إسرائيل تستعد لتوسيع هجوم أكثر دموية جنوب غزة

غزة - قال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى واثنان من كبار المسؤولين السابقين إن تقدما إسرائيليا متوقعا في جنوب غزة قد يكون أكثر تعقيدا ودموية من الشمال مع وجود المسلحين داخل منطقة خان يونس.
وتستعد إسرائيل الأحد لتوسيع هجومها على حماس ليشمل جنوب قطاع غزة بعد أن أدت غارات جوية إلى مقتل عشرات الفلسطينيين كانوا يحتمون في مدرستين، بينما نفى البيت الأبيض معلومات أوردتها واشنطن بوست عن وجود اتفاق للإفراج عن أسرى إسرائيليين بقطاع غزة مقابل وقف القتال لخمسة أيام.
وبعد إسقاط منشورات الأسبوع الماضي، أصدرت إسرائيل السبت تحذيرا جديدا للمدنيين في أجزاء من جنوب غزة وطالبتهم بضرورة الانتقال إلى أماكن أخرى بينما تستعد لهجوم على هذا الجزء من القطاع الساحلي الصغير بعد السيطرة على الشمال.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن إسرائيل قصفت مدرستين تابعتين للوكالة في الشمال. وأضاف أن أكثر من 4000 مدني كانوا يحتمون في إحداها.
وأضاف "وردت أنباء عن مقتل العشرات بينهم أطفال... للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة لم تسلم المدارس (من القصف). كفى، يجب أن تتوقف هذه الفظائع."
ويستمر الجيش الإسرائيلي في اقتحام قطاع غزة بلاهوادة، وقال متحدث باسم سلطات حماس في غزة إن 200 شخص قتلوا أو أصيبوا في المدرسة. فيما ذكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي تسيطر حكومته على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، السبت إن "المئات من المهجرين قسرا من بيوتهم قتلوا" في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في غزة.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ أن قتل مسلحو الحركة 1200 شخص وأخذوا 240 رهينة في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ومع دخول الحرب أسبوعها السابع، أعلنت السلطات في قطاع غزة ارتفاع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي إلى 12300، من بينهم 5000 طفل.
ودعا عباس السبت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التدخل الفوري لوقف العملية الإسرائيلية في غزة. وقال في خطاب بثه تلفزيون فلسطين "إن المجازر الرهيبة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وآخرها ... في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر والتي أودت بحياة المئات من المهجرين قسرا من بيوتهم، تدعوني مرة أخرى أن أطالبكم وقادة العالم لتحمل المسؤولية لوقف هذا العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا".
ويتطلع بايدن الذي يعارض وقف إطلاق النار إلى نهاية الصراع، وقال في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست إن السلطة الفلسطينية يجب أن تحكم غزة والضفة الغربية في نهاية المطاف.
وردا على سؤال حول اقتراح بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في تل أبيب إن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي ليست قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية عن غزة. ولم تكشف إسرائيل عن استراتيجية فيما يتعلق بغزة بعد الحرب.
في حين يستعد الجيش الإسرائيلي إلى التحرك جنوبا، اتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش بإجلاء معظم العاملين والمرضى والنازحين قسرا من مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في شمال غزة، وتركهم يقطعون مسارات محفوفة بالمخاطر نحو الجنوب سيرا على الأقدام.
ونفت القوات الإسرائيلية الاتهامات وذكرت أن عمليات الإجلاء طوعية. وقال المتحدث العسكري الأميرال دانيال هاجاري إن إسرائيل فتحت ممرا آمنا للمدنيين الذين كانوا في المستشفى للذهاب جنوبا بناء على طلب مدير المستشفى.
وسيطرت القوات على المستشفى قبل أيام خلال هجومها على شمال غزة، قائلة إنه يخفي مركز قيادة تحت الأرض لحماس.
وقد يجبر هذا الهجوم مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة في الشمال على الفرار مجددا مع سكان خان يونس، وهي مدينة يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية الحادة.
وأدى الصراع بالفعل إلى نزوح نحو ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة إن 26 فلسطينيا قُتلوا وأصيب 23 في قصف جوي إسرائيلي على شقتين بمبنى متعدد الطوابق في حي سكني مكتظ في خان يونس ليل السبت.
وقال فلسطيني يدعى إياد الزعيم لرويترز إنه فقد خالته وأبناءها وحفيدا لها في القصف الجوي في خان يونس، وإنهم جميعا كانوا ضمن من نفذوا أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء شمال غزة ليموتوا في المكان الذي قال لهم الجيش إنه سيكون آمنا.
ومن أمام مشرحة مستشفى ناصر في خان يونس حيث كانت ترقد 26 جثة قبل أن ينقلها ذووهم لدفنها، أشار الزعيم إلى أن هؤلاء الذين قتلوا لم يكن لهم أي صلة بحماس. وعلى بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال، قالت سلطات الصحة إن ستة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في دير البلح.
وأفاد شهود ومسعفون إن غارة جوية إسرائيلية ثالثة وقعت بعد ظهر السبت أسفرت عن مقتل 15 فلسطينيا في منزل غربي خان يونس بالقرب من ملجأ للنازحين. فيما تقول إسرائيل إن حماس تخفي عادة مقاتليها وأسلحتها في المباني السكنية وغيرها من المباني المدنية، وهو ما تنفيه الحركة.
ولم يذكر بيان أصدره الجيش تفاصيل أكثر من أن القوات الجوية قصفت خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة عشرات الأهداف في غزة، بما في ذلك مسلحون ومراكز قيادة ومواقع إطلاق صواريخ ومصانع ذخيرة.
وقالت إسرائيل إن خمسة من جنودها قتلوا في غزة منذ الجمعة ليرتفع عدد قتلاها العسكريين منذ بدء الهجوم البري على القطاع إلى 57.