الفصائل السورية الموالية لتركيا تستبيح زيتون عفرين في غياب الرادع

فصيل "سليمان شاه" يفرض إتاوة مالية على موسم الزيتون في قرية كاخرة تقدر قيمتها بـ300 ألف دولار أميركي.
الاثنين 2023/11/06
على أمل أن يفلت المحصول من قبضة الفصائل

عفرين (سوريا) - يعاني سكان عفرين مع انطلاق موسم جني الزيتون من بطش الفصائل السورية الموالية لتركيا التي تعمد إلى ابتزازهم عبر نهب منتوجهم، أو فرض إتاوات في غياب رادع أو محاسب.

ويسيطر عدد من الفصائل الموالية لتركيا بينها فصيل "سليمان شاه" المعروف بـ"العمشات"، وسلطان مراد، وفيلق المجد، وفصيل الشرقية، وفصيل الحمزات، منذ العام 2018 على ما يسمى بمناطق درع الفرات في أرياف حلب الشمالية والشرقية والشمالية الشرقية والغربية، بما يشمل مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.

وتتعمد الفصائل الموالية لأنقرة التنكيل بأهالي عفرين الرافضين لسياسات التهجير من خلال اعتقال أبنائهم وبيع عقاراتهم ومنازلهم بالقوة، وفرض إتاوات مجحفة، وضرب المصدر الرئيسي لدخلهم وهو الزيتون.

◙ الفصائل الموالية لأنقرة تتعمد التنكيل بأهالي عفرين الرافضين لسياسات التهجير من خلال اعتقال أبنائهم وبيع عقاراتهم بالقوة

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد عمد فصيل "سليمان شاه" إلى فرض إتاوة مالية على موسم الزيتون في قرية كاخرة تقدر قيمتها بـ300 ألف دولار أميركي، وعليه جرى فرض إتاوة مالية على ثلاثة مواطنين تتراوح ما بين 5000 و7000 دولار أميركي كخطوة لتنفيذ سياستهم، وسط حالة استياء شعبي واسع من قبل أهالي القرية، ما دفعهم إلى تقديم شكاوى للشرطة العسكرية، لتقوم الأخيرة بتهديدهم بالاعتقال، في حال لم يتم سحب الشكوى.

وكانت معطيات تحدثت في وقت سابق عن أن الفصيل فرض على كل شجرة زيتون ثلاثة دولارات أميركية، بعد أن اكتفى العام الماضي بنصف المبلغ، وفرض أيضا على معاصر الزيتون الموجودة في المنطقة نسبة 10 في المئة لصالحه.

واستمرارا للانتهاكات، أقدم فصيل "الشرقية" على سرقة محصول من 50 شجرة زيتون في قرية مسكة التابعة لناحية جنديرس، رغم فرض إتاوات مالية على أهالي القرية من الفصيل ذاته، كما تمت سرقة 70 جوال زيتون من قبل عناصر حاجز في مدخل القرية.

وقبل أيام قام عناصر يتبعون لفصيل "فيلق المجد" بسرقة محصول 200 شجرة زيتون تعود ملكيتها إلى مواطن من أهالي قرية كيلا في ناحية بلبل بريف عفرين، تزامنا مع فرض ذات الفصيل إتاوة مالية على كل شجرة زيتون بمبلغ 15 ليرة تركية في ذات القرية، مع صفيحتين من زيت الزيتون لكل حقل.

ويقول نشطاء إن الفصائل تستغل غياب المحاسبة من أجل البطش بالأهالي، مشيرين إلى أن ما يسمى بالحكومة المؤقتة المشكلة في مناطق سيطرة المعارضة لا تملك أي سلطة فعلية على تلك الفصائل على الرغم من كونها محسوبة عليها.

وكانت وزارة الدفاع التابعة لما يسمى بالحكومة المؤقتة تعهدت في وقت سابق بتقديم التسهيلات لأصحاب حقول الزيتون في عفرين لجني محصولهم، وعدم تحصيل أي إتاوات، في محاولة للحد من التجاوزات التي وقعت خلال الأعوام الماضية.

◙ الفصائل تستغل غياب المحاسبة من أجل البطش بالأهالي وما يسمى بالحكومة المؤقتة لا تملك أي سلطة فعلية على تلك الفصائل

وقضت الوزارة في تعميم نشرته قبل أيام بأنه يمنع "منعا باتا تحصيل أي ضرائب عينية أو مادية من محصول الزيتون تحت أي مسمّى"، طالبة من كل الفصائل المحافظة على "أرزاق المواطنين" وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.

لكن التعميم ظل مجرد حبرا على ورق، ولم يلق أي تجاوب من الفصائل. وينطلق أصحاب حقول الزيتون في سوريا في جني محصولهم في أكتوبر من كلّ عام، وتعد عفرين الواقعة شمال غرب حلب أحد أبرز منتجي الزيت في سوريا، ويقدر عدد أشجار الزيتون في المنطقة بنحو 22 مليون شجرة.

ووفق الأرقام فقد كانت عفرين تنتج قبل اندلاع الأزمة في سوريا في العام 2011 نحو 270 ألف طن من الزيتون، فيما تعادل حقول زيتون عفرين نحو 20 في المئة من مساحة أشجار الزيتون في سوريا ككل.

وأكد موقع "نورث برس" المقرب من "قوات سوريا الديمقراطية" التي كانت تسيطر على منطقة عفرين قبل العام 2018، أن فصائل معارضة قطعت 8429 شجرة في المنطقة منذ بداية العام الجاري، منها 5030 شجرة زيتون و2060 شجرة رمان، أما الباقي فيتوزع على أشجار مثمرة وحرجية.

وذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في تقرير أصدرته العام الماضي أن فصائل مسلحة موالية لتركيا قطعت 650 ألف شجرة في إحدى مناطقها منذ العام 2018.

2