التحقيق مع صحافي تونسي حذر من اغتيال قيس سعيد

تونس - أطلقت السلطات التونسية سراح الصحافي زياد الهاني بعد استجوابه لساعات من قبل الوحدة الوطنية للتحقيق في الجرائم الإرهابية، وذلك بعد تحذيره من عودة الاغتيالات السياسية واستهداف الرئيس قيس سعيّد بسبب موقفه الداعم للفلسطينيين في غزة.
وقال الهاني في البرنامج الصباحي على إذاعة "إي أف أم" الخاصة بأنّ موقف الرئيس قيس سعيّد الداعم للفلسطينيين في غزة "قد يؤدي إلى موجة اغتيالات من قبل أطراف خارجية رافضة لهذا الموقف". مضيفا أنه "يملك معطيات" وأن "تصريحاته ليست حبرا على ورق".
وطالب الهاني وزير الداخلية بـ"اليقظة"، والحرص على سلامة التراب التونسي والتصدي لمحاولات إرباك الوضع الأمني، ليتم استدعاؤه في فرقة الأبحاث في القضايا الإرهابية ببوشوشة للاستماع إلى شهادته. وذكرت مصادر مطلعة أن الفرقة نفسها ستستمع أيضا لمقدم البرنامج برهان بسيس وهو ما أكد أن التحقيق مع الهاني يتعلق بتصريحاته خلال البرنامج الإذاعي.
◙ الهاني طالب وزير الداخلية بـ"اليقظة" والحرص على سلامة التراب التونسي والتصدي لمحاولات إرباك الوضع الأمني
وشهدت تونس العديد من الاغتيالات السياسية بعد الثورة كانت بدايتها مع اغتيال المعارض اليساري لحكم النهضة شكري بلعيد حيث أشارت بعض التقارير إلى أن أياد خارجية يمكن أن تكون متورطة لإحداث البلبلة في تونس.
والهاني يُعَدّ من أبرز الصحافيين في البلاد، وأحد مؤسسي النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، وهو معروف بمواقفه المعارضة للسلطات المتعاقبة، وهو ناقد لسياسات الرئيس الحالي قيس سعيّد. ويردد باستمرار أن قيس سعيّد قام بانقلاب ويسعى لتدمير الديمقراطية وضرب حرية الصحافة.
وطالب الهاني في هذا السياق بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين لتقوية الجبهة الداخلية حسب رأيه، مضيفا أنه "يجب غلق الباب أمام الذرائع الخارجية". مضيفا "عندما أتحدث عن أمن الوطن وسلامته لا يمكن أن أتحدث عن معلومات مغلوطة، ولا يمكن أن أسكت عن محاولة استهداف تونس".
وسبق أن أوقفت السلطات التونسية الهاني في يونيو بتهمة إهانة الرئيس بعدما وجه انتقادات لسعيد في تصريحات إذاعية. ودعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إلى إطلاق سراح الهاني. وعبرت عن تضامنها المطلق مع الهاني الذي قالت إنه "يتعرض لحملة كاملة من التحريض والتشويه فقط لأنه انتصر لحرية التعبير"، مطالبة السلطات بمراعاة وضعه الصحي الدقيق وحقه في العلاج.
وحرية التعبير هي المكسب الرئيسي الذي ناله التونسيون بعد ثورة 2011. ويرفض قيس سعيّد اتهامه باستهداف الحريات، ويقول إنه لن يكون دكتاتورا. وتعهد بحماية حرية التعبير والصحافة غداة إعلانه التدابير الاستثنائية في البلاد في يوليو 2021.