جعجع: قرار لبنان بيد حزب الله وباسيل يستغبي الناس

قوى سياسية معارضة لنهج حزب الله تتردد في التعبير عن موقفها حتى لا تستفز الحزب الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة تفوق قدرات الجيش اللبناني.
الخميس 2023/10/26
سمير جعجع: المعارضة لم تعد قادرة على اتخاذ أي مبادرة

بيروت- أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “قرار السلم والحرب ليس في يد الدولة اللبنانية بل في يد حزب الله”، مشيرا إلى أنه “في الجلسة النيابية التي انعقدت في 17 أكتوبر الحالي أيّد فقط نحو 40 نائبًا من المعارضة اتخاذ المجلس موقفًا واضحا بشأن جر لبنان إلى الحرب”.

ويشهد جنوب لبنان تصعيدا خطيرا في ظل قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع الصراع في قطاع غزة في السابع من أكتوبر الجاري. ويخشى اللبنانيون من جرهم إلى حرب لا يريدونها وسيكونون الخاسرين الأبرز منها.

وبدأت أصوات تبرز في الداخل اللبناني تطالب بوقف التصعيد على الحدود، معتبرة أن حزب الله ولحسابات تتعلق بإيران وبالمحور الذي تقوده يغامر بتفجير الوضع في لبنان، مشددة على أن اللبنانيين وإن كانوا يساندون الفلسطينيين في الصراع الدائر حاليا، لكن ذلك لا يعني الزج بالبلاد في حرب لا تستطيع تحمل كلفتها.

◙ المعارضة لا تملك أدوات التأثير في ظل انقساماتها وتردد بعضها في الصدح بأي موقف قد يستفز حزب الله

وفي ظل فراغ رئاسي مستمر منذ أشهر جراء عدم توافق القوى السياسية، تبدو حكومة تصريف الأعمال التي يقودها نجيب ميقاتي عاجزة عن وقف التدهور، في إقرار بأن الوضع خارج عن سيطرتها وأنها لا تمتلك سلطة القرار في ما يحدث باستثناء التنديد بالانتهاكات الإسرائيلية.

في المقابل لا تملك القوى السياسية المعارضة لنهج حزب الله القدرة على التأثير في مجريات الأحداث، في ظل انقساماتها وتردد بعضها في الصدح بأي موقف قد يستفز الحزب الذي يملك ترسانة عسكرية ضخمة تفوق حتى قدرات الجيش اللبناني.

وقال جعجع في لقاء مع صحيفة “أورينت لو جور”، “اليوم، قضي الأمر. لم تعد المعارضة قادرة على القيام بأي شيء. لكن أريد تأكيد المؤكد أننا لسنا صامتين. لقد عملنا جاهدين طوال 18 عاما حتى لا نصل إلى هذا الوضع، ودفعنا ثمنا باهظا من أجل هذا الهدف. لكن في الواقع، قرار السلم والحرب ليس في يد الدولة اللبنانية، بل في يد حزب الله. كما أن جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) ساهم بشكل كبير في الوصول إلى هذه النتيجة”.

وعلق زعيم حزب القوات على المبادرة التي أطلقها أخيرًا رئيس التيار الوطني الحر، قائلا “لا أحبذ خطوة استغباء الناس، خصوصا في ظل هذا الوضع المتردي الذي يعيشونه اليوم، إذ أن باسيل لا يملك أي مبادرة، بل يختار إيماءات لا فائدة منها، والدليل على ذلك، أنه لا أحد يعلم بالنقاط الرئيسية للمبادرة التي لو كانت موجودة، لكان باسيل عقد مؤتمرا صحفيا حتى نستطيع اتخاذ موقف واضح منه”.

