استياء هندي من حكم قطري بإعدام مواطنين هنود في قطر

قطر تتهم ثمانية هنود بالسعي لجمع معلومات استخباراتية عن مشروع سري لبناء غواصة تصنع في إيطاليا لحسابها.
الجمعة 2023/10/27
تكتّم قطري على تفاصيل القضية

نيودلهي- عبّرت الحكومة الهندية عن صدمتها من إصدار محكمة قطرية حكما بالإعدام على ثمانية هنود اعتقلوا في قطر العام الماضي.

وقالت في بيان أصدرته الخميس إنّها تولي هذه القضية أهمية كبيرة وستناقش الحكم مع السلطات القطرية.

ولم تعلن الحكومتان الهندية والقطرية بشكل رسمي عن التهم الموجهة إلى الرجال الثمانية، وهم مسؤولون سابقون في البحرية الهندية وكانوا يعملون في شركة خاصة بقطر، لكنّ تقارير إعلامية كانت تحدّثت في وقت سابق عن اتهام قطر للرجال المعتقلين لدى سلطاتها منذ أغسطس 2022 بالسعي لجمع معلومات استخباراتية عن مشروع سري لبناء غواصة تصنع في إيطاليا لحساب قطر.

كما ورد في التقارير أنّ الثمانية هم ضباط سابقون في البحرية الهندية عملوا في شركة استشارية تابعة لوزارة الدفاع القطرية، وأن إجراءات محاكمتهم بدأت أواخر شهر مارس الماضي.

ونُقل عن مصدر مخابراتي في الهند أن نيودلهي حاولت إقناع الدوحة بأن رعاياها لم يشاركوا في أي نشاط استخباراتي مضاد لقطر، لكن الجهود باءت بالفشل، مشيرا إلى أنّ القطريين أصرّوا على أن المعلومات الاستخباراتية الخاصة ببرنامج الغواصة القطرية تم نقلها إلى إسرائيل.

وذكر المصدر أن وكالة المخابرات القطرية قالت إنها اعترضت اتصالات إلكترونية نقل فيها المتهمون معلومات حساسة حول برنامج الغواصة. ومع ذلك لم يتم تقديم الأدلة إلى الهند.

وتفيد التقارير بأن مصنع الشركة التي تصنع الغواصات لقطر يقع في مدينة بيرغامو الإيطالية وأن السفن المعنية هي نماذج مصغرة لغواصات يو 212 تم بناؤها بالتعاون بين إيطاليا وشركة تيسانكروب الألمانية.

وأضافت الحكومة الهندية في بيانها أنّه “من غير المناسب الإدلاء بأي تصريحات أخرى في هذه المرحلة” بسبب “الطبيعة السرية للإجراءات”.

◙ الثمانية هم ضباط سابقون في البحرية الهندية عملوا في شركة استشارية تابعة لوزارة الدفاع القطرية، وقد بدأت إجراءات محاكمتهم أواخر شهر مارس الماضي

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الهندية، ومنهم الوزير سوبرامانيام جيشينكار، في وقت سابق إنّ التفاصيل الدقيقة للتهم الموجهة إلى الهنود الثمانية “ليست واضحة تماما”.

ويأتي التكتّم القطري على تفاصيل القضية في إطار حرص الدوحة على الحفاظ على سرّية برنامجها لامتلاك غوّاصات، والذي كانت قد كشفت عنه مجلّة فوربس الأميركية في وقت سابق، مؤكّدة إبرام قطر صفقةً بقيمة 5 مليارات يورو مع شركة الدفاع الإيطالية العملاقة فينكانتيري لبناء سفن حربية وصنع غواصات متطورة.

كما شملت الصفقة، بحسب المجلة ذاتها، حاملة طائرات عمودية وأربع سفن حربية وقاربي دورية.

وتمتلك قطر جيشا صغيرا لا يتجاوز اثني عشر ألف مقاتل، حيث تعوّل في حماية مجالها بشكل أساسي على تحالفها مع الولايات المتّحدة التي تحتفظ بقاعدة العديد الكبيرة والمتطورة على الأراضي القطرية، غير أنّ الدولة الخليجية بدأت خلال السنوات الأخيرة ترصد مبالغ ضخمة للإنفاق العسكري وتعلن عن صفقات كبيرة لاقتناء أسلحة ومعدّات عسكرية متطورة.

وتظهر بعض التقديرات ارتفاع واردات الأسلحة القطرية بما يقارب خمسة أضعاف في ظرف أقل من عقدين.

ومن أكبر صفقات السلاح القطرية التي تم إبرامها في السنوات الأخيرة صفقة اقتناء 24 طائرة رافال فرنسية بقيمة 6.34 مليار يورو، أضيف إليها لاحقا بند بتزويد قطر بـ12 طائرة إضافية من نفس الطراز، بالإضافة إلى صفقة اقتناء 24 طائرة أباتشي أميركية بقيمة 668 مليون دولار، وعدد مماثل من طائرات تايفون وتسع طائرات هوك بقيمة 5.1 مليار جنيه إسترليني.

3