إسرائيل تستفز حزب الله باستهداف صحافيي "الميادين"

مقتل مراسلة الميادين فرح عمر والمصور ربيع معماري يثير موجة واسعة من الإدانة في لبنان والمنطقة.
الخميس 2023/11/23
استهداف إسرائيلي متواصل للصحافيين في جنوب لبنان

بيروت - قال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية زياد مكاري إن إسرائيل تضرب بالمواثيق الدولية عرض الحائط، معتبرا أن ممارساتها تفتح الأبواب لما وصفه بـ”شريعة الغاب”.

وأضاف مكاري -في تعليق له على استهداف إسرائيل الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان- أن العدوان الإسرائيلي يرى في كل ما هو أمامه فريسة، ولا يميز بين بشر وحجر.

وقد قُتل صحفيان يعملان في قناة “الميادين” (مقرها بيروت) خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت جنوب لبنان، في أحدث أعمال العنف ضد العاملين في الصحافة بالمنطقة مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقالت القناة إن مراسلتها فرح عمر والمصور ربيع معماري قتلا عندما قصفت غارة جوية طاقما صحفيا في منطقة طير حرفا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وهناك لتغطية أعمال العنف المستمرة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية على طول الحدود.

غسان بن جدو: إسرائيل لن تنجح في إسكات عملنا الصحفي وتغطيتنا لجرائمها
غسان بن جدو: إسرائيل لن تنجح في إسكات عملنا الصحفي وتغطيتنا لجرائمها

واتهم مدير القناة غسان بن جدو في حديث تلفزيوني إسرائيل باستهداف الصحافيين بشكل مباشر ومتعمد، قائلا إن إسرائيل لن تنجح في إسكات عملهم الصحفي وتغطيتهم لـ”جرائمها التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية وفلسطين ولبنان”.

وأثارت عملية القتل الأخيرة موجة واسعة من الإدانة في لبنان والمنطقة.

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بشدة مقتل الصحافيين واتهم إسرائيل بمحاولة إسكات وسائل الإعلام.

كما اتهم اتحاد الصحافيين العرب (مقره في القاهرة) إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الصحافيين بسبب كشف الحقيقة. ودعا الاتحاد في بيان له إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحافيين في المنطقة.

وفي الشهر الماضي قُتل مصور وكالة رويترز عصام عبدالله في غارة جوية إسرائيلية على قرية علما الشعب بجنوب لبنان، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

وأصيب مصور قناة الجزيرة بجروح طفيفة في غارة إسرائيلية بينما كان عشرات المراسلين من عدة وسائل إعلامية يغطون أعمال العنف في بلدة يارون الحدودية في منتصف نوفمبر الجاري.

وتوعد حزب الله بالرد على مقتل عمر ومعماري. وأدان المكتب الإعلامي للحركة في بيان له “الجريمة النكراء”، ودعا وسائل الإعلام الدولية والمنظمات الإنسانية إلى الضغط على إسرائيل لوقف “عدوانها على الصحافيين والمدنيين”.

وأدى التصعيد المستمر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 70 من مقاتلي حزب الله و13 مدنيا لبنانيا وسبعة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين إسرائيليين، وفقا لرويترز.

ويعد هذا الاستهداف الإسرائيلي الخامس لطواقم الصحافيين في جنوب لبنان، إذ استهدفت قوات الاحتلال بغارتين مباشرتين طواقم إعلامية، ما أسفر عن استشهاد مصور رويترز اللبناني عصام عبدالله في 12 أكتوبر الماضي، وإصابة 6 آخرين بجروح. ولاحقاً استهدفت صحافيين يتبعون قناة إيرانية بالرصاص، وأسفر الاستهداف عن استشهاد مدني كان برفقتهم. كما استهدفت قوات الاحتلال طاقم “المنار” في القطاع الغربي بالقذائف المدفعية، ثم استهدفت 30 صحافياً بصاروخَين موجهَين أثناء جولة إعلامية في يارون، وبعد ذلك استهدفت طاقم “الميادين”.

Thumbnail

وقناة “الميادين” قريبة سياسيا من حزب الله المدعوم من إيران. وفي الأسبوع الماضي منع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي القناة العربية من البث في إسرائيل و”حظر عملياتها في البلاد” بتهمة “الإضرار بأمن الدولة”.

القرار أُعلن عنه في بيان مشترك صدر عن وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارعي، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وحصلت الأناضول على نسخة منه.

وورد في القرار: “وفقا لأنظمة الطوارئ التي أقرتها الحكومة لمنع أي هيئة إذاعية أجنبية من المساس بأمن الدولة، وبعد الحصول على الآراء المؤيدة من كافة الأجهزة الأمنية وموافقة وزير الدفاع على وجود ضرر فعلي لأمن الدولة”.