ومضى جعجع قائلا “في هذا السياق، يهمني أن أشير إلى نقطة واحدة: من أجل الحكم على مبادرة ما، من المفترض أن نأخذ في الاعتبار من يقترحها. من هنا، أعتقد أن باسيل لا يتمتع بالمصداقية في هذا المجال، بل هو جاد فقط، حين يتعلق الأمر بتقاسم الجبنة، وبالتالي لكل هذه الأسباب لا أسهب في الحديث عن مسعى باسيل”.

◙ جبران باسيل يخشى من أن تنجرف الأمور إلى غير ما تشتهيه حساباته السياسية
جبران باسيل يخشى من أن تنجرف الأمور إلى غير ما تشتهيه حساباته السياسية

وبدأ رئيس التيار الوطني الحر جولة على القوى السياسية والكتل النيابية، متحدثا عن ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي، وحل أزمة التعيينات الأمنية، في ظل الوضع الحرج الذي يواجهه لبنان، وما يمكن أن يحصل في المستقبل القريب في علاقة بالتصعيد الجاري بين حزب الله وإسرائيل.

ويرى متابعون أن جولة باسيل والتصريحات التي يطلقها من هنا وهناك هي محاولة لتحريك الجمود السياسي لكن دون أن يصل الأمر إلى حد طرح مبادرة لتفكيك عقد الداخل يقبلها الفرقاء.

ويعتقد المتابعون أن باسيل يخشى من أن تنجرف الأمور إلى غير ما تشتهيه حساباته السياسية، بعد أن تحول في إحدى الفترات إلى بيضة قبان لا يمكن أن تفك العقد دون دعمه، لافتين إلى أن الشيء الثابت أن أزمة الرئاسة أو التعيينات الأمنية المستحقة هي آخر همّ حزب الله حاليا حيث أنه منشغل بإدارة الصراع مع إسرائيل، وبالتالي تحركات باسيل لن تقدم أو تؤخر في الوضع الراهن، وكل التركيز منصب على مآلات التصعيد على الحدود.

 وبالنسبة إلى إمكانية قيام حزب القوات بأي شيء ضد حزب الله المنخرط في القتال ضد إسرائيل من لبنان، وحيث أن القوات اللبنانية لديها أكبر مجموعة نيابية معارضة، أوضح جعجع “لدينا الكتلة النيابية الأكبر، لكن عددنا ليس كافيا للتأثير على مجريات الأمور، لأن بعض القوى السياسية لا تقدم لنا الدعم الذي نحتاج إليه”.

واستشهد جعجع بما حصل خلال جلسة مجلس النواب في 17 أكتوبر (المخصصة لانتخاب أعضاء اللجان النيابية)، حيث أيد فقط نحو أربعين نائبا من المعارضة اتخاذ المجلس النيابي موقفا واضحا بشأن رفض جر لبنان إلى الحرب في غزة.

ولفت جعجع إلى أن “البلاد منخرطة بالفعل في الحرب، ويتجلى ذلك في الوضع الاقتصادي السيء وخفض عدد الرحلات الجوية في المطار (علما أننا في موسم الركود)”.

وقال زعيم القوات “لم تعد المعارضة قادرة على اتخاذ أي مبادرة، لكنها ليست الوحيدة في هذا الوضع، باعتبار أنه لا أحد يستطيع أن يفعل أي شيء، لكن في الوقت عينه، يجب ألا ننسى أن المعارضة بذلت كل ما في وسعها لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، وستواصل الضغط والدعوة إلى عدم انخراط لبنان في الحرب”.

وفي ما يتعلق بتأثير الصراع في غزة على الانتخابات الرئاسية، اعتبر أنه “قبل 7 أكتوبر، تم تجميد الملف عند 10 درجات تحت الصفر، فيما اليوم يتم تجميده عند درجة 100 تحت الصفر. إلى ذلك، يرتبط كل شيء بنتيجة الحرب الحالية، قد تستمر الإعاقة طويلا، لكن لن نسمح بأي حال من الأحوال أن يفرض علينا معسكر الممانعة انتخاب رئيس”.

2