"الحفلة مستمرة".. السعودية تتجاهل الدعوات الإلكترونية لإلغاء موسم الرياض

المغردون السعوديون يفرقون جيدا بين دعم القضية الفلسطينية ورفض أجندات حماس.
السبت 2023/10/28
السعودية أولا

دعم محسوب من السعوديين للفلسطينيين في حرب حماس وإسرائيل؛ إذ بدا أنهم يفرقون بين الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وبين مغامرات حماس التي يعتبرونها بيدقا لدول تعاديهم.

الرياض - عاد التحريض ضد موسم الرياض بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهمية وأخرى محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين من بوابة الحرب في غزة. وأطلقت هاشتاغات في الغرض توجه انتقادات حادة للسعودية وقياداتها وخاصة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن وسْم #إلغاء_موسم_الرياض.

وفيما يبدو تجاهلا للحملات أعلنت الهيئة العامة للترفيه في السعودية برئاسة تركي آل الشيخ أن الفنانة العالمية شاكيرا ستكون نجمة حفل افتتاح موسم الرياض. وتشارك شاكيرا في الحفل الغنائي الأول لها بالمملكة العربية السعودية ضمن فعاليات موسم الرياض 2023 الذي يبدأ اليوم 28 أكتوبر. ورد آل الشيخ على من وصفهم بـ"المزايدين" الذين يستخدمون اسم المملكة أو اسمه أو اسم موسم الرياض "كشماعة" لصرف الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر.

جاء ذلك في تدوينة لتركي آل الشيخ على صفحته بمنصة فيسبوك، حيث قال "هناك نقطة مهمة أعتقد يجب الإشارة إليها بوضوح وأنا في الفترة الأخيرة لم أتحدث كثيرا لكن أعتقد من المهم الحديث الآن.. سنة 1967 عندما احتُلت دول لم يتوقف أي شيء وعند حرب لبنان لم يتوقف أي شيء وعندما حاربت بلدي 7 سنوات لم يتوقف فيها شيء ودم السعودي أغلى لدي من أي شيء".

وتابع قائلا "عندما يزايد التافهون علينا يجب أن نوضح الحقيقة.. لا أعرف متى تنتهي مسخرة استخدام اسم المملكة أو اسمي أو اسم موسم الرياض في أي شيء كشماعة لتحويل الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر… وإلى متى السماح للغلط على شخصيات اعتبارية في بلدي والبكاء عند الرد؟ وإلى متى ترهيب كل من يتعاون معنا في عمل شريف مثله مثل أي عمل آخر".

وأضاف "لم أر كرة القدم توقفت مثلاً وأي وظيفة حرة وشريفة وأي وظيفة سياحية أيضا.. أعتقد أن المواطن العربي أصبح ملمًّا وفاهمًا اسم تركي آل الشيخ يستخدم لماذا ومِن مَن.. لقد أصبح الوضع مكشوفا تماما وبنفس الأدوات وبنفس الصحف ونفس الطريقة ونفس الأشخاص.. لكن السعودي، وأنا منهم، مشغول بتطوّر بلده ونهضتها ومرحب بكل زائر ومحب".

ويشار إلى أن تدوينة تركي آل الشيخ تأتي في أعقاب الجدل الواسع الذي أثاره الفنان المصري محمد سلام في مصر واعتذاره عن المشاركة في عرض في الرياض نظرا للأحداث الجارية والاشتباكات بين إسرائيل وقطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري.

وقال حساب على إكس:

 

وغرد آخر:

ومنذ أن قام مسلحون من حركة حماس الفلسطينية المسلحة في غزة بهجوم مفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، يلوح في الأفق خطر اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط. وفرضت إسرائيل حصاراً على غزة واستهدفت القطاع بسلسلة من القصف العنيف.

وقد أدى ذلك إلى نشوب احتجاجات في مختلف أنحاء المنطقة، مما أسهم في إعادة تنشيط الدعم العربي للقضية الفلسطينية، بما في ذلك الأوساط السعودية. وبالتوازي مع ذلك يبرز على مواقع التواصل الاجتماعي تفريق سعودي واضح بين دعم القضية الفلسطينية من جهة ورفض ما قامت به حماس بهدف إثارة العنف والحرب في المنطقة واستهداف السعودية من جهة أخرى.

