الأمم المتحدة تحذر: تعدين العملات يستهلك قدرا كبيرا من الطاقة

برلين - ذكرت دراسة جديدة للأمم المتحدة أن أنظمة تعدين العملة الرقمية الشهيرة بيتكوين تستهلك كميات من الكهرباء تفوق استهلاك الكثير من الدول. وبحسب دراسة أعدها باحثون في جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة التابعة للمنظمة الأممية في هاميلتون بكندا ونشرتها مجلة "إيرثز فيوتشر" (مستقبل الأرض)، فإن أغلب الكهرباء المستخدمة في تعدين البيتكوين تأتي من الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري، وهو ما يعني أن تأثير البيتكوين على البيئة والمناخ قوي للغاية.
يذكر أن تعدين البيتكوين، وهي عملة رقمية يشار إليها غالبا باسم "الذهب الرقمي"، يتم من خلال تكنولوجيا البيانات المتسلسلة والتي يتم فيها تخزين البيانات ككتلة مشفرة متسلسلة عبر مجموعة كبيرة من أجهزة كمبيوتر الخادم.
وتقوم أجهزة تعدين العملة الرقمية بالتحقق من كل معاملة وتوليد كتلة بيانات تضاف إلى السلسلة، وهو ما يستهلك كمية كبيرة من الكهرباء بسبب الكم الضخم من البيانات التي تتم معالجتها في كل معاملة.
وأشار الباحثون الذين درسوا بيانات "مؤشر كمبريدج لاستهلاك الطاقة في البيتكوين" إلى الصين والولايات المتحدة وروسيا وماليزيا وأيرلندا وإيران وتايلاند والسويد والنرويج وسنغافورة وبريطانيا باعتبارها أكبر دول العالم استهلاكا للكهرباء في تعدين البيتكوين.
وبحسب الدراسة فإنه خلال عامي 2020 و2021 استهلكت أنظمة العملات الرقمية 173 تيراوات/ساعة من الكهرباء، بزيادة نسبتها 60 في المئة عن الاستهلاك خلال عامي 2018 و2019.
ووفقا لبعض المصادر، فإن البيتكوين هي أكثر العملات الرقمية استهلاكا للطاقة، حيث يصل استهلاكها إلى 135 مليون تيراوات خلال 2023، وهو ما يفوق استهلاك الكثير من الدول كثيرة السكان مثل باكستان.
وبما أن أغلب الكهرباء المستخدمة في تعدين البيتكوين تأتي من الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري، فإن ذلك يعني أن تأثير البيتكوين على البيئة والمناخ قوي للغاية. بينما يستهلك تعدين الإيثيريوم كمية أقل من الطاقة، ويعتمد على البطاقة الرسومية GPU بشكل أقل، ويسعى إلى تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المستقبل.
وبينما جاء 67 في المئة من الكهرباء التي تم استهلاكها في تعدين العملات الرقمية خلال عامي 2020 و2021 من مصادر أحفورية، جاءت نسبة 16 في المئة فقط من الكهرباء المائية، محتلة بذلك المركز الأول كمصدر متجدد للطاقة المستخدمة في تعدين العملات الرقمية.