ممثلو هوليوود يرفضون العرض "النهائي" من الأستوديوهات لإنهاء الإضراب

نفذ الممثلون رفقة كتاب السيناريو في هوليوود إضرابا أدى إلى أسوأ حالة شلل في القطاع منذ 63 عاما، وإن توصل الكتاب إلى اتفاق وقاموا بإلغاء إضرابهم، فإن الممثلين ما زالوا في مفاوضات متعثرة مع المنتجين الكبار، وخاصة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي ومنصات البث التدفقي، وهما محوران أساسيان تسببا في استمرار الشلل الذي يشهده القطاع وما ترتب عليه من خسائر كبيرة.
لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - أعلنت النقابة التي تمثل الممثلين المضربين في هوليوود الاثنين عدم موافقتها على "العرض الأخير والأفضل والنهائي" الذي قدّمته الأستوديوهات خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لإنهاء الإضراب الذي يشل القطاع السينمائي الأميركي منذ أشهر.
ويدرس المفاوضون عن نقابة ممثلي الشاشة (ساغ – أفترا) الاقتراح منذ السبت، والذي تسعى من خلاله الأستوديوهات إلى إنهاء الإضراب الذي يوقف عجلة الإنتاج التلفزيوني والسينمائي منذ أربعة أشهر.
في بيان موجه لأعضاء النقابة نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين، قالت اللجنة إنها عازمة على إنهاء الإضراب المستمر منذ 116 يوما “بشكل مسؤول”، لكنها لم تجد بعد أرضية مشتركة مع الهيئة التي تمثل شركات الإنتاج العملاقة: ديزني ونتفليكس ووارنر براذرز ويونيفرسال وباراماونت وسوني. وجاء في البيان "هناك بنود أساسية لم نتفق عليها بعد، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي"، مضيفا "سنبقيكم على اطلاع بتطورات الأحداث".
فشل التفاوض
وتزايدت الضغوط سريعا من أجل التوصل إلى اتفاق. ويعاني الممثلون العاطلون عن العمل صعوبات متزايدة لتغطية نفقاتهم، فيما تواجه الأستوديوهات بالفعل ثغرات كبيرة في جداول إصداراتها للعام المقبل وما بعده. وحضر المحادثات للتوصل إلى اتفاق في الأيام الأخيرة الرؤساء التنفيذيون للأستوديوهات، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى إنهاء الأزمة.
تمثل نقابة "ساغ - أفترا" نحو 160 ألف فنان. ويقول الممثلون الذين لم يصلوا إلى مرحلة النجومية في هوليوود إنه أصبح من المستحيل تقريبا كسب حياة كريمة من هذه المهنة، بعدما فشلت هياكل الأجور القائمة منذ سنوات طويلة في مواكبة التضخم والتغيرات في القطاع.
وأدى نمو منصات البث التدفقي التي تطلب عادة عددا أقل من الحلقات لكل مسلسل، وتدفع عوائد متدنية للممثلين عند إعادة بث عمل ناجح، إلى تآكل أرباح هؤلاء الممثلين بشدة. لكنّ استخدام الذكاء الاصطناعي، وخصوصا فكرة إمكان الاستعانة بشكل الممثل بعد فترة طويلة من تصوير الدور، كان من النقاط الشائكة في المفاوضات.
وتحرص الأستوديوهات التي أخرت بالفعل إصدار أفلام ضخمة مثل "دون: بارت تو" ("Dune: Part Two") والجزء المقبل من "ميشن إمباسيبل"، على استئناف إنتاج الأعمال الناجحة مثل "سترينجر ثينغز" في الوقت المطلوب للعام المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي المشارك لشبكة نتفليكس تيد ساراندوس إن المفاوضات لا تزال مستمرة، مضيفا "نحن على الطاولة ونعمل بجدّ لإنجاز" اتفاق. وتابع قائلا "أشعر أننا اقتربنا حقا من تحقيق ذلك. لكن كما تعلمون، هذه صفقات معقدة ونحن نبحر في مياه مضطربة. هدفنا إعادة الممثلين إلى العمل". عندما بدأت نقابة ساغ - أفترا إضرابها في منتصف يوليو من هذا العام، كان كتّاب هوليوود مضربين أيضا.
خسائر كبيرة
كانت هذه أول مرة تتوجه فيها النقابتان إلى الإضراب في وقت واحد منذ عام 1960، عندما قاد الممثل (والرئيس الأميركي لاحقا) رونالد ريغن الحركة الاحتجاجية. لكن الكتّاب توصلوا إلى اتفاق مع الأستوديوهات في سبتمبر، وتبعت ذلك محادثات رفيعة المستوى بين الأستوديوهات ونقابة الممثلين بعد فترة وجيزة.
وتمنع النقابة القوية "ساغ – أفترا" جميع أعضائها من الممثلين، حتى الأكثر شهرة منهم، من تصوير أي أعمال أثناء الإضراب، ولكن أيضا من المشاركة في الترويج للأفلام، وهو ما انعكس على القطاع حتى في مهرجانات عالمية مثل البندقية. وتُقدّر حاليا التكلفة الإجمالية المترتبة على توقف الإنتاج السينمائي في هوليوود بما لا يقل عن 6.5 مليار دولار، معظمها من الأجور الضائعة.
في الأسبوع الماضي، أخبر كبير مفاوضي نقابة "ساغ – أفترا" دنكان كرابتري – أيرلند، الأعضاء أنه "متفائل بحذر" بعد ما توصل الجانبان إلى تسوية بشأن الحد الأدنى للأجور، وإلى هيكل للمكافآت المخصصة للممثلين عن مشاركتهم في برامج أو أفلام ناجحة. وفي جولات سابقة من المحادثات، عرضت الأستوديوهات إنشاء إجراءات حماية صارمة تتطلب الموافقة والتعويض عن استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنّ نقابة الممثلين اعتبرت هذه التدابير غير كافية.