وأوضح المسؤولون السعوديون أنهم عازمون على الحيلولة دون أن يلقي ذلك بظلاله على خطط الأمير محمد بن سلمان لتنمية المملكة، والتي تشمل إعادة تشكيل الاقتصاد لتقليل الاعتماد على النفط وتحويل البلاد إلى مركز عالمي للأعمال والسياحة.

وتعتمد هذه الخطط على الحد من التوترات في المنطقة، وليس تأجيجها. وتحقيقا لهذه الغاية أعادت المملكة العربية السعودية مؤخرا علاقاتها مع منافستها الإقليمية إيران، التي تدعم حماس والعديد من الميليشيات الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويسعى المسؤولون السعوديون جاهدين لاحتواء تداعيات الصراع، الذي يخشون من إمكانية أن يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وقبل خمس سنوات جلس ولي العهد السعودي في نفس قاعة المؤتمرات المذهبة التي انعقد فيها منتدى الاستثمار هذا العام وأعلن أن الشرق الأوسط سيصبح “أوروبا الجديدة” في العالم. ومنذ ذلك الحين أنهى العديد من القيود الاجتماعية ودفع بخطة اقتصادية شاملة.

◙ هناك تفريق سعودي واضح بين دعم القضية الفلسطينية من جهة ورفض ما قامت به حماس بهدف إثارة العنف والحرب في المنطقة واستهداف السعودية من جهة أخرى

وفي عهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، تغير الموقف السعودي تدريجياً. وقد ركّز على شعار "السعودية أوّلاً". وعلى مدى السنوات القليلة الماضية انتقد مسؤولون سعوديون سابقون ومؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينيين علانية لإهدارهم فرص التوصل إلى حل للصراع، معلنين أن #فلسطين_ليست_قضيتي، في منشورات شديدة اللهجة.

وفي الأشهر التي سبقت اندلاع الحرب كان الأمير محمد بن سلمان ومستشاروه يجرون محادثات مع مسؤولي إدارة جو بايدن حول صفقة معقدة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل –جزئيًا– اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة وتنازلات من إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وأدان المسؤولون السعوديون علناً آلاف الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، ودعوا إلى وقف الحصار وحثوا على الوقف الفوري لإطلاق النار وتوصيل المساعدات إلى الفلسطينيين.

لكن السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي يرفضون إعطاء الفلسطينيين شيك دعم على بياض، مؤكدين أن الفلسطينيين تدفعهم الجماعات المتطرفة التي تستهدف المملكة. يذكر أنه في السنوات الماضية نقص رصيد التعاطف مع الفلسطينيين بشكل كبير خاصة في السعودية، وأصبح من المعتاد رؤية عبارة #فلسطين_ليست_قضيتي على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويقول كثيرون إن العرب بشكل عام فقدوا الاهتمام بما يحدث في الأراضي الفلسطينية بسبب تحول مؤثرين فلسطينيين إلى بيادق في أيادي دول تعادي بلدانهم وباتوا يخوضون حروبا بالوكالة لأجل مصالحهم الخاصة باسم القضية الفلسطينية. ويتساءلون لماذا لا يطلب الفلسطينيون من إيران أو تركيا تحريرهم خاصة أن أغلبيتهم صاروا متمترسين ضمن هذين المحورين؟

ورأى ناشطون أن القضية الفلسطينية أصبحت وسيلة للمتاجرة لدى البعض. وأقر بعضهم بأن قضية فلسطين باتت أشبه بمباراة يتم فيها تشجيع الفريق المنافس في بطولة خارجية ممثلا للوطن، فالواجب الوقوف بجانب ممثل الوطن، لكن جمهوره وإدارته وإعلامييه يؤلبون عليه الجمهور. وهذا بالضبط ما يحدث في القضية الفلسطينية، قضية عادلة لكن أصحابها أفسدوها.

ومن جهة أخرى أكد الكثير من السعوديين أن مواقفهم التاريخية لا يمكن المساومة عليها، وهي ثابتة لمن يقرأ التاريخ وموقف السعودية من كل القضايا العربية وليس موقفها من القضية الفلسطينية فقط.

5