مهرجان العين للكتاب رحلة بين الثقافة والفنون عبر 400 فعالية

يعتبر مهرجان العين للكتاب حدثا ثقافيا وفنيا متكاملا نظرا إلى ثراء ما يقدمه من فعاليات تتجاوز مجرد عرض الكتب أو الندوات إلى خلق جو من التفاعل، وإن كان محوره الكتاب فمنه تتفرع الكثير من الأنشطة الأخرى التي تهتم بمختلف الأذواق والأعمار لخلق تجربة معرفية وترفيهية متنوعة.
العين (أبوظبي) - افتتح مركز أبوظبي للغة العربية فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان العين للكتاب 2023، الذي ينظمه هذا العام تحت شعار “العين أوسع لك من الدار” خلال الفترة من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين من نوفمبر الحالي.
ويقدم المهرجان للجمهور أكثر من 400 فعالية وبرنامج متخصص في مجالات الثقافة والفنون والإبداع والأنشطة المختلفة، ويثري معارف جميع فئات المجتمع بأكثر من 60 ألف عنوان من الكتب التي يوفرها 150 عارضا، ضمن مشهد ثقافي تحتضنه تسعة من أبرز مواقع مدينة العين الثقافية.
جسر معرفي
يسعى المهرجان هذا العام للاحتفاء بالكتاب والفنون ومختلف جوانب الإبداع الأدبي، من خلال فعالياته الغنية والمتنوعة وأنشطته التفاعلية الرامية إلى تعزيز ثقافة القراءة وتحفيز فئات المجتمع، وخاصة فئة الشباب، على التواصل مع التراث الثقافي الإماراتي الأصيل والتعرف على أعماله الثرية.
ويهدف المهرجان إلى إبراز مكانة مدينة العين المميزة وجهة بارزة لتنظيم الفعاليات والمعارض النوعية التي تواكب تطلعات مختلف فئات المجتمع، وإظهار التنوع الكبير الذي تتمتع به، حيث تحتضن المواقع التاريخية والتراثية العريقة أنشطة المهرجان الثقافية والأدبية والفنية والترفيهية الشيقة المصممة خصيصا لتناسب جميع أفراد العائلة.
وقال الأكاديمي علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، “يفتح مهرجان العين للكتاب أبوابه هذا العام لجميع أفراد المجتمع التواقين للاستفادة مما يطرحه من فعاليات ثقافية وأدبية ومعرفية تشارك فيها نخبة من أبرز الشخصيات والرموز الثقافية، انسجاما مع إستراتيجية المركز الرامية إلى غرس قيمة وجماليات اللغة العربية وآدابها في نفوس كافة الفئات”.
وأضاف “يرسخ المهرجان بنسخته المتجددة حضوره بمثابة جسر معرفي للتواصل بين جميع أفراد المجتمع، متيحا لهم الفرصة للتعرف على جماليات وخصوصية مدينة العين التي تمتلك تاريخا عريقا من الموروث والإبداعات الأدبية، كما يواكب رؤية ومكانة الدولة في احتضان أهم الفعاليات الثقافية التي تعكس ريادتها بوصفها منارة للعلم والمعرفة والابتكار”.
وشدد بن تميم على أن مهرجان العين منصة ثقافية مُلهمة لتمكين الشباب والاحتفاء برواد المعرفة والفنون، وهو إحدى أبرز أدوات مركز أبوظبي للغة العربية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بوصفها مكونا ثقافيا رئيسيا، والمساهمة في تحقيق الرؤية الثقافية لبناء جيل قارئ ومرتبط باللغة العربية وبالتراث والقيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي.
وأضاف “يأتي المهرجان في دورته الجديدة ليجعل الكتاب محورا للاحتفال بالإبداع والابتكار، بالفنون وبالموسيقى والغناء، مستفيدا من النجاح الذي حققه العام الماضي في التحول إلى صيغة تفاعلية تواصلية بين جميع أفراد المجتمع على محور الكتاب والإبداع”.
وأوضح أن المهرجان يسعى إلى تعزيز وعي ومعرفة الجمهور بالمكانة الثقافية والتراثية لمدينة العين، والإرث الغني الذي تمتلكه من المعالم والصروح التي كانت شاهدة على مراحل تطور دولة الإمارات ومسيرة نهضتها، عبر مزيج ثقافي فني إبداعي يعكس إمكانات مدينة العين وقدرتها على استقبال وتنظيم كبرى الفعاليات والمهرجانات التي تواكب تطلعات جميع فئات الجمهور، مؤكدا أن دورة هذا العام تواكب جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ قيم الاستدامة والعمل على تحقيقها في مختلف جوانب الحياة، وهو ما ينعكس على كل جانب من جوانب المهرجان.
