"فنانات من حمص" يصورن البيئة والمرأة والعلاقات الأسرية

الفنانة تقدم مشاركة متميزة بلوحات تحاكي الأنثى بحالاتها الانفعالية المختلفة على لوحات بمقاييس كبيرة تجد فيها اتساعا أكبر للتعبير عما يجول في نفسها.
الأربعاء 2023/11/22
شراكة فنية لا تلغي الاختلاف

حمص (سوريا) - استحوذت الأساليب التعبيرية والواقعية والتجريدية، المعشقة بالحروف العربية أحيانا، على خمسة وثلاثين عملا لخمس فنانات قدمن تجربة مميزة للفن التشكيلي في معرضهن الذي استضافته صالة صبحي شعيب للفنون التشكيلية بمدينة حمص بعنوان “فنانات من حمص”.

وتناولت الفنانة التشكيلية ميساء العلي في لوحاتها الخمس التي شاركت بها في المعرض البيئة والمرأة وعلاقتها مع بعض المفردات الأسرية المأخوذة من المنازل البسيطة من بيئتنا التقليدية، كالنوافذ والبيوت الحميمية المتلاصقة بأسلوب تعبيري وبألوان دافئة فيها شيء من الضبابية.

رغم دراستها الأكاديمية للإعلان لكن ميساء العلي أبحرت في مجال الرسم بالألوان الزيتية التي وجدت فيها ضالتها الفنية مقدمة العشرات من اللوحات التي تجسد مشاعر الأنثى. وهي ترى أن الفنان المبدع هو من يؤمن بأنه سيبقى أبدا في طور التجربة مهما حقق من أعمال.

وتقدم الفنانة التشكيلية سلام أحمد مشاركة متميزة بلوحات تحاكي الأنثى بحالاتها الانفعالية المختلفة على لوحات بمقاييس كبيرة تجد فيها اتساعا أكبر للتعبير عما يجول في نفسها من أحاسيس تجاه المرأة التي تجابه الحياة بقوة وإرادة غير محدودتين.

احترفت هذه الرسامة الفن التشكيلي كهاوية وآثرت ألا تقدم نفسها كفنانة تشكيلية إلى الساحة التشكيلية إلا بعدما درست هذا الفن أكاديميا وتبلورت تجربتها وتطورت فشاركت في العشرات من المعارض الجماعية داخل وخارج سوريا.

وللتجريد نصيبه الأكبر في لوحات الفنانة التشكيلية بشرى ديوب حيث نجحت في أن تجد لنفسها بصمة خاصة حين تنوعت في أعمالها بين التجريد والحروفية، دامجة الخط العربي بألوان مختلفة مع إحساسها الذي عكسه التجريد بطريقة احترافية جميلة.

حح

ولم تنحرف ديوب عن مسارها الفني، خلال مشاركتها في هذا المعرض، وإنما هي تحافظ على ميلها للتجريد مطوعة الفن الحروفي والحرف العربي في خلق أعمال فنية مختلفة عن السائد والمألوف.

أما الفنانة التشكيلية محبة ليون فجسدت حالات البحر وانفعالاته في لوحاتها الخمس بأسلوبها الخاص الذي اعتمدت فيه على النهجين الواقعي والتعبيري وآخر أقرب للتجريد، بينما اتخذت الفنانة كارمن شقيرة أسلوبا متفردا حين أضفت على المدرسة الواقعية لمسة أنثوية جسدت فيها انفعالات المرأة ومعاناتها مع الحياة.

ليون فنانة تعلمت فنون الرسم ثم النحت بمادة الصلصال واختصت به لاحقا لدى دراستها في كلية الفنون الجميلة، وتتناول في أعمالها الموضوعات الوجدانية والعاطفية بالألوان الحارة التي تضج بالحياة وخاصة الأصفر لأنها ترى فيه مبعثا للأمل القادم رافضة الكآبة والانكسار.

وتحبذ الفنانة المدرسة التعبيرية لأنها تترك للمتلقي استنتاج ما يريده الفنان من لوحته وما يدور في ذهنه على عكس المدارس الأخرى التي تطرح موضوعاتها بوضوح أو بشكل مفرط في التعقيد يحتاج إلى تفسير.

وعبرت الفنانات المشاركات في المعرض عن سعادتهن بهذه التجربة الجديدة والتي أتاحت لهن الفرصة للتميز وإظهار أعمالهن أكثر من المعارض الجماعية الأخرى، لافتات إلى أنهن يعملن كفريق واحد لكل منهن تجربتها وأسلوبها المميز، وأن المعرض كان نتاج هذه الصداقة في العمل والحياة.

من جهته وصف رئيس فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيليين إميل فرحة المعرض بالمهم لأنه أضاء على تجارب تشكيلية أنثوية لها مشاركات في معارض سابقة وأخرى جديدة، ما أتاح الاستفادة من تلك التجارب التي سيتم تكرارها في معارض لاحقة.

Thumbnail
14