هشاشة العظام مرض يتطور دون أي أعراض أو آلام

مرضى السكري من النوع الأول والتهابات الأمعاء المزمنة أكثر عرضة للإصابة بترقق العظام.
الثلاثاء 2023/10/24
الكسور يمكن أن تنتج عن أي نشاط بسيط

تصاب واحدة من بين كل ثلاث نساء ممن تفوق أعمارهن الخمسين في جميع أنحاء العالم بمرض هشاشة العظام ما يجعله المرض الأكثر شيوعا، وتزيد خطورة الإصابة به لدى مرضى السكري من النوع الأول ومرضى التهابات الأمعاء المزمنة. وتعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي أمرين على قدر كبير من الأهمية للوقاية من هشاشة العظام ومعالجتها.

دبي - تُسبِّب هشاشة العظام ضعفها إلى درجة أن أي سقوط أو مجهود بسيط مثل الانحناء أو السعال يمكن أن يؤدي إلى كسور. وتَحدُث حالات الكسر المرتبطة بهشاشة العظام بصورة شائعة في الوِرك والرسغ والعمود الفقري.

وهشاشة العظام مرض يتسبب في إضعافها وترققها، مما يعرضها لخطر الكسور المفاجئة وغير المتوقعة. والعظام هي النسيج الحيٌّ الذي ينكسر ويُستَبدَل باستمرار. ويَحدُث مرض هشاشة العظام عندما لا يُواكِب خَلْق عظام جديدة فَقْد العظام القديمة.

وتشير المؤسسة الدولية لهشاشة العظام إلى أن “هشاشة العظام هي مرض العظام الأكثر شيوعا”، حيث تؤثر على واحدة من بين كل ثلاث نساء وواحد من بين كل خمسة رجال ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاما في جميع أنحاء العالم.

كسور العمود الفقري والورك قد تؤدي إلى تغير جذري في حياة المصاب بها، وغالبا ما تتسبب في آلام مزمنة وإعاقات

وأوضحت الدكتورة سارة كيلر أخصائية أمراض الروماتيزم في قسم الروماتيزم وأمراض المناعة في كليفلاند كلينك، أن مرض هشاشة العظام غالبا ما يتطور دون أي أعراض أو آلام في البداية، ولا يتم اكتشافه حتى تتسبب العظام الضعيفة بحدوث كسور مؤلمة غالبا ما تتركز في منطقة الورك أو الرسغ أو العمود الفقري.

وأكدت كيلر أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعد أمرا على قدر كبير من الأهمية للوقاية من هشاشة العظام ومعالجتها، موصية في الوقت نفسه بوجوب قيام الأفراد الذين يتم تشخيص إصابتهم بهشاشة العظام بالتحدث مع مزود الرعاية الصحية الخاص بهم أو المعالج الفيزيائي قبل بدء برنامج التمارين الرياضية؛ إذ قد يكون ضروريا تجنب بعض الأنشطة الرياضية مثل ركوب الخيل أو بعض وضعيات اليوغا وذلك لحماية العمود الفقري.

وأضافت كيلر “إنني أنصح المرضى دائما بالإصغاء إلى ما تقوله لهم أجسادهم، وبدء الرياضة تدريجيا وممارستها باعتدال لتجنب مخاطر الإصابة”.

وبهدف بناء كثافة العظام أو المحافظة عليها، تنصح كيلر الأفراد الأصحاء بممارسة التمارين باستخدام الأوزان سواء كانت تمارين بسيطة مثل المشي، أو أكثر قوة مثل الجري، مشيرة إلى أن الأنشطة مثل اليوغا أو اللياقة البدينة (تمارين بيلاتس) أو الممارسة الآمنة لتمارين الوقوف على قدم واحدة، تعد ممتازة لتعزيز التوازن، الذي يعتبر بدوره مهما لتجنب السقوط وحدوث الكسور.

وأشارت كيلر إلى أن النظام الغذائي يعتبر عاملا آخر في أسلوب الحياة يؤدي دورا رئيسيا في الوقاية من هشاشة العظام ومعالجتها. وتنصح كيلر باتباع الأفراد لبرنامج غذائي صحي مثل حمية الشرق الأوسط، وتركيزهم على الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د).

وأضافت “هناك العديد من حاسبات الكالسيوم الموجودة على شبكة الإنترنت، التي يمكنها أن تساعد الأفراد في مراقبة واحتساب كمية الكالسيوم التي يتناولونها. إن الحصول على المواد الغذائية من مصدر طبيعي مثل الغذاء والتعرض الآمن لأشعة الشمس من أجل إنتاج فيتامين (د) في الجسم هو الخيار الأفضل، لكن في حال عدم إمكانية القيام بذلك، فقد يقوم مزود خدمات الرعاية الصحية بوصف مكملات غذائية لضمان ذلك”.

