"الأمة تنتظرك".. دعوة إخوانية إلى شيخ الأزهر لإعلان النفير العام

أطلقت حسابات تابعة للإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي حملة مكثفة لمطالبة شيخ الأزهر أحمد الطيب بجمع الحشود لفتح معبر رفح رغما عن السلطات المصرية، في محاولة لبث الفتنة والفوضى عبر استغلال الحرب على غزة.
القاهرة - ضجت صفحات وحسابات محسوبة على جماعة الإخوان بدعوات إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب للتوجه إلى معبر رفح برفقة حشود لفتحه، ودشنت هاشتاغ #وينك واستخدمت عبارة "الأمة تنتظرك"، في دعوة ظاهرها نصرة أهل غزة وباطنها دق إسفين بين القيادتين الدينية والسياسية في مصر.
وانطلقت الدعوات من وسائل الإعلام المحسوبة على جماعة الإخوان بخطب حماسية واستفزازية مستنكرة التزام الأزهر بالمساعي الرسمية للدولة المصرية في وقف الحرب، بالإضافة إلى خطوات سلمية أخرى يعلن عنها تباعا للوقوف إلى جانب الفلسطينيين في محنتهم.
ونشر الإعلامي الإخواني معتز مطر مقطع فيديو يحرض فيه ضد شيخ الأزهر في حال لم يخرج إلى غزة، وقال:
وكانت الدعوات الإخوانية التي تطالب شيخ الأزهر بالانتفاضة في وجه السلطات المصرية بحجة الدفاع عن غزة واضحة وجلية إلى درجة أن بعض الحسابات رفعت منسوب التحريض ليصل إلى المطالبة بإعلان ثورة وحشد الجموع، وهي سياسة ممنهجة لدى جماعة الإخوان في استغلال أي حدث أو أزمة في المنطقة لخدمة مصالحها وإشعال الفتنة والفوضى بين الشعوب وحكوماتها دون أي اهتمام بإراقة الدماء، وشاركت حسابات تابعة لها مقاطع فيديو لمنابرها وإعلامييها، وجاء في تعليق:
وحذر حساب آخر من وقوف أي جهة ضد الدعوات الإخوانية بأنهم مستعدون لسحقها:
وقال معلق:
وتفاعل حساب:
وكانت البداية التي انطلق منها الإخوان رسالة وجهتها "الهیئة العالمیة لأنصار النبي" الإخوانية التي تتخذ من تركيا مقرا لها وتضم قيادات الجماعة، إلى شيخ الأزهر طالبته فيها بالتدخل لفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
وجاء في نص الرسالة التي حملت عنوان "فضيلة شيخ الأزهر.. الأمة تنتظرك" أن "المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفا ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين".
واعتبر معلق:
وكتب آخر:
ورغم أنه أصدر العديد من البيانات والتصريحات التي تؤكد وضوح موقفه، يواجه الأزهر حملة واسعة من الشائعات والأخبار الكاذبة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع الحرب الدامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، واضطر الأسبوع الماضي إلى إصدار بيان نشره على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي نفى فيه صحة الأنباء المتداولة حول قيام الشيخ أحمد الطيب بزيارة إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة المحاصر.
وقال المركز الإعلامي بجامعة الأزهر إنه "ينفي صحة ما يتم تداوله من منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن سفر شيخ الأزهر إلى معبر رفح البري وإطلاقه كلمة من المعبر". وأضاف المركز في بيان عبر منصة فيسبوك أن "الكلام المتداول في هذا الصدد عار تماما عن الصحة".
وشدد على ضرورة "تحري الدقة في ما يتم تداوله عن شيخ الأزهر واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية والممثلة في صفحات الأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي وبوابة الأزهر الإلكترونية".
◙ حملة مكثفة تقودها وسائل إعلام محسوبة على جماعة الإخوان لمطالبة شيخ الأزهر بجمع الحشود لفتح معبر رفح رغما عن السلطات المصرية
يشار إلى أن شيخ الأزهر أدان غير مرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أنه شدد على أن "الجرائم الإسرائيلية تشكل إرهابا أعمى وانتهاكا صارخا للقانون والاتفاقات والأعراف الإنسانية". وبسبب مواقفه وبياناته الداعمة للفلسطينيين، تعرض لهجوم من معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) قبل أيام، متهما إياه بأنه يقف بجانب الحركات المتشددة في المنطقة.
ونشر المعهد تقريرا له أعده أوفير وينتر الباحث الأول في المعهد والمحاضر في قسم الدراسات العربية والإسلامية في جامعة تل أبيب تحت عنوان “من الإسلام المعتدل إلى الإسلام الراديكالي.. الأزهر يقف إلى جانب حماس".
وقال التقرير "منذ الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، كانت الإدانات من جانب رجال الدين في العالم العربي الإسلامي واضحة المعالم، وتوسعت الإدانات حتى صدرت من مؤسسة الأزهر في مصر، التي تعتبر مرجعية دينية سنية عريقة ومؤثرة، وتستفيد بحسب الدستور المصري من ميزانية الدولة".
ورد أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر أن "التهجم الإسرائيلي على فضيلة الإمام الأكبر مرفوض"، مؤكدا أن شيخ الأزهر بموقفه القوي “يعبر عنا جميعا كمصريين في دعم الأشقاء في فلسطين وحماية الأمن القومي المصري". وأكد الأزهري على فيسبوك أن "فضيلة الإمام الأكبر لم يتكلم بقناعة شخصية، بل إنه معبر عن قناعة المصريين جميعا".