جهود لتمديد الهدنة في غزة مع دخول يومها الأخير

حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية توافق على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام.
الاثنين 2023/11/27
ملف الرهائن ورقة ضغط بيد الفصائل

غزة - يشهد قطاع غزة اليوم الاثنين اخر أيام الهدنة الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس وسط جهود لتمديدها حيث قالت حماس في بيان ليل الأحد الاثنين إنها تسعى إلى "تمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأيام الأربعة" بهدف "زيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين" كما ورد في اتفاق الهدنة.
وقال مصدر قريب من حماس الأحد إن الحركة "أبلغت الوسطاء موافقة فصائل المقاومة على تمديد الهدنة الحالية ما بين يومين إلى أربعة أيام".

وأعلنت إسرائيل، الاثنين، أنها تفحص قائمة تسلمتها ليلا بأسماء الدفعة الرابعة من أسراها الذين تعتزم حركة "حماس" إطلاق سراحهم اليوم في إطار صفقة التبادل.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان "تجرى مباحثات حول قائمة تم استلامها خلال ساعات الليل ويتم فحصها الآن في إسرائيل" مضيفا"سننشر معلومات أخرى حين يكون ذلك ممكنًا".
وقال مدير الإعلام بالجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، وائل أبومحسن الاثنين إن 150 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت قطاع غزة الأحد.
وأوضح أنه "أمس الأحد دخل قطاع غزة 150 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية للقطاع، بينها 4 شاحنات تحمل غازا للطهي، و3 تحمل وقودا" مضيفا "من المقرر استمرار دخول مساعدات إنسانية أخرى خلال الساعات القادمة"، دون تحديد عددها.
وتم الاتفاق بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر ودخل حيز التنفيذ الجمعة ونص على هدنة من أربعة أيام يفرج خلالها عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرا فلسطينيا وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
ومنذ الجمعة، أطلِق سراح 39 رهينة بموجب الاتفاق إضافة إلى 24 رهينة من خارج الاتفاق معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل - فضلا عن 117 أسيرا فلسطينيا.
ويمكن تمديد الهدنة شرط إفراج الحركة الفلسطينية عن عشر رهائن إضافيين كل يوم، في مقابل إطلاق سراح مزيد من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الاثنين إن هناك مساعي قطرية ومصرية وأميركية وأوروبية وإسبانية لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت في غزة.
وبعد دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار لتجنب زيادة عدد القتلى في صفوف المدنيين، قال المالكي إن الهدنة الحالية قد تُمدد ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام لكنه أضاف أن لا أحد يعرف إلى متى.
وأدلى المسؤول الفلسطيني بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال منتدى الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة.

ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إلى تمديد الهدنة حتى تصبح دائمة وتسمح بالتقدّم نحو حلّ سياسي للنزاع.
وشدد بوريل لدى افتتاح اجتماع لمنتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة على أنه "يجب تمديد" هذه الهدنة التي وصفها بأنها "خطوة أولى مهمة"، وتحويلها إلى هدنة "دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي".
وأضاف "حل سياسي يمكننا من كسر دوامة العنف نهائيا"، مشيراً إلى أنّه "لن يكون هناك سلام أو أمن لإسرائيل من دون دولة فلسطينية".
وتابع "لا شيء يمكن أن يبرّر وحشية حماس العمياء التي أطلقتها ضدّ المدنيين. ولكن فظاعة لا يمكن أن تبرّر فظاعة أخرى"، في إشارة إلى أعمال الجيش الإسرائيلي الانتقامية و"معاناة المدنيين في غزة".

ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو ينس ستولتنبرغ الاثنين إلى تمديد الهدنة الإنسانية بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة وذلك عشية انطلاق اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل يومي 28 و29 نوفمبر الحالي.
وأشار إلى أن الاتفاق بين حماس وإسرائيل مكّن من إطلاق سراح الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال "أدعو إلى تمديد الهدنة وهذا سيضمن وصول المساعدات التي يحتاجها الناس في غزة بشدة وإطلاق سراح مزيد من الرهائن" مشددا على أن هناك حاجة إلى حل سياسي دائم لأزمة الشرق الأوسط.
في سياق متصل بالمنطقة، أشار ستولتنبرغ إلى انتشار قوات لحلف الناتو والولايات المتحدة في كل من العراق وسوريا.
وأضاف "شهدنا هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على مواقع أمريكية في العراق وسوريا، وهجمات على السفن التجارية. ويؤكد هذا الوضع أن هناك خطر تصعيد التوتر، ويجب على إيران أن تضبط أولئك الذين يعملون من أجل مصالحها".
من بين المفرج عنهم الأحد الطفلة أبيغايل التي تحمل الجنسية الأميركية وهي في عامها الرابع وقد تيتمت خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن والدة أبيغايل قُتلت على مرأى منها وإن والدها حاول حمايتها قبل أن يُقتل بدوره. من ثم فرّت الطفلة إلى منزل عائلة مجاورة لكنها أخِذت رهينة.
استنادا إلى الجيش الإسرائيلي، كانت الطفلة في الثالثة عندما خطِفت وبلغت عامها الرابع خلال احتجازها لدى حماس.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الطفلة "عانت صدمة رهيبة"، معبرا على غرار فرنسا عن رغبته في تمديد الهدنة.
وقال نتانياهو الذي تحدث مع بايدن إن أبيغايل "لم يعد لديها أهل لكنّ لديها بلدا كاملا يحتضنها. سنعتني بها جيدا".
وأضاف أن ثمة ترتيبات "للإفراج عن عشرة رهائن آخرين كل يوم، وهذه نعمة. لكني أخبرت الرئيس أيضا أننا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه" في السابق.
ومن المقرر أن يطلب نتانياهو من الحكومة الاثنين ميزانية "حرب" بقيمة 30 مليار شيكل (7.3 مليارات يورو) وهو كان دعا الأحد من غزة إلى تحقيق "النصر" وذلك خلال أول زيارة للقطاع يجريها رئيس حكومة إسرائيلي منذ الانسحاب الإسرائيلي منه عام 2005.
وفي الضفة الغربية المحتلة، نقلت حافلات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر الأسرى المحررين إلى رام الله وبيتونيا، واستقبلتهم حشود كانت تلوح بأعلام فلسطين وحماس وسواها من الفصائل.
وفي بيتونيا قال الشاب يزن صباح الذي أطلق سراحه في إطار الهدنة إنه يشعر بسعادة وارتباك في آن، مضيفا "أنا حزين على شهدائنا وسعيد للانتصار الذي حققته مقاومتنا".
وتسبب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر بمقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. واقتادت حماس خلال هجومها 240 رهينة نقلوا إلى غزة حسب الجيش الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة ترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، ما تسبّب بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.
وإذا كانت الهدنة قد أتاحت فترة هدوء وجيزة لسكان غزة، فإن الوضع الإنساني في القطاع يبقى "خطيرا" والاحتياجات "غير مسبوقة"، حسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ومنذ الجمعة، تمكنت 248 شاحنة محملة مساعدات من دخول القطاع، حسب الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبوحسنة "علينا إرسال 200 شاحنة يوميا لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات"، مضيفا أنه "لا يوجد مياه شرب ولا طعام" في بعض المناطق.
وفي خان يونس (جنوب) قال الفلسطيني بلال دياب "يتحدثون عن إحضار مساعدات ووقود لكني في محطة الوقود منذ تسع ساعات وما زالت مغلقة".
كان الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر الثلث الشمالي من قطاع غزة منطقة حرب، قد أمر السكان بالمغادرة ومنع أي شخص من العودة خلال الهدنة.
ورغم هذا التحذير استغل آلاف النازحين من سكان غزة الهدنة لمحاولة العودة إلى ديارهم في الشمال.
وفي مدينة غزة التي تحولت إلى ساحة من الخراب سار سكان الأحد وسط الغبار بين أكوام من الأنقاض والمباني المدمرة وفق ما أظهرت صور.
وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع بسبب الحرب، وفق الأمم المتحدة، فيما نزح 1.7 مليون من أصل 2.4 مليون نسمة.

واشتكت بلدية مدينة غزة، الاثنين، من نقص حاد في السلع الأساسية، مؤكدة "استمرار وجود القوات الإسرائيلية بعدة مناطق بالمدينة، وتمنع المواطنين من العودة لمنازلهم".
وقال متحدث البلدية غزة حسني مهنا إن "القوات الإسرائيلية ما زالت موجودة بعدة مناطق بمدينة غزة، وتمنع المواطنين من العودة لمنازلهم". موضا أن أسواق المدينة "تعاني من نقص حاد في السلع ومحدودية الحركة، بسبب تدمير القوات الإسرائيلية معظم الأسواق"
وأضاف أن هناك "35 ألف طن من النفايات الصلبة تتكدس بالمدينة، تمنع القوات الإسرائيلية نقلها إلى المكب الرئيسي شرق بلدة جحر الديك" جنوب شرق المدينة.
وفرضت إسرائيل على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، "حصارا كاملا" منذ التاسع من أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
وفي مستشفيات جنوب قطاع غزة، تُواصل قوافل من سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال.
وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة في وقت سابق أنه "لا توجد سعة فيها لاستيعاب من يتم نقلهم إليها" مضيفا أنها تفتقد "لأي مقومات صحية لاستقبال المصابين".