حح

وقالت كيلر “يؤدي النيكوتين إلى إبطاء عملية إنتاج الخلايا المشكّلة للعظام، كما يقلل من امتصاص الكالسيوم من الغذاء الذي نتناوله، لذلك فإنني أنصح الجميع بعدم التدخين. كما أن الاستهلاك المفرط للكافيين والكحول يرتبطان أيضا بهشاشة العظام، ولذلك يجب تجنب هذه المواد أو التقليل من استهلاكها”.

وأفادت كيلر بأن بعض الأمراض والأدوية قد تتسبب بزيادة مخاطر إصابة الأفراد بهشاشة العظام، ولذلك يجب عليهم توخي الحذر. وأشارت إلى أن الأمثلة تشمل الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول، والتهابات الأمعاء المزمنة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والأفراد الذين خضعوا لجراحات علاج البدانة، والأفراد الذين يتناولون أدوية الجلوكوكورتيكويدات مثل بريدنيزون.

بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الطمث لدى النساء يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام؛ إذ أن كثافة العظام تتراجع بسرعة كبيرة خلال الأعوام الخمسة إلى العشرة التي تلي انقطاع الطمث، كما أن التاريخ الطبي للعائلة يؤدي دورا رئيسيا؛ إذ أن مخاطر تعرض شخص لكسور ناتجة عن ترقق العظام يزيد في حال تعرض أحد من الوالدين إلى كسر في الورك.

علاج المرضى المصابين بهشاشة العظام يجب أن يركز على الوقاية من الكسور وتحسين مستويات الكالسيوم أو فيتامين (د) في الجسم

وأوضحت كيلر أن فحص كثافة العظام غالبا ما يتم من خلال قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة، مشيرة إلى أن الطبيب قادر على تحديد متى يجب إجراء الاختبار. وأضافت أنه على الرغم من اختلاف الإرشادات المتعلقة بالفحوصات من دولة أو مؤسسة إلى أخرى، إلا أن مؤسسة هشاشة العظام الوطنية الأميركية والجمعية الدولية لقياس الكثافة العظمية السريرية تنصحان النساء بإجراء الفحوصات اعتبارا من سن الـ65 عاما.

وأشارت كيلر إلى أن الأفراد من ذوي عوامل الخطر المرتفعة يجب أن يخضعوا للفحوصات في فترة مبكرة، كما يجب على الأفراد الذين تشير الفحوصات إلى إصابتهم بهشاشة العظام أو انخفاض كثافتها الخضوع إلى قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة مرة كل عامين.

وقالت كيلر “لحسن الحظ هناك الكثير من الأدوية الآمنة والفعالة للمساعدة في بناء العظام والوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام. ويعد تناول علاج يشمل عناصر ابتنائية فعالا جدا في بناء العظام في حالات ترقق العظام الشديد، أو لدى الأفراد المصابين بكسور. كما يمكن للأدوية المانعة لارتشاف العظام المساعدة كذلك في الوقاية من الكسور”.

وأوضحت كيلر أن علاج المرضى المصابين بهشاشة العظام يجب أن يركز على الوقاية من الكسور، لذلك وإلى جانب تحسين مستويات الكالسيوم أو فيتامين (د) في الجسم والحصول على علاج لهشاشة العظام، فمن المهم بالنسبة إلى المرضى أن ينتبهوا إلى تصاميم منازلهم وإبعاد أي مصادر خطر محتمل، الأمر الذي يشمل اتخاذ عدد من الإجراءات مثل ضمان الإضاءة الجيدة، والتخلص من السجادات الفضفاضة التي قد تسبب التعثر، والانتباه إلى التوصيلات، والأرضيات الزلقة، وتحديد درجات السلالم بوضوح، وتركيب قضبان إمساك عند الحاجة وخاصة في الحمامات والمطابخ.

واختتمت الدكتور كيلر “إن اتباع هذه الخطوات مهم جدا؛ نظرا إلى أن كسور العمود الفقري والورك قد تؤدي إلى تغير جذري في حياة المصاب بها، وغالبا ما تتسبب بآلام مزمنة وإعاقات، وقد تؤدي إلى تقصير عمر المصاب بسبب المضاعفات، التي قد تحدث بعد حدوث الكسور”.

15