إسرائيل منفتحة على "هُدَن تكتيكية صغيرة" في غزة

يعكس استعداد إسرائيل لدراسة هدنة صغيرة في غزة لإدخال المساعدات الإنسانية استجابة جزئية للضغوط الدولية، إلا أن تمسك حماس بعدم إطلاق الرهائن المحتجزين لديها يقوض آمال وقف إطلاق النار.
القدس - أبدت إسرائيل الثلاثاء انفتاحا على دراسة “هُدَن تكتيكية صغيرة” في القتال بغزة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو السماح بخروج الأشخاص الذين تحتجزهم حركة حماس، إلا أنها جددت رفض وقف إطلاق النار، رغم الضغوط الدولية، ما لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى في القطاع الفلسطيني الذي تحكمه حركة حماس.
ويأتي هذا التطور بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه طوق مدينة غزة شمالا وسيطر على مجمع للمسلحين ويستعد لمهاجمة المقاتلين المختبئين في مجموعة من الأنفاق.
وتقصف إسرائيل القطاع منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل قبل شهر وأسفر عن مقتل 1400 شخص فضلا عن احتجاز 240 آخرين.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني، بينهم نحو 4100 طفل.
وترفض كل من إسرائيل وحماس الدعوات المتصاعدة لوقف القتال. وتقول إسرائيل إنه يجب إطلاق سراح المحتجزين أولا، في ما تقول حماس إنها لن تطلق سراحهم ولن توقف القتال بينما لا تزال غزة تتعرض للهجوم.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أي وقف عام لإطلاق النار سيقوض جهود إسرائيل الحربية، إلا أن وقف القتال مؤقتا لأسباب إنسانية، وهي فكرة تدعمها الولايات المتحدة أكبر حليف لإسرائيل، سيوضع في الاعتبار وفقا للظروف.
وتابع قائلا لمحطة “إيه.بي.سي نيوز” الاثنين “في ما يتعلق بالهُدَن التكتيكية الصغيرة، ساعة هنا وساعة هناك، فقد حدثت من قبل. أعتقد أننا سنبحث الأوضاع من أجل تمكين دخول البضائع والسلع الإنسانية، أو رهائننا، رهائن بعينهم، من المغادرة”. واستدرك “لكنني لا أعتقد أنه سيكون هناك وقف عام لإطلاق النار”.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مثل هذه الهُدَن والإفراج المحتمل عن محتجزين في اتصال هاتفي مع نتنياهو الاثنين، وأكد دعمه لإسرائيل وشدد في الوقت نفسه على أنه يتعين عليها حماية المدنيين.
وتخشى الولايات المتحدة، شأنها شأن إسرائيل، من أن تستغل حماس أيّ وقف كامل لإطلاق النار لإعادة ترتيب صفوفها.
ونشر الجيش الإسرائيلي الاثنين مقطعا مصورا يظهر دبابات تتحرك في الشوارع التي جرى قصفها ومجموعات راجلة من القوات. وقال إنه طوق مدينة غزة وفصل الأجزاء الشمالية من الشريط الساحلي الضيق عن الجنوب.
وفي مؤتمر صحفي، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن القوات تطارد قادة حماس الميدانيين لإضعاف قدرة المسلحين على “تنفيذ هجمات مضادة”. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا خلف أبواب مغلقة الاثنين. ولا يزال المجلس المكون من 15 عضوا يحاول الاتفاق على قرار بعد فشله أربع مرات خلال أسبوعين في اتخاذ إجراء.
وقال دبلوماسيون إن العقبة الرئيسية تتمثل في ما إذا كان ينبغي الدعوة إلى وقف لإطلاق النار أو وقف الأعمال القتالية أو هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات إلى غزة.
وقالت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا إن وزراء خارجية مجموعة السبع يخططون للدعوة خلال اجتماع في طوكيو إلى وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال مصدر مطلع الاثنين إن إدارة بايدن أبلغت الكونغرس بأنها تضع خطة لنقل قنابل دقيقة التوجيه لإسرائيل بقيمة 320 مليون دولار.
وقالت إسرائيل الاثنين إنها قصفت أهدافا لحزب الله في لبنان ردا على إطلاق صواريخ على مدن بشمال إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد نحو 30 عملية إطلاق من لبنان خلال ساعة واحدة.
الولايات المتحدة وإسرائيل تخشيان من أن تستغل حماس أيّ وقف كامل لإطلاق النار لإعادة ترتيب صفوفها
ويتبادل حزب الله المدعوم من إيران إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية عبر الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر، في أسوأ مواجهات هناك منذ الحرب التي دارت بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. وقالت حماس إنها أطلقت 16 صاروخا باتجاه نهاريا وحيفا في إسرائيل.
وفي إطار المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إن غزة تتحول إلى “مقبرة للأطفال”.
وقال غوتيريش للصحافيين “العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والقصف المستمر يضربان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة التي تتضمن ملاجئ. لا أحد في مأمن”.
وأضاف “في الوقت نفسه، تستخدم حماس ومسلحون آخرون المدنيين دروعا بشرية ويواصلون إطلاق الصواريخ بلا تمييز على إسرائيل”.
وتقول منظمات دولية إن المستشفيات لا يمكنها استيعاب أعداد المصابين، كما أن الغذاء والمياه النظيفة ينفدان، ولا تكفي المساعدات التي تصل بأيّ حال من الأحوال.