ووفق الإعلان “بحسب أنظمة الطوارئ، يجوز لوزير الاتصالات بعد موافقة مجلس الوزراء أن يأمر بمرسوم بإغلاق المكاتب ومصادرة معدات البث ومنع استخدام البنى التحتية للاتصالات لهيئة البث بما يضر بأمن الدولة”.

ونقل التصريح عن الوزير كارعي قوله “إسرائيل في حالة حرب، على الأرض وفي الجو وفي البحر وفي الفضاء الإلكتروني وفي الطيف الكهرومغناطيسي وفي الوعي”.

وأضاف “هذه القنوات تتعاطف مع العدو، بينما تضرّ بأمن الدولة وسيتم حظرها، إن ما تبثه قناة ‘الميادين’ وتقاريرها يخدم التنظيمات الإرهابية الخسيسة، وقد حان الوقت لمحاسبتها”.

Thumbnail

أما غالانت فقال، بحسب البيان، إن “إسرائيل لن تسمح بالدعاية الخطيرة لمحطة ‘الميادين’ التي تحاول خلال الحرب الإضرار بمصالحنا الأمنية وخدمة أهداف العدو”.

وأضاف أن “الإجراءات التي يتم اتخاذها ضد شبكة ‘الميادين’ الإعلامية التي أصبحت عمليًّا المحرّض لصالح منظمة حزب الله وزعيمها (حسن نصرالله)، هي التصرف الصحيح أمام داعمي الإرهاب الذين يتظاهرون بأنهم صحافيون، في حين أن هدفهم شيء واحد: الإضرار بأمن دولة إسرائيل ومواطنيها”.

وهذا هو القرار الإسرائيلي الأول الذي يقضي بمنع بث قناة عربية من إسرائيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وكانت الحكومة الإسرائيلية أقرت الشهر الماضي تشريعات مؤقتة تسمح لوزير الاتصالات الإسرائيلي بمنع بث وسائل إعلام أجنبية من إسرائيل بدعوى “المس بالأمن الإسرائيلي”.

وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة “الميادين” نقل مراسل القناة قبل أيام “تسريبات تتحدّث عن نيّة إسرائيل اقتحام مقار الشبكة، ومصادرة كل معدّاتها واعتقال موظفيها للتحقيق معهم”.

وتضيف القناة على موقعها أيضا أنه “قبل أيام، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ جميع الجهات الأمنية، بما فيها الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي، قدّمت توصية بإيقاف بث قناة الميادين” داخل إسرائيل.

من جانب آخر أعلنت لجنة حماية الصحافيين ارتفاع حصيلة الصحافيين القتلى في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس، بعدما سجلت قتلى ومصابين ومفقودين في صفوف الصحافيين والإعلاميين في الحرب.

Thumbnail

وقالت اللجنة في تقرير إن هجوم حماس على إسرائيل ورد الأخيرة عليه أديا إلى أكثر الشهور دموية بالنسبة إلى الصحافيين منذ أن بدأت لجنة حماية الصحافيين بجمع البيانات في عام 1992.

وأظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها لجنة حماية الصحافيين أن ما لا يقل عن 50 صحافيا وعاملا إعلاميا كانوا من بين أكثر من 13 ألف قتيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

وقال الجيش الإسرائيلي لرويترز وفرانس برس إنه لا يستطيع ضمان سلامة صحافييهما العاملين في قطاع غزة، بعد أن سعوا للحصول على تأكيدات بأن صحفاييهما لن يُستهدفوا بالغارات الإسرائيلية، حسب ما ذكرته رويترز في 27 أكتوبر الماضي.

وأشارت اللجنة إلى أن الصحافيين في النزاع الحالي شهدوا وقائع عدة بالاعتداءات والتهديدات والهجمات الإلكترونية والرقابة ومقتل أفراد عائلاتهم.

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين، “تشدد لجنة حماية الصحافيين على أن الصحافيين مدنيون يقومون بعمل مهم في أوقات الأزمات ويجب ألا يُستهدفوا من قبل الأطراف المتحاربة”.

وأضاف “يقدم الصحافيون في جميع أنحاء المنطقة تضحيات كبيرة لتغطية هذا الصراع الذي يفطر القلب. أما أولئك المتواجدون في غزة، على وجه الخصوص، فقد دفعوا ومازالوا يدفعون ثمنا غير مسبوق ويواجهون تهديدات هائلة. فقد الكثيرون زملاءهم وعائلاتهم ومرافقهم الإعلامية، وفروا بحثا عن الأمان عندما لم يكن هناك ملاذ آمن أو مخرج”.

5