إحياء مفاوضات السلام يرفع الحرج عن عباس لحكم غزة

رام الله - يرفع إحياء الولايات المتحدة لمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين الحرج عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قرن توليه حكم غزة بعد تصفية حماس بحل سياسي شامل.
ويقول مراقبون إن إحياء مفاوضات السلام يقطع على عباس هامش المناورة ويجبره على حكم قطاع غزة بعد نهاية الحرب على حماس، إذ أن رفضه يزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية المأزومة كونها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني المعترف به دوليا وقد ينزع عنها الشرعية.
وقال عباس، الجمعة، إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتسلم مسؤولية قطاع عزة في إطار حل سياسي شامل.
وتابع قائلا “نؤكد أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل مسؤولياتنا كاملة في إطار حل سياسي شامل على كل من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة”.
ومنذ أبريل 2014 توقفت المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى، وتنصلها من خيار حل الدولتين.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، أن الولايات المتحدة “بدأت العمل لوضع أسس لبناء دولتين منفصلتين” لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على المدى الطويل.
وقال بلينكن “أحداث 7 أكتوبر عززت اعتقادنا بضرورة وجود سلام شامل (بين الإسرائيليين والفلسطينيين) وهذا لن يتحقق إلا بحل الدولتين”، الذي لطالما أبدت واشنطن التزامها به.
وجاءت التصريحات في مؤتمر صحفي بالعاصمة الهندية نيودلهي في ختام زيارة بلينكن إلى منطقة الشرق الأوسط والمحيط الهندي، وهي الرحلة الثانية إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة.
وتعمل الولايات المتحدة، وفقا لبلينكن، من أجل “منع توسيع المستوطنات في الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين، والحفاظ على الوضع الراهن في المناطق المقدسة، بالإضافة إلى وقف عنف المستوطنين، علاوة على الالتزام بتحقيق إدارة يقودها الفلسطينيون في الضفة والقطاع بشكل موحد، وهي الأسس التي من شأنها أن تضع سلاما شاملا بين الجانبين”.
وأضاف أنه عرض تلك المحاور على مختلف الأطراف خلال زيارته إلى إسرائيل، والتي شملت الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى الأردن.
وقال بلينكن “أمامنا الكثير من العمل لوضع أسس ملموسة لبناء دولتين منفصلتين، وفي الوقت عينة نعمل في مسار آخر لإيجاد حماية للمدنيين في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية لهم”.
وأكد “الحاجة إلى بذل المزيد” لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مرحبا في الوقت نفسه بموافقة إسرائيل على “هدن” يومية في حربها مع حركة حماس في القطاع للسماح بخروج السكان من شماله.
وتابع بلينكن “أعتبر أنه تم إحراز بعض التقدم، لكن من الواضح جدا أن هناك حاجة إلى بذل المزيد على صعيد حماية المدنيين وإيصال المساعدة الإنسانية إليهم”.
وأردف “جولة الشرق الأوسط والمحيط الهندي جاءت لعدة أهداف، بما في ذلك تخفيف المعاناة التي تمس الفلسطينيين، والعمل من أجل منع تطور النزاع إلى دول أخرى، بالإضافة إلى إعادة الرهائن الأميركيين والأجانب من غزة”.
وجدد وزير الخارجية الأميركي رفضه “التهجير القسري لسكان غزة”، وضرورة “عدم استخدام القطاع أيضا كمنصة لإطلاق الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل”.
وفي السابع من أكتوبر، قتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، في هجوم حماس غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948.
كما تعرّض ما يقارب 240 شخصا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتمّ نقلهم إلى داخل قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين في حرب إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثاني إلى أكثر من 11 ألف قتيل و2700 مفقود.
وصرح الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي بأن 260 فلسطينيا قضوا خلال الساعات الـ24 الماضية جراء تواصل غارات إسرائيل.
وأفاد القدرة بأن إجمالي حصيلة القتلى في غزة وصل إلى 11078 من بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا، فيما أصيب أكثر من 27 ألفا آخرين بجروح مختلفة.
وأضاف أن الجهات الحكومية تلقت 2700 بلاغ عن مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل غارات إسرائيل من بينهم 1500 طفل.
وحذر القدرة من أن مستشفيات مدينة غزة وشمال القطاع “أمامها ساعات حرجة للخروج التام عن الخدمة” نتيجة عدم دخول الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
وأوضح أن 198 من الكوادر الصحية قتلوا في غارات إسرائيلية فيما جرى تدمير 53 سيارة إسعاف، واستهداف 135 مؤسسة صحية وخروج 21 مستشفى و47 مركزا صحيا للرعاية الأولية عن الخدمة.