دراسة الإعلام ممنوعة على الإناث في إدلب

كلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة إدلب تعد الكلية الوحيدة "الحكومية" التي تدرس الصحافة والإعلام في مناطق "تحرير الشام".
الثلاثاء 2023/12/05
للذكور فقط

إدلب (سوريا) - أثار تخصيص دراسة الإعلام في جامعة إدلب للذكور فقط جدلا واسعا بين الطالبات. واعتبر مراقبون أن الأمر يدل على “كراهية النساء” و”استغلال تدريس الإعلام كأداة أيديولوجية بحتة، خصوصاً أن عملية قبول الطلاب غامضة”.

وافتتح الشهر الماضي المبنى الجديد الخاص بكلية للإعلام تابعة لجامعة إدلب، وحضرت حفل الافتتاح شخصيات إسلامية. ومن بين من ألقوا كلمات خلال الافتتاح مدير مكتب “الجزيرة” السابق أحمد زيدان، والدكتور جاسم سلطان، والشيخ الحسن الكتاني، والدكتور مثنى الضاري.

وحظي افتتاح الكلية التي تتخصص في الإعلام والعلوم السياسية بتغطية إعلامية موسعة في المنصات التابعة لـ”حكومة الإنقاذ” الذراع الإدارية لـ”هيئة تحرير الشام” الحاكمة، إضافة إلى المنصات المقربة من الهيئة.

وقالت منصة “سوريا على طول” إنه بعد إتاحة الفرصة لنحو 25 طالبة عام 2017 تخرّجت منهنّ 15 طالبة، اقتصر التعليم في المعهد على الذكور عام 2018 بقرار من الجامعة دون توضيح الأسباب، ولم تُقبل دفعات جديدة فيه لكلا الجنسين، ليتم إغلاقه عام 2021 بعد تخريج الطلاب الملتحقين به في السنوات السابقة.

الطالبات محرومات من التخصص الذي يستوعب 40 إلى 50 طالبا سنوياً بكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة إدلب

وتعد كلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة إدلب الكلية الوحيدة “الحكومية” التي تدرس الصحافة والإعلام في مناطق “تحرير الشام”.

وحُرمت الطالبات من التخصص الذي يستوعب 40 إلى 50 طالبا سنوياً.

وقال علاء رجب تباب مؤسس كلية الإعلام في جامعة حلب الحرة التابعة للحكومة المؤقتة في ريف حلب الشمالي الواقع تحت سيطرة “الجيش الوطني” (المعارض) المدعوم من تركيا، وهي جامعة تستقبل الذكور والإناث في التخصص على عكس إدلب، إن “تأخير انضمام الفتيات إلى كلية الإعلام قرار غير موفق ويحتاج إلى إعادة نظر”.

ونظرياً، تعد كلية الإعلام بجامعة حلب خياراً بديلاً عن جامعة إدلب، خاصة للطالبات اللاتي حرمن من دراسة التخصص في إدلب، إلا أن “المصاريف العالية للتنقل بين إدلب وإعزاز” حرمت ياسمين عرموش من دراسة تخصص الإعلام، كما قالت لـ”سوريا على طول”.

وفي ظل حرمانهنّ من التعليم الأكاديمي، تشهد البرامج التدريبية الصحفية إقبالاً ملحوظاً من الإناث في شمال غرب سوريا، كما أوضحت رولا عبدالرزاق مديرة مشروع تدريب وتمكين النساء في الصحافة المرئية بمنظمة “عدل وتمكين” التي تشرف حالياً على تدريب 50 صحافية نصفهن في المستوى المبتدئ، والنصف الآخر في المستوى المتقدم.

وأوضحت عبدالرزاق أن المنظمة أشرفت على تدريب 75 متدربة في مشروع سابق خلال عامي 2021 و2022.

وتسهم التدريبات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني في “صقل مهارات المشاركات الإعلامية، لكنها لا تغني عن التعليم الجامعي”، وفقاً لعبدالرزاق، لأن التدريب لا يمكن الاستناد عليه في حال رغبت المشاركة في متابعة دراستها أو البحث عن عمل.

إضافة إلى ذلك، لا توجد حلول جذرية للمنظمات في ظل وجود سلطات الأمر الواقع “لأننا لا نستطيع التأثير عليهم”، وفقاً للمى راجح.

5