غارات إسرائيلية عنيفة على مواقع إيرانية في محيط دمشق

دمشق - أدت غارات نفذها الطيران الاسرائيلي على مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق لقتل مسلحين مواليين لإيران بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
وقصفت إسرائيل سوريا مرات عدة خلال الأسابيع الماضية تزامناً مع تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة المحاصر.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية وفق المرصد مستودعاً تابعاً لحزب الله اللبناني في منطقة البحدلية على طريق دمشق الدولي فضلاً عن نقاط ومواقع أخرى في منطقة السيدة زينب القريبة في جنوب شرق العاصمة، والتي يتواجد فيها مقاتلون موالون لإيران.
وأورد المرصد "أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل اثنين من المقاتلين الموالين لإيران من جنسية غير سورية"، فضلاً عن إصابة آخرين بجروح بعضها خطرة. وأسفر القصف أيضاً عن "وقوع خسائر مادية بالمواقع المستهدفة وتدمير المستودع".
وبعد منتصف الليل، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه "حوالي الساعة 2.25 من فجر اليوم (12.25 بتوقيت غرينتش) نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً عدداً من النقاط في محيط دمشق".
وأسفر القصف "عن وقوع بعض الخسائر المادية"، وفق المصدر الذي أضاف "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها".
والشهر الماضي أدّت ضربات إسرائيلية إلى خروج المطارين السوريين الرئيسيين في دمشق وحلب عن الخدمة مرّات عدة خلال أسبوعين فقط. ولا يزال مطار دمشق الدولي خارج الخدمة منذ ضربة طالته في 22 نوفمبر.
وفي 8 نوفمبر قتل ثلاثة مقاتلين موالين لإيران في ضربات إسرائيلية طالت مواقع تابعة لحزب الله قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري في حينه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 10 نوفمبر شنّ ضربات في سوريا قال إنها جاءت رداً على إطلاق مسيّرة مصدرها سوريا أصابت مدرسة في إيلات (جنوب). وأفاد المرصد السوري لاحقاً بأن الضربات طالت منطقة تضم مقارّ ومواقع عسكرية لحزب الله وللجيش السوري في وسط سوريا.
ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذها ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها عازمة على التصدّي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في هذا البلد.
ويأتي القصف الإسرائيلي في سوريا خلال الأسابيع الماضية على وقع خشية متزايدة من توسع الحرب الدائرة في غزة منذ شنت حركة حماس هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر إلى جبهات أخرى في المنطقة، خصوصاً لبنان حيث تشهد المنطقة الحدودية قصفاً متبادلاً بين إسرائيل وحزب الله.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً متعدد الأطراف تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.