاع ليفتح باب التساؤلات حول علاقة حماس وذراعها العسكرية “كتائب القسام” بسكان غزة بعد الدمار الكبير الذي يعرفه القطاع بسبب قصف إسرائيلي غير مسبوق جاء كانتقام من هجوم حماس على غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي، دفع المدنيون فاتورته.

وخلصت الباحثة الأميركية – الفلسطينية أماني جمال الأستاذة في جامعة برينستون، استنادا إلى استطلاع رأي أجري في الأراضي وأنجز قبل هجوم حركة حماس على إسرائيل بيوم، إلى أن الفلسطينيين يعزون معاناتهم إلى “الاحتلال” الإسرائيلي و”تسلط” الفصائل الفلسطينية في آن واحد.

5