تجسيد دور ميليشيات في مدارس بالكويت تضامنا مع غزة يثير الجدل

التضامن خرج عن مساره الطبيعي ليتضمن مشاهد تمثيلية تعتبر ترويجا للفكر المتطرف، حيث دق ناشطون ناقوس الخطر من تداعيات بعض الممارسات على الجيل الجديد، مستغربين صمت المسؤولين عنها.
الكويت - أظهرت مقاطع فيديو انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي طلابا في مدرسة كويتية ينظمون فعاليات تضامن مع غزة تضمنت مشاهد تمثيلية للتدريب على أسلحة وهمية واصطفافا عسكريا وتجسيد دور ميليشيات خارجية، ما أثار غضبا واسعا حول الفكر الذي يجري تلقينه للطلاب.
وقامت وزارة التربية في الكويت بإطلاق الحملة الوطنية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في جميع مدارسها، وذلك في إطار إبراز جميع أوجه التضامن مع السكان المتضررين في قطاع غزة، وتعريف الطلاب بالقضية الفلسطينية.
لكن التضامن خرج عن مساره الطبيعي ليتضمن مشاهد تمثيلية تعتبر ترويجا للفكر المتطرف، حيث دق ناشطون ناقوس الخطر من تداعياتها على الجيل الجديد، مستغربين صمت المسؤولين عنها، وقال ناشط:
واستهجن ناشطون أن تسمح وزارة التربية بالأنشطة التي تدعم الأفكار الجهادية المتطرفة وترسخ في أذهان الطلاب مفهوم الميليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة القانون.
وجاء في تعليق:
وذكر بعض رواد مواقع التواصل أن السيناريو سبق أن جرى في المدارس المصرية، واعتبروا أن تأثير جماعة الإخوان المسلمين بات حاضرا في السياسات والقرارات التربوية ووكلاء الوزارات ولجان المناهج الذين خضعوا لسيطرة ونفوذ الإخوان خاصة والتيار الديني عموماً.
وكتب ناشط:
واستنكر الكثير من المتابعين أن يتلقى أبناؤهم في المدارس الأفكار المتطرفة، معتبرين أن الأمر خطير ويجب عدم السكون عنه. وقال حساب:
وطالب آخر بالشكوى والاعتراض الرسمي على ما يجري، قائلا:
ويقول متابعون إن سيطرة الإخوان على مجلس الأمة وعدد من الوزارات والمؤسسات مكنهم من فرض رؤيتهم وقراراتهم عليها، حيث استغل بعض نواب الأمة المساومة الدينية والسياسية لتقديم مقترح بقانون التعليم المشترك وتعديل قانون منع الاختلاط بالرغم من وضوح الحكم الدستوري الصادر في العام 2015 والذي حسم الجدل والاجتهاد في منع الاختلاط في التعليم الجامعي.
وأضافوا أن وزارة التربية والتعليم العالي أصبحت اليوم في قبضة التيار الديني وأصحاب الأجندات الدينية والسياسية الخاصة، في حين أن التعليم بحاجة إلى الإنقاذ والنهوض وليس التدمير والتخلف.
وتساءل مغرد:
واعتبر النشطاء أن السكوت الحكومي عن الفكر المتطرف أو ما سموه “الفكر القندهاري” يدعو إلى الريبة، فيما ذهب البعض إلى اعتبار أن هناك دعما حكوميا للتوجه الديني المتشدد مثلما حدث مؤخرا بعد قيام إحدى الثانويات بمنع الطالبات من ارتداء الزي المدرسي القصير نوعا ما حسب نشرتها الصادرة للائحة المدرسية للعام الدراسي 2023 – 2024.
وشهدت التوجهات تغطية إعلامية إقليمية لمحطات عربية تحظى بانتشار واسع، بصورة أعطت انطباعا بوجود نوع من التوجه الديني، واعتبر ناشطون أن “الفكر القندهاري المتشدد يطبق بصرامة على الطالبات بالمدارس الحكومية، اليوم يفرضون الزي الطويل وغداً سيفرضون الحجاب وربما النقاب! هذه الوصاية مرفوضة من إدارة المدرسة ومخالفة دستورية للحريات الشخصية”.
ويقول البعض إن نتيجة انتشار مثل هذه الممارسات في المدارس الكويتية خطيرة جدا وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، حيث جرى الكشف مرارا عن مراهقين يتبنون الفكر الداعشي.
وأعلنت وزارة الداخلیة الكویتیة مؤخرا عن ضبط شخصین من الأحداث أعمارهما 15 و16 عاماً، وشخص آخر بالغ، بحوزتهم أسلحة وذخائر ویحملون “الفكر المتطرف”.
وأوضحت الوزارة في بیان أنه تم ضبط أحد المتهمين الذي أقرّ أنه تعرف إلى شخص من خلال أحد برامج التواصل الاجتماعي، وحصلت بينهما نقاشات وحوارات، وتبين أنهما “يحملان الفكر المتطرف نفسه”، وفقاً للبيان.
وبعد التحري والتقصي، أكد البيان أنه “تم ضبط شخصين آخرين يحملان الفكر المتطرف نفسه، وبعد أخذ الإذن القانوني اللازم تم تفتيش منزلهما”، حيث تم العثور على “أسلحة وذخائر غير مرخصة، وشعارات وأجهزة تصوير”.
ولفتت الوزارة إلى أنه تمت إحالة الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، والمضبوطات إلى الجهات المختصة.