"كنوز الفن الاستشراقي": معرض جزائري للوحات نادرة لفنانين أوروبيين

الأعمال لفنانين مستشرقين مكثوا بالجزائر أو زاروها وفتنوا بأرضها وثقافتها، وكانت لهم سمعتهم في أوروبا.
الأربعاء 2023/11/22
لوحات نادرة

الجزائر - في عودة نحو الفنانين المستشرقين الذين أثّرت الجزائر في تجاربهم الفنية، يتيح رواق محمد راسم بالجزائر العاصمة، حتى الثلاثين من نوفمبر الجاري، لمحبي هذا التيار الفني معرضا فنيا بعنوان “كنوز الفن الاستشراقي” يقدم مجموعة متنوعة من اللوحات النادرة التي أنجزها عدد من الفنانين التشكيليين الأوروبيين.

وتعتبر اللوحات المعروضة، وهي حوالي 90 عملا، إبداعات أصلية يملكها جامع التحف الجزائري مسيخ محمد الصادق، ويجمعها وأبناؤه منذ نحو خمسين عاما، حيث تحاكي وترصد عناصر التراث الثقافي والموروث الجزائري الأصيل في كل جوانبه الاجتماعية والطبيعية.

وكان جامع التحف بدرالدين مسيخ قد أوضح في تصريح حول المعرض بنسختيه الأولى والثانية أن “هذا التراث الفني ملك لعائلته مسيخ، بدأ مع والدي الذي أحب هذا الفن، وكان مولعا بجمع وشراء اللوحات الفنية، ثم واصلنا نحن أبناءه المهمة التي تمتد لـ50 سنة، وقمنا بشراء وجمع هذه الكنوز من الجزائر ومن الخارج، وكلما وجدت الفرصة وتوفرت الإمكانيات، كلما دفعنا وحصلنا على المزيد”.

كما أكد أن للعائلة الهاوية لجمع اللوحات النادرة مقرا بالعاصمة الجزائر، تجمع فيه أيضا مجموعة من اللوحات، علما أن الكثير من اللوحات موجودة بسكيكدة موزعة بينه وبين أفراد من عائلته كلهم لهم علاقة بالفن ومولعون بالتراث الجزائري.

ورأى أنه “من المهم أن يصل هذا التراث للأجانب، منهم ممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد ببلدنا، للتعريف به وإثبات غنى الجزائر وكيف أنها كانت بتاريخها وتراثها وعمرانها وتحضرها قبلة فناني العالم”.

تصنف الأعمال المعروضة ضمن لوحات عالمية لا تقدر بثمن، كلها أصلية ممضية بأسماء أصحابها، أغلبهم من القرنين الـ19 والـ20، وكل تلك الأعمال لفنانين مستشرقين مكثوا بالجزائر أو زاروها وفتنوا بأرضها وشعبها وثقافتها، وكانت لهم حينها سمعتهم في أوروبا والعالم.

عع

ومن بين الأعمال المعروضة “فتيات الأغواط ونساء العاصمة” لفليكس زيام، و“جامعو القمح” لبيرتون موريس ألكسندر، و“زوج من الفهود الجزائرية” لهرزيغ أيفون، وكذلك “ساحة متحف الباردو” لسيراوين بنجامين بيير، و“مرفأ الجزائر” لغوستاف لينو، بالإضافة إلى “الفارس والفانتازيا” لبروندي ماتيو.

كما يضم المعرض أعمالا أصلية أخرى بينها لوحة للفنانة الراحلة باية محي الدين، وهي حسب توضيحات القائمين على المعرض، “من الأعمال الأولى للفنانة في بداية مشوارها الفني”، بالإضافة إلى أعمال تخص عددا من رواد الفن التشكيلي الجزائري كأحمد بن سليمان، وعبدالقادر قرماز، ومحمد بوزيد ودنيس مارتينيز.

وأوضحت المشرفة على هذا المعرض ياسمين مسيخ أنه “وبعد معرض أول للعشرات من اللوحات التي يملكها والدها والذي تم تنظيمه شهر يوليو الماضي بنفس الرواق، ارتأينا تخصيص معرض ثان للوحات أخرى جديدة من الرصيد الفني الذي يحوزه الوالد”، وهذا بهدف “إبراز عناصر التراث الثقافي والفني والطبيعي الجزائري”.

14