نيسان ورينو تنقلان تحالفهما إلى آفاق جديدة

المجموعتان ستكونان متساويتان من حيث الحصص للمرة الأولى منذ إنشاء التحالف،  إذ ستملك كل واحدة 15 في المئة من رأس مال الأخرى.
الخميس 2023/11/09
علاقة جديدة في الأفق

باريس - أكمل عملاق صناعة السيارات الفرنسي رينو وشريكه الياباني نيسان صفقة تاريخية لإعادة التوازن إلى تحالفهما القائم منذ 24 عاما، وهو الأمر الذي يمهد الطريق أمام تأسيس علاقة جديدة، بعد أعوام من الاحتقان.

وأطلقت رينو ونيسان رسميا تحالفهما الجديد الأربعاء عقب موافقة الجهات الناظمة على إعادة هيكلة شراكتهما.

وللمرة الأولى منذ إنشاء التحالف، ستكون المجموعتان متساويتان من حيث الحصص، إذ ستملك كل واحدة 15 في المئة من رأس مال الأخرى، إضافة إلى العدد نفسه من حقوق التصويت.

وينظر الطرفان إلى إعادة التوازن هذه كأداة لتطبيع العلاقات بينهما وجعلها أكثر فعالية، بعد أن مرّت بتوترات شديدة خلال السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس التنفيذي لرينو لوكا دي ميو إن الشركتين “تدخلان الآن بشكل فعال هذه الحقبة الجديدة من التحالف بنهج براغماتي وموجه نحو الأعمال”.

لوكا دي ميو: ندخل الآن حقبة بنهج براغماتي وموجه نحو الأعمال
لوكا دي ميو: ندخل الآن حقبة بنهج براغماتي وموجه نحو الأعمال

أما الرئيس التنفيذي لنيسان ماكوتو أوشيدا فقال إنه “بناء على هذه المساواة، ستستمر نيسان في تسخير كفاءاتنا الأساسية وستكون أكثر مرونة لاستكشاف المزيد من فرص النمو التي تدعم إستراتيجية أعمالنا”.

وكانت الشركتان قد أعلنتا في فبراير الماضي بعد سنوات من الخلافات وملاحقة رئيس التحالف السابق كارلوس غصن الاتفاق على إعادة هيكلة شراكتهما العائدة إلى ربع قرن، والتي شهدت توترات في السنوات الأخيرة.

وفي إطار الاتفاقية الجديدة خفضت مجموعة رينو رأس مالها في شركة نيسان من 43.7 إلى 15 في المئة، على غرار حصة نيسان في نظيرتها الفرنسية.

في المقابل وافقت نيسان على الاستثمار في مشروع سيارة رينو الكهربائية الجديدة أمبير.

وبموجب الصفقة الجديدة أسست الشركتان صندوقا ائتمانيا فرنسيا حولت رينو إليه نحو 28.4 من أسهم نيسان. وكانت الشركتان قد كشفتا لأول مرة عن خططهما بشأن الصندوق في يناير الماضي.

وقالت الشركتان في بيان مشترك إنه “بعد الحصول على الموافقة المطلوبة من الجهات الناظمة، تدخل اتفاقية التحالف الجديد بين مجموعة رينو ونيسان، حيز التنفيذ اليوم (الأربعاء)”.

وتأسس التحالف في عام 1999 عندما أنقذت رينو نيسان من الإفلاس. وانضمت ميتسوبيشي موتورز في عام 2016 عندما استحوذت نيسان على 34 في المئة من حصص منافستها اليابانية المتعثرة.

ومر التحالف بفترات متقلبة بسبب تسريح الموظفين، وتقليص نفقات نيسان لخفض الخسائر التي بلغت 20 مليار دولار، واستطاع تجاوز المشاكل. وتمكنت الشركة اليابانية من تسجيل الأرباح، ليصبح التحالف أحد أبرز المنافسين في السوق من حيث المبيعات.

Thumbnail

وكان ملف رينو – نيسان على جدول أعمال محادثات جرت يناير الماضي في العاصمة باريس بين كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

ويعود التوتر إلى عام 2015 عندما زادت الدولة حصتها في رينو. وخُفضت الحصة في ما بعد وتم التوصل إلى اتفاق لتحديد سقف لقدرة الحكومة على التدخل في شؤون التحالف.

واهتز التحالف مرة أخرى عام 2018 مع اعتقال غصن، الذي قال مرارا إن “الاتهامات الموجهة ضده تهدف إلى منعه من التقريب بين صانعَي السيارات الياباني والفرنسي”.

وأكد مدراء رينو خلال الأسابيع الأخيرة أنه يجب على الموظفين بعد الآن عدم تبادل المعلومات مع نظرائهم في نيسان، بحسب ما قالته مصادر مطلعة على الوضع لوكالة بلومبرغ.

وفي ما يخصّ بمشروع هورس، القطب الذي يضمّ في الخارج أنشطة رينو في مجال المحرّكات الحراريّة مع مجموعة جيلي الصينية لصناعة السيارات، لم يعد لدى نيسان اعتراضات منذ أشهر.

وكانت قد فُرضت قيود على استخدام بعض تقنياتها لتجنّب أن تدخل هذه الشركة الجديدة في منافسة مباشرة مع منتجاتها الخاصة.

11