مشعل وهنية يرسمان صورة تَحَسّب حماس للرد الإسرائيلي مبكرا

اطّلاع قائدي حماس على تفاصيل سير العمليات في غزة يزيد الضغوط على قطر.
السبت 2023/10/28
حماس تريد تحريك الضفة

الدوحة – أظهرت تصريحات أدلى بها رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بشأن تحركات إسرائيل وفرضية الحرب البرية أن الحركة قد توقعت ذلك واستعدت له، وأنها تعرف مسبقا أن إسرائيل سترد بقوة وتسعى لاجتياح القطاع، وتعرف سيناريوهات التدخل، وكيف أن إسرائيل ستدخل غزة وتنفذ عمليات لجس النبض، وهو ما تحسبت له حماس.

وتشير نقاشات مشعل على منصة رقمية وكلمة هنية التي أدلى بها لقناة فضائية تابعة للحركة إلى أنهما مطلعان على تفاصيل سير العمليات من الدوحة، وهو ما يزيد الضغوط على قطر بخصوص وضعية تواجد القيادات هناك، بالتوازي مع سعي أميركي – إسرائيلي لمحاصرة الحركة.

والخميس قال مشعل إن “الحرب البرية على قطاع غزة قادمة، وهو ما يقود إلى مرحلة خطرة”، مؤكدا أن “الولايات المتحدة مشاركة في المعركة”.

تصريحات مشعل تنفي إمكانية أن تجد حماس نفسها في وضع مشابه لحزب الله عام 2006 حين قال نصرالله "لو كنا نعرف"

جاء ذلك خلال لقاء جمع بين مشعل ومجموعة من الشباب وعقد عبر منصة رقمية، وتطرق فيه إلى تطورات عملية “طوفان الأقصى” التي بدأتها حماس في السابع من أكتوبر الجاري، وما تبعها من هجمات إسرائيلية على قطاع غزة.

وأضاف مشعل أن “واشنطن اليوم تسير بالتخطيط والإدارة المشتركة وبالمشاركة النوعية في المعركة لتحقيق حرب برية أو مناورة للوصول إلى ما يريدون بأقل الخسائر، لأن إسرائيل لا تتحمل خسارة مماثلة (للخسارة التي تكبدتها) في 7 أكتوبر”.

وتنفي تصريحات مشعل على وجه الخصوص ما يقال الآن من أن حماس تجد نفسها في وضع مشابه لحرب إسرائيل على حزب الله عام 2006 حين قال زعيم الحزب حسن نصرالله “لو كنا نعرف”.

ولفت إلى أن واشنطن تسير في ثلاثة مسارات؛ “الأول عدم الدخول برا، وهناك فرصة طويلة منحت لإسرائيل لضرب غزة جوا، والرئيس الأميركي جو بايدن قال نريد نموذج الموصل وليس الفلوجة (في العراق)، لأنها أقل كلفة، وهي دمار شامل لرفع الراية البيضاء وهو أمر خطير”.

وتابع “المسار الثاني: واشنطن تدخل بخبرائها وأرسلت فرقة الدلتا الخبيرة بالإفراج عن الرهائن وجنرالات وذخائر حديثة لاختراق الأعماق، واستعمال سلاح غاز الأعصاب، (بهدف) شل المقاومين في الأنفاق لفترة زمنية، حيث يدركون قوتنا في الأنفاق”.

وأكمل أن “المسار الثالث سيكون بعد استكمال الأول والثاني، وهو خطة تكتيكية بالدخول من البحر من الشمال أو على شكل حزام أو دخول شامل، وهناك محاولات جس النبض شرق خان يونس في اليومين الماضيين”.

oo

وأعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، الجمعة عن التصدي لقوة إسرائيلية كانت تحاول تنفيذ عملية إنزال من شاطئ مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقالت الكتائب في بيان “تم اكتشاف المحاولة من قبل مجاهدينا والتصدي لها والاشتباك مع العدو، مما استدعى تدخل سلاح الجو الصهيوني الذي أنقذ القوة، ففرت باتجاه البحر تاركةً خلفها كمية من الذخائر”.

ولاحقا كشف الجيش الإسرائيلي النقاب عن عملية توغل قام بها الليلة قبل الماضية في جنوب القطاع من جهة البحر. ووفق مشعل لا يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “وقْف الحرب دون نصر وسيرتد الأمر عليه بأزمة داخلية وهو يواجه الفساد”.

من جانبه حذر هنية من مغبة استمرار “العدوان الإسرائيلي” على غزة، قائلا إنه “سيُخرج كل المنطقة عن السيطرة”، وأكد أن المقاومة في القطاع “بألف خير” بعد مرور 20 يوما على الحرب.

جاء ذلك في كلمة بثتها قناة “الأقصى الفضائية” التابعة لحركة حماس مساء الخميس، دعا فيها هنية إلى ضغط دولي على إسرائيل لوقف “عدوانها” على غزة.

لكن تصريحات هنية ومشعل، اللذين أظهرا معرفة دقيقة بتفاصيل سير العمليات من الدوحة، ستحرج القطريين أمام الولايات المتحدة التي تنوي محاصرة حماس وقد تدعو قطر إلى التخلي عن قادة الحركة ودعوتهم إلى الخروج من أراضيها.

وربما تجد الدوحة نفسها مجبرة على التخلي عن حليفتها حماس تحت ضغط إدارة جو بايدن التي تريد أن توجّه إلى حماس ضربة متعددة الأوجه وتطوّق نشاطها الخارجي.

وقال مسؤول أميركي كبير الجمعة إن قطر أبلغت الولايات المتحدة بأنها منفتحة على إعادة النظر في وجود حركة حماس على أراضيها بمجرد حل أزمة العشرات من المحتجزين لدى الحركة.

وذكر المسؤول أنه تم التوصل إلى هذا التفاهم، الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست لأول مرة، خلال اجتماع بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالدوحة في وقت سابق من الشهر الجاري.

ولا شك أن قطر لن تفكر في الوقوف في وجه الولايات المتحدة أو إسرائيل التي حثت روسيا الخميس على طرد وفد حماس الموجود في موسكو ووصفت دعوته بأنها “مؤسفة”، وهو ما يعني أن حرية الحركة والتنقل وعقد الاجتماعات والندوات الإعلامية، أي المزايا التي كانت حماس تحظى بها في السابق، ستتم مراجعتها والتضييق عليها.

 

اقرأ أيضا:

       • خطة طوارئ لبنانية تحسبا لتصعيد أمني

       • جبهة تحت الأرض.. مدينة أنفاق حماس عقبة خفية أمام إسرائيل

       • حماس التي أعادت الثقة بنتنياهو

       • ما قبل "طوفان الأقصى" وما بعده

1