إعلامية لبنانية تقاضي "بي.بي.سي" بعد فصلها بسبب تغريدة

لندن - أعلنت الإعلامية اللبنانية ندى عبدالصمد أنها رفعت قضية على قناة “بي.بي.سي” بتهمة الإساءة والضرر بسمعتها، بعد انتهاء الأزمة بين القناة وستة موظفين على خلفية تغريدات بشأن عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي.
وقالت عبدالصمد في تغريدة على منصة إكس “أشكر كل من تضامن معي بعد الأخبار الكثيرة التي تناولت علاقتي بـ’بي بي سي’ التي عملت فيها لـ27 عاما. سأنشر الوقائع كاملة ولكن الآن يمكنني القول إني ادعيت على بي بي سي للإساءة المهنية بحقي والضرر الذي لحق بسمعتي وعدم اهتمامها بحمايتي من خلال السماح لـ’ذا تليغراف’ بنشر صورتي واسمي”.
وكانت “بي.بي.سي” علقت عمل خمسة موظفين في مكتبي بيروت والقاهرة، بينهم مديرة البرامج اللبنانية ندى عبدالصمد، ومراسلة الشؤون الدينية اللبنانية سناء الخوري، بتهمة تفاعلهم مع “تغريدات ومنشورات بدا كأنها تحتفي بالهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي”.
ونشرت صحيفة “ذا تليغراف” في 14 أكتوبر الماضي تقريراً قالت فيه إن “صحافيين في الخدمة العربية نشروا تعليقات تشبّه مقاتلي حركة حماس، بالمقاتلين في سبيل الحرية، بالإضافة إلى وصف الجريمة المروعة التي وقعت في 7 أكتوبر بـ(صباح الأمل)”، كما نشرت صور الصحافيين، في خطوة تشهيرية وتحريضية مباشرة.
وسمحت الهيئة البريطانية لخمسة موظفين باستئناف العمل دون الإعلان عن طريقة انتهاء الأزمة معهم، بينما بقيت عبدالصمد طوال تلك الفترة صامتة قبل أن تعلن السبت موقفها.
وكانت عبدالصمد اكتفت قبل أيام بالتدوين على حسابها معتذرة من كل من يحاول الاستيضاح منها عن علاقتها بـ”بي بي سي”، وكتبت “أعتذر سلفاً من كل من يحاول الاتصال بي لاستيضاح موقفي من الأخبار التي تناولتها العديد من وسائل الإعلام والتواصل بشأن علاقتي مع ‘بي.بي.سي’ التي أعمل فيها بصورة متواصلة منذ 27 سنة”.
"بي.بي.سي" أعادت إلى العمل خمسة موظفين بعد توقيفهم لتفاعلهم مع تغريدات ومنشورات بدا كأنها تحتفي بهجوم حماس
وأعرب العديد من السياسيين عن تضامنهم مع عبدالصمد وشجبهم لفصلها في وقت سابق، حيث كتب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة على إكس “التضامن مع ندى عبدالصمد التي فصلت من العمل وهي التي كانت مراسلة لإذاعة ‘بي بي سي’ العربية 27 عاماً لأنها وصفت حماس بالمقاومة، ولا عجب من بريطانيا التي باعت فلسطين للإسرائيليين عبر وعد بلفور”.
بدوره، قال رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان “قتل الإعلاميين واستهدافهم المتكرر من قبل العدو، وطردهم أو توقيفهم عن العمل والحد من حريتهم من قبل الدول المتحضرة والعظمى، يثبت أنهم وجهان لعملة واحدة. فحين تقوم وسيلة إعلامية عالمية مثل ‘بي بي سي’ بتوقيف الإعلامية ندى عبدالصمد عن العمل بعد قرابة 3 عقود من التزامها وتفانيها في عملها الإعلامي فيها، يمكن التأكد من سياسة الدكتاتورية والهيمنة والكذب التي تمارسها هذه الدول وإعلامها ومنصاتها على التواصل الاجتماعي”، وأضاف “كل التضامن مع الإعلامية عبدالصمد”.
وأعرب وزير الثقافة محمد وسام المرتضى عن تقديره واحترامه لعبدالصمد، وقال “إعلامية وصفت المقاومة بأنها مقاومة، فعمدت ‘بي بي سي’، ‘منارة الرأي الحر’ من غير شر إلى فصلها من العمل”، وأضاف “شريفة تنطق بالحق في وجه مجتمع دولي منافق قاتل وظلامي، شريفة تدفع ضريبة انسجامها مع شرفها المهني وضميرها الإنساني لها منا كل الاحترام والتقدير”.