وفي تصريح له قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، “أثبت مهرجان العين للكتاب حضوره ضمن أهم الفعاليات الثقافية والمجتمعية في مدينة العين. ونجح في أن يصبح حدثا جماهيريا، ووجهة ثقافية ترفيهية سياحية، وأن يضع الكتاب والثقافة في مقدمة اهتمام الأسرة. وهو في دورته الجديدة يواصل احتفاءه بالكتاب والثقافة، مخاطبا جميع أفراد المجتمع بأكثر من 400 فعالية وبرنامج متخصص، موزعة على مواقع المهرجان المميزة ومصممة خصيصا لتناسب كافة الأذواق، وتستهدف استقطاب 82 ألف زائر”.
وأضاف “المهرجان منصة مثالية توفر أحدث أعمال وإصدارات المؤلفين والكُتاب من دولة الإمارات، في المقام الأول، ونخبة مميزة من إصدارات الناشرين عبر العالم تغطي جميع المجالات الثقافية، وتحظى دورة هذا العام بمشاركة 150 عارضا يقدمون أكثر من 60 ألف عنوان، إضافة إلى فعالية ليالي الشعر؛ الكلمة المغناة التي تستعيد الإرث الكبير من عيون الشعر الشعبي”.
برنامج متنوع

تتوزع فعاليات مهرجان العين للكتاب على تسعة مواقع رئيسية في مدينة العين، حيث يُشكل إستاد هزاع بن زايد “العين سكوير” الموقع الرئيسي للمهرجان، ويستضيف باقة من الأنشطة والبرامج التعليمية والترفيهية للأطفال والناشئة عبر ركن مخصص لكل فئة منهما، إلى جانب جلساتٍ متنوعة بمشاركة نخبة من اليافعين الموهوبين.
كما يحتفل بالأيام الخاصة بفعاليات تفاعلية مميزة، فضلا عن العروض الفنية والموسيقية المتجولة على مدار اليوم، مع ركن خاص بالفنون يُقدم ورش عمل تستهدف أصحاب المواهب الفنية.
ويزخر البرنامج الثقافي والفني للمهرجان بالندوات والنقاشات والمبادرات الثرية، التي تُسلط الضوء على مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية.
وتتوزع فعالياته على العين سكوير، وقصر المويجعي، وبيت محمد بن خليفة، ومكتبة زايد المركزية، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومركز القطارة للفنون وبعض المراكز التجارية: العين مول وبراري مول والفوعة مول.
المهرجان يسعى هذا العام للاحتفاء بالكتاب والفنون ومختلف جوانب الإبداع الأدبي، من خلال فعالياته المتنوعة وأنشطته التفاعلية
ويخصص المهرجان للعام الثاني على التوالي برنامجا حافلا للاحتفاء بشعراء الكلمة المغناة من مدينة العين، الذين اشتُهرت قصائدهم المغناة بين مختلف شرائح المجتمع، ويُبرز في أمسيات يومية إرث شعراء القصائد المغناة الخالدة التي اشتُهرت محليا وعربيا طوال العقود الماضية.
ويزخر البرنامج الثقافي للمهرجان بالندوات والنقاشات التي تبحث مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية، أهمها الاستدامة، وعلم الفضاء والتقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في هذا المجال، علاوة على تمكين الشباب وتعزيز تطور الأطفال.
ويُسلط البرنامج الضوء على نماذج مضيئة قدمتها المرأة الإماراتية في عدة قطاعات، وسُبل تعزيز ثقافة الابتكار، ويُناقش الإبداع الروائي، وأدب الطفل، مع جلسات أخرى للاحتفاء باليوم العالمي للطفل، وغير ذلك من المحاور.
ويُخصص المهرجان جزءا كبيرا من برنامجه لفعاليات وبرامج الأطفال والناشئة الشائقة، التي تُسهم في تعزيز نموهم، وتطوير مهاراتهم، في إطار ترفيهي وتعليمي.
كما يُنظم الحدث ورش عمل فنية وإبداعية تقدمها في ركن الفنون نخبة من الفنانين والمتخصصين، إلى جانب عروض فنية وموسيقية على المسرح، وعروض متجولة على مدار اليوم.